سرايا - سرايا -  خرج المواطن نضال أبو حجيلة " 30 عاما " من منزله الواقع في منطقة الشجاعية مثل المواطنين ، تجنبا للقذائف التي تتساقط على منازلهم ، برفقة زوجته وأبنائه وأمه وأخواته الأربعة بالإضافة لإخوانه إلى منطقة الزيتون ، ثم انتقل لمدرسة الكرمل الواقع بجانب مستشفى الشفاء .

كان ذلك الحدث مؤثرا على الزوجة التي نزحت إلى المدرسة في شهرها التاسع ، وقد أوشكت على الميلاد ، إلى أن شعرت بمخاض الولادة داخل أروقة مقاعد الدراسة ، ولم يتم استقبالها داخل مستشفى الشفاء نظرا للإصابات الكثيرة التي تصل للمستشفى نتيجة القصف ، فتم نقلها لمجمع الصحابة الطبي.

وفى داخل هذا المجمع الطبي سجل التاريخ ولادة للطفلة "غزة تقاوم " التي ولدت في ظروف خاصة وقعت على قطاع غزة ، واضطرت لان تحمل المولودة مسمى الظروف الواقعة لحظة ولادتها ، من عدوان إسرائيل على قطاع غزة وصمود للشعب ضد الاحتلال بالمقاومة التي أذهلته .

بفرح شديد داخل مركز الإيواء يتحدث والد الطفلة عن اختياره لهذا الاسم قائلا " حينما ولدت ابنتي كنت أتابع قناة الجزيرة ، وخلال المتابعة تكرر امامى كلمة غزة تقاوم على الشاشة فاعجبنى الاسم نظرا للوضع القائم بغزة ، وافتخارا بالمقاومة وبتاريخ غزة.

وستحمل الطفلة ذكريات طوال حياتها لهجرة أهلها من المنزل قبل الولادة ، ومكوثها داخل مدرسة للنازحين ، وعدم قدرة أسرتها على تغسيلها لعدم توفر المياه في المدرسة ، وعدم وجود ملابس جديدة احتفالا بقدومها ، مما اضطر بعض الجيران لمنح الطفلة ملابس مستعملة ، مع نقص تغذية للام بعد الولادة لعدم وجود أغذية مناسبة لها داخل مركز الإيواء .

وتابع الأب " قررت هذا الاسم لاننى شاهدت أناس يحملون اسم صبرا وشاتيلا ، ونحن داخل الأسرة أسمائنا نضالية مثل ، نضال واخواتى سلاح وكفاح ومجاهدة ومجاهد وحرية وتحرير ، وقمت بتسمية ابني القعقاع ، افتخارا بالرجل الذي أرسله الرسول للمسلمين حينما قال لهم سأرسل لكم رجل بألف رجل اسمه القعقاع ، فأسميت ابني جهاد القعقاع ".

وحرص والد نضال حجيلة على تسمية أبنائه بهذه الأسماء لأنهم ولدوا خلال مراحل الانتفاضة الأولى والثانية ، وسجن في سجون الاحتلال الاسرائيلى وتم الإفراج عنه بعد فترة طويلة .

وتمنى والد الطفلة أن تنتهي الحرب وتنتصر المقاومة على الاحتلال الاسرائيلى ، وان يشفى الله الجرحى داخل المستشفيات ، ويصبر من هدمت منازلهم ويرحم الشهداء .