09-08-2014 11:24 PM
سرايا - سرايا - تنتشر في أرجاء قطاع غزة أعداد كبيرة من القذائف الصاروخية التي أطلقتها طائرات الاحتلال وبوارجه الحربية وطائراته، تجاه أهداف معينة في القطاع دون أن تنفجر، خلال العدوان المتواصل على القطاع لليوم الثالث والثلاثين على التوالي.
وخلال فترة التهدئة الإنسانية الأخيرة، توجه آلاف الفلسطينيين لتفقد منازلهم المدمرة، وخلال وجودهم انتشلوا عدداً من القذائف التي لم تنفجر، وعرضوها على الصحافيين الذين تواجدوا في المنطقة لتغطية آثار العدوان الإسرائيلي.
صواريخ الإحتلال لعبة وطريقة جديدة للتسلية
ويتجمع العشرات من الأطفال حول صاروخ كبير الحجم سقط في محيط منطقة أبراج الندى شمال القطاع، ويقفون عليه، متخذين منه لعبة وطريقة جديدة للتسلية.
وفيما إذا كان الأطفال يعرفون ما هذا الصاروخ وهل سينفجر أم لا، قال الطفل أحمد المقيد: "ما تخاف ما راح ينفجر، هذا صاروخ أف 16"، وبدأ يلعب به محاولاً تحريكه من مكانه دون جدوى.
وأضاف المقيد : "الصاروخ خلص مفعوله، وما في خوف منه، بدنا نعلب ونتسلى شو بدنا نعمل".
والد الطفل المقيد كان جالساً على كرسيه موجهاً نظره تجاه أطلال شقته السكنية التي سويت بالأرض نتيجة العدوان الإسرائيلي على القطاع، توجهنا له بالسؤال عما إذا كان يراقب ابنه الذي يلهو بأحد الصواريخ الإسرائيلية فقال: "اتصلنا بالدفاع المدني، وعندما حضروا قالوا إنه لا خوف من هذا الصاروخ، وإنه لن ينفجر بعد الآن، وتركوه في مكانه".
طفل يعانق قذيفة
وفي منطقة بلوك 2 بمخيم جباليا أفدنا بوجود قذيفة مدفعية إسرائيلية لم تنفجر في منزل المواطن أحمد عبد الوهاب، وعندما توجهنا إلى المكان فوجئنا من هول ما شاهدت أعيننا.
فقد كان ابنه الياس يلعب بالقذيفة ويلهو بها على مرأى ومسمع والديه، بل وكان يحتضن القذيفة في أحيان أخرى.
وقال عبد الوهاب : "أزالت طواقم الدفاع المدني الرأس المتفجر من القذيفة وأصبحت الآن بلا أي خطر".
وعن سبب سعادة طفله بالقذيفة، أضاف عبد الوهاب أن ابنه أحبها لأنها لم تنفجر في البيت أثناء نومه، لذلك اعتبر أنها صديقته.
مخلفات العدوان تنفجر
وفي وقت سابق أعلنت المصادر الطبية الفلسطينية أمس الجمعة، استشهاد الشاب مصطفى أحمد حجازي (25 عاماً) من مخيم جباليا، إثر انفجار صاروخ من مخلفات الاحتلال التي ألقيت على قطاع غزة.
فيما أصيب ستة مواطنين آخرين في الانفجار الذي وقع خلف أبراج الشيخ زايد في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، وجرى نقلهم إلى مستشفى كمال عدوان، حيث وصفت جراح ثلاثة منهم بالخطيرة.
الدفاع المدني يحذر
من جانبه أكد نائب مدير شرطة هندسة المتفجرات بوزارة الداخلية بغزة الرائد جهاد أبو مراد ان أكثر من 6 آلاف غارة نفذتها طائرات الاحتلال على قطاع غزة، بقذائف شديدة الانفجار، تُسبب دماراً كبيراً في المنازل والأراضي التي تسقط عليها.
وأشار أبو مراد إلى أن تقديرات فرقهم حتى اللحظة تشير إلى أن أكثر من مئة ألف طن من المتفجرات تم إسقاطها على قطاع غزة منذ بداية العدوان، لافتاً إلى أن الحقائق لم تتكشف بعد فلا تزال هناك العديد من المناطق التي لم تستطع الوصول إليها فرقهم.
وحول أعداد القذائف التي لم تنفجر قال أبو مراد : "حسب إحصائيات الجهاز فهناك حوالي 150 قذيفة صاروخية لم تنفجر، منتشرة في كافة مناطق قطاع غزة من شماله إلى جنوبه، وذلك حسب اتصالات المواطنين"، موضحاً أن طواقم هندسة المتفجرات تتوجه فور وصول بلاغ من المواطنين إلى المكان الذي تتواجد به قذيفة صاروخية لم تنفجر وتقوم بإخلائها من المكان، إلا أن هناك أماكن لا تتمكن الطواقم من الوصول إليها نظراً لقربها من مناطق تواجد الآليات العسكرية الإسرائيلية.
من جهته، وجه الرائد أبو مراد مناشدة لأهالي القطاع بعدم الاقتراب من أي قذيفة لم تنفجر، وضرورة الإبلاغ عنها بأقصى سرعة ممكنة.
وكان القتال بين الاسرائيليين والفلسطينيين استؤنف عقب انتهاء هدنة مؤقتة لمدة 72 ساعة، صباح أمس الجمعة، بعدما رفضت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تمديدها، مالم يتم تلبية طلبات فلسطينية تتعلق بفك الحصار عن غزة وإقامة ميناء.
وأسفرت عملية "الجرف الصامد" الإسرائيلية، منذ 8 يوليو(تموز) الماضي، عن استشهاد نحو 1898 فلسطينياً، وإصابة 9850 آخرين، فيما قتل 64 جندياً إسرائيلياً.