07-08-2014 11:09 AM
سرايا - سرايا - حلما كثيراً ...كان بسيطا مثل حلم اغلب أطفال قطاع غزة, الطفلان محمد ونضال قبل شهر سادهم فرحا لا يوصف ... بعد أن لبى والدهما طلبهما و جلب بركة سباحة صغيره لهما, وضعها في فناء المنزل, لتصبح هي الملاذ الوحيد للعب والهرب من ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي وانعدام أماكن الترفيه .
عند استيقاظهما يذهبان مباشرة إلى البركة, معلنان بأعلى صوتهما "أن موعد المرح قد بدأ", يتناولان الفطور والغداء أمامها, حياتهما الصغيرة ارتبطت بها, وهذا الارتباط اختطفتها طائرات الاحتلال لتحول لون مياه بركتهما التي يجددها والدهما كل يوم إلى اللون الأحمر ممزوجة بقطع من أجسادهم الغضة .
في يوم الأربعاء من الأسبوع الأول لبدء العدوان عكر هدوء منطقة مخيم المغازي وسط قطاع غزة, صوت انفجار ضخم,أنتفض الجميع من مكانه ليعلوا الصراخ " تم قصف منزل عائلة المناصرة بصاروخ من طائرة أف 16", لينطلق الشباب والشيوخ بحثا عن ناجين من تحت الحطام .
كان المنظر مروعا فاختلطت جسدا الطفلين الصغيرين بحطام ملاذهم الوحيد للعب مع حجارة منزلهما, الدماء والأشلاء في كل مكان, سقط الطفلين شهيدين, ليخرج عم الطفلين صلاح وزوجته عائشة الحامل بطفل مفزوعين إلى الخارج ليستهدفهما الطيران الحربي بصاروخ أخر لم يستطع أحد أن يفرق بين أجسادهما فقد جمعتهما الدنيا زوجين في قبرواحد.
مشيئة الله هي من رحمة باقي أفراد العائلة رغم سقوط المنزل على رؤوس ساكنيه في الاستهداف الثاني, ويقول والد الشهدين خلف :" الاحتلال سلب مني أطفالي وهم يلعبون في ساحة المنزل وأمام بركتهم التي عشقوها" ويتسأل ما ذنبهم ؟؟, " جثة نضال سنتين كانت كورقة على شجرة الزيتون وهي عبارة عن آشلاء عانقته رمز السلام الذي فقد في غزة, بينما أبني محمد أربع سنوات وأخي صلاح وزوجته التصقت جثثهم بعضها ببعض ".
والدة خلف استطاع بصعوبة أن يستخرجها أحد أبناء العائلة من بين الركام, حيث كانت تلفظ أنفسها الأخرة, ولكن إرادة رب العز أن تعود للحياة من جديد, وتقول على سرير المستشفى:" كنت جالسة أقرأ القران الكريم وكانت والدة أحفادي الشهداء تتحدث عن وجبة الفطور التي ستعدها, لأسمع صوت انفجار هز المنزل, لم أستطع أن أقف على قدمي ".
الخوف والرعب الذي عايشته الحاجة مريم النواصرة (83عام ) أسكنها مكانها لتصاب بعدة أصابات مختلفة في جسدها بعد سقوط سطح المنزل عليها في الاستهداف الثاني, وقلبها يعتصر ألما تمنت استشهادها واستمرار الحياه لأبنها وأحفادها .
وأضافت :" أصعب حرب أعيشها رغم أنني عايشتها جميعها, شيء مؤلم أن تختفي البسمة من منزلنا, وأن يهدم علينا بدون سبب يذكر أو حتىأنذرلإخلاء المنزل, كنت أتشوق أن أحمل حفيدي من أبني صلاح ولكن استشهد مع والديه".
ولم نستطع التحدث لوالدة الطفلين الشهيد ين فمازالت مصدومة تأنب نفسها, فهي من كررت الطلب من زوجها لجلب بركة السباحة ولم تدرك أن العدوان الإسرائيلي لا يترك مكان للمرح للأطفال .