حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,11 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 89741

عن سلطان العجلوني واخواته

عن سلطان العجلوني واخواته

عن سلطان العجلوني واخواته

21-07-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

تتشابه حكاية الاسير اللبناني المحرر سمير القنطار, مع حكاية الاسير الاردني المحرر , مع وقف التنفيذ , سلطان العجلوني : كلاهما قاما بعملية نوعية ضد الاحتلال , ووقعا تحت تعذيب " لم يبتكره الشيطان نفسه " , وخاضا معا اضراب " البطون الخاوية " , وتحديا المعتقل وحققا انجازا اكاديميا بحصولهما على الشهادة الجامعية , والاهم ان كلاهما , بعد ان حرما من رؤية امهما الطبيعية , وجدا اما فلسطينية تؤنس وحدتهما , العجلوني وجد عائلة مقدسية احبته كابن لها وواصلت زيارته لثمان سنوات تقريبا , والقنطار وجد في " أم جبر الوشاح " من غزة اما له بعد ان دأبت على زيارة سمير رفيق ابنها لمدة 15 عاما في السجون الإسرائيلية وتوفير احتياجاته ، حتى بعد الإفراج عن ابنها. وثمة تشابه في عملية المقاومة التي نفذها , وان كان العجلوني نفذ عمليته دون اي تخطيط مسبق ، ولكنه فكر بها ونفذها مدفوعا بالحماس ، تمكن سلطان من اقتناء مسدس بعد ان فشل في الحصول على رشاش , وبدأ يتدرب على الرماية في الصحراء لوحده , و عندما شعر أنه أصبح مستعدا, كتب وصيته الى والديه يطلب فيها " أن يحتسباه عند الله , و يكثروا من الدعاء له , و أن يسددوا عنه دينه للبقال." وصل سلطان قرية دامية قرب الحدود الأردنية الفلسطينية , ومن ثم عبر نهر الأردن ووصل إلى معسكر للجيش الإسرائيلي بعد يومين من العبور , وبرهن عن ذكاء و سرعة بديهة , فقد تمكن من اجتياز الأسلاك الشائكة , و تجاوز نقاط الحراسة , واقتحم الموقع فقتل أحد جنود شرطة "حرس الحدود " برتبة رائد , هو بنحاس ليفي , ثم توجه إلى جندي اخر ارتجفت يده على جهاز الإتصال لكن المسدس لم يطلق , فقد اصابه عطل ما , وهكذا القي القبض عليه فنقل للتحقيق. كان جوابه طوال فترة التحقيق والتي دامت خمسين يوما من العذاب النفسي و الجسدي : " كنت في رحلة , ضللت الطريق, و جدت نفسي فجأة أمام جندي يريد قتلي , فسحبت مسدسي و دافعت عن نفسي ".. و يستمر التحقيق , ورد سلطان هو هو لم يتغيير . هذه العملية التي تمت بذكاء كبير, وفقا للمصادر الإسرائيلية , درست في بعض المعاهد العسكرية الإسرائيلية لضمان عدم تكرارها. خلال فترة سجنه الطويلة ، التحق سلطان بجامعة تل أبيب المفتوحة ، ودرس فيها العلوم السياسية بالانتساب ، وحصل على شهادة البكالوريوس , كما تعلم اللغتين الانجليزية والعبرية ، ويطمح للتخصص في الشؤون الاسرائيلية بعد إطلاق سراحه .. التقى في السجن بالشهيد إسماعيل أبو شنب ,أحد قادة " حماس " الذي اغتاله الاحتلال عام 2003 , والذي ساعده في التغلب على مصاعب السجن وتحقيق انجازه الاكاديمي .. وكان العجلوني التقى أبا شنب ، في الفترة الأولى من سجنه حيث كان أبو شنب اسيرا ايضا ولمدة عشر سنوات . و يعتبرالعجلوني ، أبا شنب مربياً وقدوة له. تنقل سلطان بين عدة معتقلات خلال سنوات أسره الطويلة , شان غيره من الاسرى , ومنهم ايضا سمير القنطار, وهو إجراء عقابي يتخذه الاحتلال امعانا في التعذيب النفسي لمنع الأسرى من الإستقرار, وإنشاء صلات بينهم . و من السجون التي الفت زياراته : عسقلان , نفحة , الرملة , مستشفى سجن الرملة , بئر السبع , واخيرا قسم العزل في معتقل هداريم و الذي نقل منه الى قفقفا . عندما اجتاز الحدود الفلسطينية الأردنية في طريق عودته الى الاردن كان شعوره مثل الخارج من القبر والعائد إلى الحياة ، لكنه يعيش الان حالة أخرى من حالات ما بعد الموت، فبعد أن" تذوق طعم البعث والنشور" , يقول كتب علي أن " اجرب الوقوف على الأعراف ، حيث يقف من تضاءل عملهم في أن يبلغهم النجاة والجنة , ولكنه لم يبلغ حد الهلاك والنار." , والأعراف هم من تساوت حسناتهم وسيئاتهم ويقفون ما بين الجنة والنار يوم القيامة. في مخاطباته الرسمية يوقع " الأسير المحرر" ، ورغم بساطة الكلمات ووضوحها الظاهري إلا أنها تحوي في مدلولاتها كثيرا من المتناقضات والمفارقات، فإما أن يكون المرء أسيراً أو أن يكون حراً، فإن كنت أسيراً فهذا يعني أنك في معتقلات العدو، وهو في سجون بلاده , ولم تصدر أية هيئة قضائية أردنية ضده مذكرة توقيف أو اعتقال, فماذا يفعل في السجن حتى الان؟. وفقا لحسابات عائلة العجلوني فان سلطان سيكون حرا مع الأسرى الاربعة في 17 آب /اغسطس المقبل , رغم ان التوقع كان ان يفرج عنهم مباشرة بعد صفقة الاسرى بين " حزب الله " و تل ابيب . وبموجب صفقة الاسرى الاخيرة ، فإن الحكومة الاردنية تستطيع الإفراج عن الأسرى الاربعة اذا ما أفرجت تل ابيب عن اسرى عرب في قضايا مماثلة. كل سجين ومعتقل في الاردن يعرف تاريخ الإفراج عنه الا سلطان ورفاقه، فلا يعلم حتى الآن إن كانت المدة المنصوص عليها في " الاتفاقية " ستحتسب بالأشهر العربية أو العبرية. يبقى السجن سجناً ولو فرشت أرضه بالحرير والديباج ، ومهما كان التعامل لطيفا وانسانيا فإنه يعجز أن يمحو آثار المرارة الناجمة عن سماع كلمة " نزيل" ولو لمرة واحدة أو بالخطأ. سهام القنطار ,71 عاما , والدة سمير, تقول وهي تتقبل التهاني :" انها دقيقة تختصر 30 سنة من الانتظار، لم افقد الامل يوما ". رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية قدم التهنئة لوالدة سمير المعنوية " ام جبر وشاح" .. متى تختصر ام سلطان , 75 عاما وابو سلطان , 83 عاما , سبعة عشرعاما من الاعتقال بدقيقة وبقبلة على جبين الاسير المحرر؟ . ****** الاسير سلطان العجلوني – سيرة ذاتية 1974 ولد سلطان طه محمد العجلوني في المفرق. 1990 مجزرة الاقصى التي استشهد فيها 20 فلسطينيا تشكل منعطفا في حياته . 1990 اعتقل بعد أن اقتحم موقعا اسرائيليا بعد ان قتل اسرائيليا برتبة رائد . 1995 يصاب بمرض التهاب الأمعاء المزمن , و ما زال يعاني منه حتى الآن . 2000 بعد ان منع الاحتلال اهله من زيارته , عائلة مقدسية تعتبره ابنها وتواصل زيارته . 2002 اكمل دراسته في جامعة تل أبيب بالمراسلة و حصل على البكالوريوس في العلوم السياسية و العلاقات الدولية . 2004 يدخل اضرابا مفتوحا تحت شعار " الحرية أو الشهادة ". 2005 محاولة اسرائيلية فاشلة لقتله بإبرة هواء في الوريد. 2006 يعتذرعن قبول المكرمة الفلسطينية بمنحه مواطنة الشرف مع سمير قنطار . 2007 الافراج عنه مع أمين الصانع، سالم ابو غليون، خالد ابو غليون بناء على اتفاق يقضي بنقلهم الى الأردن لاكمال مدة محكوميتهم. 2008 إشهار كتابه "عوائق في وجه النهضة" الذي ألفه في سجون الاحتلال الإسرائيلي وأتمه في سجن قفيفا.  








طباعة
  • المشاهدات: 89741
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
21-07-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
مع اقتراب انتهاء الدورة العادية الأولى لمجلس النواب العشرين.. ما هو رأيكم في أداء المجلس حتى الآن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم