04-08-2014 01:04 AM
سرايا - سرايا - أكد مصدر تربوي في مديرية لواء الشونة الجنوبية أن 14 مدرسة من أصل 19 لم ينجح بها أحد في الفرع الأدبي بلواء الشونة الجنوبية، في الوقت الذي لم تتجاوز فيه نسبة النجاح 10 % من مجموع الطلبة الذين تقدموا للامتحان.
وبين المصدر أن نسبة النجاح في مدارس الإناث كانت أكثر من مدارس الذكور التي لم ينجح منها في الفرع الأدبي سوى طالبين من مدرسة واحدة، مضيفا أنه لم ينجح أي من طلبة الفرعين الفندقي والزراعي في اللواء، في الوقت الذي تدنت نسبة النجاح في عدد كبير من المدارس التي لم ينجح في بعضها سوى طالب أو طالبين.
وقد شكل هذا الحدث صدمة للمراقبين وأولياء الأمور وحتى الطلبة أنفسهم كونها المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الأمر، مشيرين إلى أن التشديد الذي اتبعته الوزارة خلال الامتحان لهذا العام كان السبب الرئيس وراء ذلك.
وبين أولياء أمور طلبة فضلوا عدم ذكر أسمائهم أن وزارة التربية تتحمل المسؤولية الكاملة لفشل ما يزيد على 90 % من طلبة القانوية العامة في تخطي الامتحان، لافتين إلى أن التهاون والتساهل والتجاهل الذي مارسته الوزارة خلال أكثر من 15 سنة تجاه ضبط الامتحان أسهم في اعتماد الطلبة بالدرجة الأولى على الغش والتفنن في تعلم أساليب جديدة فيه.
وبينوا أن قيام الوزارة بإعادة الهيبة لامتحان الثانوية العامة شيء جيد لما فيه مصلحة الطلبة والمجتمع والوطن، إلا أن الوزارة لم تلتفت إلى تطوير الجانب الأكاديمي في المدارس، خاصة فيما يتعلق بتنمية قدرات المدرسين وتطوير المدارس والنهوض بها بما يتلاءم مع النهج الجديد، موضحين أن تقديم أكثر من نصف الطلبة لامتحان الثانوية العامة في ظروف سيئة كانقطاع التيار الكهربائي عن قاعات الامتحان، وارتفاع درجات الحرارة بالتزامن مع التشديد من قبل المراقبين أثر على تحصيلهم العلمي وعلى قدرتهم على اجتياز الامتحان.
يبين أحمد العدوان أن عدم كفاءة عدد من المعلمين أسهم بشكل كبير في إخفاق الطلبة خاصة أن معظم المعلمين الذين يفدون من خارج اللواء سرعان ما ينتقلون إلى مدارس قريبة من أماكن سكناهم، موضحا أن هذا الأمر أثر بشكل كبير على التحصيل العلمي للطلبة في المنطقة التي تعتبر من المناطق الأقل حظا.
وأكد العدوان على أهمية تكاتف الجميع لتحسين التعليم في المنطقة وايلاء المراحل التعليمية المبكرة في الصفوف الدنيا الاهتمام الاكبر، مبينا أن التأسيس له دور كبير في تحصيل الطلبة العلمي في مرحلة الثانوية العامة.
وأكد مراقبون وتربويون أن تفشي ظاهرة الغش خلال السنوات الماضية جاءت بنتائج كارثية على المجتمع وعلى العملية التربوية بشكل خاص، وانعكست بشكل سلبي على تحصيل الطلبة في المدارس الحكومية لعدم قدرة بعض المعلمين على تأدية رسالتهم النبيلة على أكمل وجه، معتبرين أن انتهاج وزارة التربية لنهج جديد يحارب الغش هو أمر صائب رغم تأخره.
وأشاروا إلى أن إخفاق عدد كبير من الطلبة يعود إلى عدم اهتمام الأهل وعدم متابعتهم وحثهم على الدراسة، مؤكدين أن تفكير بعض أولياء الأمور أصبح يشابه تفكير أبنائهم في كيفية تخطي امتحان الثانوية بأي وسيلة، الأمر الذي دفعهم إلى مساعدة أبنائهم على الغش.
يذكر أن عدد الطلبة الذين تقدموا لامتحان الثانوية العامة في لواء الشونة الجنوبية بلغ نحو 642 ألف طالب وطالبة من الفروع الأكاديمية والمهنية.