15-07-2014 10:02 PM
سرايا - سرايا - صُدمت المُسنة رسمية الزطمة (60عامًا) وعائلتها المكونة من ثلاثين فردًا بحجم الدمار الذي حل ببيتهم المكون من طابقين في إسكان السعودي "1" غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، جراء قصف الاحتلال بتسع صواريخ مبنى مديرة الإصلاح والتأهيل المجاور للمنزل.
وجلست المُسنة الزطمة باكية على أنقاض الأثاث ونوافذ وجدران المنزل التي دمرت بشكلٍ شبه كامل، ووضعت يدها على عينيها غير قادرة على رؤية الدمار الذي لحق بمنزلها، فيما اكتسى حديقة وجدران المنزل اللون الأسود والرمادي، من غبار الصواريخ التي اطلقتها الطائرات تجاه الموقع المجاور.
وتسلمت الزطمة وأبنائها الستة منزلهم المكون من طابقين ومساحته لا تتعدى 120 مترًا في الحي السعودي "1" قبل نحو عامٍ ونصف كتعويض من قبل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل "أونروا"، بعد أن دمر الاحتلال منزلهم بمخيم بلوك (G) على الشريط الحدودي مع جمهورية مصر العربية عام 2003م.
وعانت وأبنائها وأطفالها على مدار عشر سنوات من رحلة التنقل بالإيجار بين الشقق السكنية بعد تدمير منزلها، وعاشت فصولاً من التهجير داخل الوطن، عانت الأمرين خلال رحلة التنقل، حتى استقر بها الحال في منزلٍ جديد، عوضها سنوات الحرمان التي عاشتها مشتتة بعيدة عن عائلتها.
ولم تكن الزطمة تعلم أنها ستعيش مُجددًا فصولاً جديدة من المعاناة والتهجير داخل الوطن، بعدما لاحقها بطش الاحتلال في مسكنها الجديد ودمر جزءًا كبيرًا منه، وشتت شمل العائلة، وأصبحت يعيش كل واحد منهم في مأوى جديد، لتعود الذاكرة بها لعشر سنواتٍ مريرات اكتوى فيها بشتى أنواع العذاب.
وتحت وطأة القصف من قبل الطائرات الحربية من نوع "إف16" والاستطلاع "بدون طيارة" وتناثر شظايا الصواريخ والحجارة والغبار لداخل المنزل ومحيطه، خرجت مسرعة وهي تصرخ على زوجات أبنائها وأطفالهم للخروج بسرعة.
وخرجت الزطمة متحدية تساقط قطع الحجارة فوق رأسها بفعل شدة القصف، حتى وصلت منزل لأقربائها بالحي تشعر فيه بالأمان عن منزلها، وقضت ليتلها خارج المنزل، حتى عادت في الصباح الباكر، لتُصدم بحجم الدمار والخسائر التي لحقت به.
وتقول : "ما لحقنا نفرح على البيت، ملناش عامين جايين هنا وسكنا، وليش يعملوا فينا هيك هاليهود، حسبنا الله ونعم الوكيل عليهم، بكفي إلنا أكثر من 10 سنوات نتعذب مُتنقلين بين الشقق بالإيجار، وكل واحد في أولادي عايش بمكان".
ولم تستطع أن تُكمل الزطمة حديثها حتى ذرفت عيانها باكيتين على منزلها، وانحنت للأسفل لتلتقط قطعة من نافذة منزلها سقطت أرضًا من شدة القصف، الذي أحدث ثغرات في جدران المنزل، وتفوح روائح البارود من كافة أرجائه.
وتضيف "حرام نعيش ترحيل من جديد، بكفي هدم منزلنا عام 2003م، وعشنا بعدها بعذاب، واليوم من جديد يتم تدمير منزلنا، من شدة القصف الإسرائيلي، ولا نعلم متى سنقوم بإصلاحه بظل هذا الوضع الصعب، وبشهر كريم وعلى أعتاب عيد الفطر، يفترض أن نعيش بأمن وأمان".
وناشدت الزطمة كافة الجهات المعنية بتوفير حماية للمدنيين من القصف الإسرائيلي والعدوان المتواصل على القطاع، واستهداف المدنيين الأمنين، معبرة عن استغرابها من السكوت على ما يحدث بحق المدنيين من "ذبح وقتل وتدمير وإرهاب لأمنين..".
ويشن الكيان الإسرائيلي لليوم الثامن على التوالي عدوانًا على قطاع غزة، ما أدى لارتقاء 192 شهيدًا وإصابة ما يزيد عن 1400جريحًا، بحسب أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في القطاع، فيما دمرت الطائرات ما يزيد عن 500 منزل بشكل كلي وما يزيد عن 8ألاف جزئي، بحسب وزارة الداخلية.