15-07-2014 10:31 AM
سرايا - سرايا - قد يمر عليك خلال معركة العصف المأكول في قطاع غزة الكثير من القصص الموجعة ولكن الأكثر وجعاً في هذه القصص عندما تشاهد أب يودع طفليه الشقيقين ويقول بحرقة ومرارة "
أخذوكم منّي ..استكتروكم عليّ ".
حيث لا تقف المشاهد عند وداع الأطفال الأشقاء بل لوداع صديقين مسنّين عاشا طوال حياتهما معاً وجاء أجلهما معاً , فهذه صواريخ العدو التى لم تفرق بين صديقين مسنّين ولا شقيقين طفلين , كل هذه شواهد على جرائم صهيونية بشعة في أيام معركة العصف المأكول بشارع النزاز في حى الشجاعية .
في مشهد دامي ومتكرر على مدار أيام العدوان على قطاع غزة , شنّت طائرات الاحتلال غارات عنيفة على حي الشجاعية , حيث لم تسلم أرضاً زراعية ولا منازل سكنية للمدنين ولا مجموعة من الأطفال في شارع , فكان الكل مستهدف من صواريخ العدو ولشارع النزاز شرق الشجاعية حكاية وداع مؤلم لطفلين شقيقين
وصديقين مسنّين .
وفيما ودّع المواطن إياد عريف في اليوم الثانى من الحرب بتاريخ 9/7/2014 طفليه الشقيقين أمير( 13 عاماً ) وشقيقه محمد (15 عاما), وهو يعانقهما بدموعه الحارة العناق الأخير وبصوت
متقطع يقول "هما رأس مالي، هما اللذان خرجت بهما من الدنيا "
وتناقلت الفضائيات مشهد وداع حزين يخطف القلوب لوالد الطفلين الشقيقين من حي الشجاعية منادياً على أبنائه "محمد و أمير " في ثلاجة الموتى بقوله "سامحوني لم أقدر على حمايتكم "
أمير عريف وأخيه محمد كل ذنبهما أنهما حاولا أن يعيدا لشوارع غزة الحياة فقررا أن ينزلا للعب في الشارع أمام منزلهما بحي الشجاعية، فتاقذفتهم صواريخ الإحتلال ليرتقيا شهيدين دون أن يكملا لعبتهم .
وأماعن المسنّين المتحابين في الله وقلبهما معلق بالمساجد، الشهيدين حسين المملوك (47 عامًا) صابر سكر (80 عاماً) من حي الشجاعية اللذان قضيا شهيدين في نفس الشارع
"النزاز" الجمعة الثانية من رمضان خلال ساعة الافطار في طريقهما لأداء صلاة المغرب في المسجد , ليتناولا إفطارهما في الجنة .
وبالرغم من القصف العنيف وهدم البيوت وارتقاء الشهداء إلا أن شوارع قطاع غزة لا تزال تنبض بالحياة ، ويواجه الناس مصيرهم دون خوف ويمارسون حياتهم الطبيعية في شهر رمضان وتمتلىء المساجد بالمصلين لأداء صلاة التراويح . في حين تنقل الفضائيات مشاهد للمدن الفلسطينية المحتلة خالية من اليهود وهروبهم الى الملاجىء فور سماعهم صفارات الإنذار