14-07-2014 06:55 PM
سرايا - سرايا - تنفست الطفلة مريم المصري (7 سنوات) الصعداء، بعدما سمح لها والدها بالخروج للعب مع توأمها محمد في فناء المنزل، عقب إصرارها الشديد عليه دون أن تعلم أن تلك اللحظات كانت البداية لفاجعة تلم بهم.
ولم تُدرك الطفلة مريم التي أبصرت النور بعد 14عامًا لوالديها، أن تكون هي وأخيها ضمن بنك أهداف الطائرات الإسرائيلية التي أغارت على منزلهم بحي النصر وسط مدينة غزة.
وبالرغم من أن والدهما أبو محمد كان قلقًا عليهما، وحاول إدخالهما إلى البيت مرارًا، إلا أن إصرار الطفلة الصغيرة، جعل وقوع القدر أمر محتوم.
وفي الوقت الذي كان أبو محمد ينادي على توأميه، سمع صوت انفجار هائل، وتناثر الغبار والدخان في كل المكان، ليكتشف بعد لحظات أن الهدف هم أبنائه.
حزن وألم
وبجانب سرير مريم الصغير في غرفة العناية المكثفة بمجمع الشفاء الطبي يجلس الوالد أبو محمد يتحسر على تلك اللحظات الأخيرة مع ابنته، يمسك يدها ويقبلها تارة، ويدعو لها بالشفاء العاجل تارة أخرى.
فيما ظهر الحزن والقهر بشكل واضح على ملامح وجهه، ويقول "ما ذنبها هذه المسكينة حتى تقصف بهذه الوحشية؟ وأي تهديد لأمن "إسرائيل" ذلك الذي تشكله هذه الطفلة؟".
ويشرح الوالد الأحداث من البداية بقوله "كنت أنادي عليهم، قبل أن يسقط الصاروخ عليهم، ثم انتشر الدخان والغبار في المكان، ولم استطع أن أراهم، وبعدما انقشع الغبار وجدتهم جثث هامدة مدرجين بالدماء".
وبينما كان يحكي الأحداث لم تجف الدموع من عينيه، ليضيف "صرت أصيح بأعلى صوتي على الجيران والاسعاف أن الحقوا أبنائي، وهرع الجميع لمساعدتي ونقلناهم إلى المستشفى، ليكتشف الأطباء أن نزيفًا داخليًا أصاب دماغها، ولا تزال حتى الآن في غرفة العناية المكثفة".
ويؤكد أبو محمد استعداده للتضحية بكل شيء عنده من أجل شفاء ابنته الصغيرة، مبينًا أنه أصيب بحالة من العصبية بداية الحدث، قبل أن يهدأ ويسلم أمره لله.
يهدأ أبو محمد الذي يعمل في أحد المحلات التجارية بغزة لحظة لالتقاط أنفاسه، ويفكر برهة ويتابع "رزقني الله بالتوأم بعد 14عامًا، وبعد العديد من عمليات الزراعة، التي كلفتني أموالًا كثيرة، ولم أكن أعلم أن يكونوا هدفًا للصواريخ الإسرائيلية".
ولم يخف الوالد المكلوم أنه يحاول إخراج ابنته للعلاج في المستشفيات الخارجية، نظرًا لصعوبة وضعها الصحي، مطالبًا مصر بضرورة فتح معبر رفح البري فورًا لسفر الجرحى للعلاج.
من جهته، يؤكد أخصائي الجراحة المتابع لوضع الطفلة الصحي الطبيب أحمد الجدبة أن الطفلة وصلت المستشفى بوضع صحي حرج للغاية، نظرًا لإصابتها بنزيف كبير في الدماغ، وإصابات متفرقة نتيجة شظايا الصاروخ.
ويقول الجدبة : "حتى اللحظة وضعها حرج ومستقر، ونحاول جاهدين إنقاذ حياتها، والسعي إلى سفرها للعلاج في الخارج خلال الأيام المقبلة".