سرايا - سرايا - ربما يعلم جميعنا أن النيران ما هى إلا الناتج من احتراق بعض المواد العضوية والأكسجين، لكننا أخذناها كالمسلمات منذ أن اكتشفها الإنسان، ولم نتساءل لماذا “تحرق”، ولماذا تكون الشعلة حمراء مع احتراق الخشب وزرقاء مع احتراق الغاز؟ ولماذا تتراقص الشعلة النارية؟

دعنا نبدأ بعملية تراقص الشعلة، فهى تفعل ذلك بسبب “الجاذبية” التى تجذب إليها كل ما هو ثقيل بما فى ذلك الهواء، وتجعل كل ما هو “خفيف” يذهب للأعلى، والهواء الساخن أخف بكثير من البارد لذلك ترتفع الشعلة إلى الأعلى وتتراقص، أما إذا أشعلت نفس الشعلة فى الفضاء الخارجى فسوف تكون دائرة من النيران التى تتحرك فى كل الأماكن بشكل عشوائى مع انعدام الجاذبية.

هى عملية فيزيائية بحتة، فعندما تحترق شعلة النار بشكل نظيف، أى أن يكون السبب فى إشعالها “الغاز” أو “الشموع”، فإن الحرارة تحث جزيئات المادة المحترقة على إطلاق “ضوء” معين، وهذا الضوء يكون “الأزرق الباهت” فى أغلب الأحيان، وهو نابع من التحرك الذرى للمواد وانتقالها، وربما يعود ذلك بسبب قصر موجة اللون الأزرق التى تنتشر بسهولة وسرعة عن باقى الألوان أو “الأضواء”.

أما فى حالة عدم اكتمال احتراق الوقود أو “المادة المحترقة”، مثلما يحدث فى حالة الخشب أو آخر جزء من شعلة الشمعة، فإن النور الخارج منها يكون أحمر اللون، وبالرغم من استمرار وجود اللون الأزرق إلا أنه يكون باهتا لدرجة أن الأحمر يغطى عليه.

والمعروف أن كل الأجسام بلا استثناء تتألق أو تضئ، والضوء هذا يعتمد على درجة حرارتها، فحتى الإنسان دائما ما تحيطه هالة ضوئية، إلا أننا لا نراها بأعيننا وذلك لأننا أبرد كثيرا فى درجة الحرارة من أن يكون الضوء يرى بالعين المجردة، فتردداته تدخل فى مجال الغير مرئى لنا، وهذا وفقا لما ذكرته صفحة قناة “Minute Physics” على يوتيوب.