بقلم :

امس وصلت في ساعة متأخره للبيت بعد يوم حافل بالعمل وكعادتي عاقد الحاجبين تعلو الكشره محياي وقد جعلتني الاكياس السوداء اكثر قربا من الارض استقبلتني زوجتي فرحه بقدومي بينما ركز اطفالي نظراتهم على ما احمل، طرحت التحية وانا والجميع نعلم انها (من الجوزه وفوق)) وبعد يعطيك العافيه وأهلين وشو طابخين والزوجه تهتم بجكيت السفاري والاطفال منشغلين بخلع الحذاء والاخر بالجرابات والثالث يراقب المكان الذي سوف يستقر به البنطلون لكي يستولي على ((شوية الفراطه)) ، ألبست الشباح الابيض وبنطلون الرياضه الكحلي ابو خطين، كانت درجة الحرارة في الظل تتجاوز الثلاثين درجه على مقياس رختر ومروحة السقف بالرغم من دورانها إلا انها تعجز عن تلطيف الاجواء او تجيب نسمه هواء ولو من زاروبة الحاره . "صح بدنك " عبارة زوجتي المعهودة و"هاه وش عندكي " ردي المعتاد ، احطلك تتغدى ترا انا والعيال بعدنا ما افطرنا نستنى فيك ،رديت بصوت خشن وزادت التكشيرة روحي اتقلعطي انت والعيال وسكري بالباب وراك ، ولا تنسي صحيني على الساعة 6 ، وفعلا بنت هالحلال اتبعت التعليمات بدقه وانا رميت حالي على التخت المتهاوي وصكصكته المتناغمه... وصرت اراقب فراشات المروحة واحسب كم لفه بالدقيقه وكم الدقيقه تكلف كهرباء وعلى سيرة الكهربا اتذكرت انه فيه فاتوره مكسورة من الشهرالماضي ما اندفعت حاولت اغمض عيوني ولو لدقيقه بدون ما احسب لشي .....بندورة بطاطا وعلى السكين يا بطيخ شوال البصل بدينار ...صوت مسجل يا دوب تفهم مخارج الحروف ونزولا عند رغبت الجاره ام خالد وقف على سوا الشباك وام خالد واقفه باليانس تبع الصلاه تفاصل بيه على بريزه وهو يحلف انه كل مربحه هالبريزه تابعت الحوار بين ام خالد والبياع والحمد الله ام خالد اشترت وبدا صوت البندوره والبطاطا يختفي بعيد عن الشباك وارجعت احاول اغفي شوي ....اللي عنده خرده اللي عنده حديد اللي عنده نحاس خربان للبيييييييييييييييييع ومع صوت طقطقة الحديد وصياح جلال وهو شايل رجل كرسي سامبا مكسوره ويركض ورا البكم ما قدرت اغفي ....باع جلال واشترى تبع الخرده ونتهى المزاد . قلبت حالي على جنبي الايمن وانا اتعوذ بالله من الشيطان الرجيم واشد على عيوني اكثر واكثر سكنت الاجواء وبدأ النعاس يتسرب لجفوني وبلشت ارخرخ مفاصلي واحلم اني كاتب قارمه كبيره على اول الحاره ((حارة مر ولا تزمر بعرضك)) وان ضربت الباب بقوة يٍٍُوبه فكني من صدقي بده يوخذ بريزتي ....فطيت على طولي ومسكته من اذنه اليمين .....يلعن ابوك على ابو صدقي على ابو الساعة اللي شفتك بيها انت وصدقي وأمك...دفشته لبره وصفقت الباب بكل قوتي اتخصرت قبال المرايه اتفرج على الشباح وانفخ شوي وأأفف شوي وأسبسب شوي ((يلعن العجب ويلعن اللي يخلفه )) رجعت لتخت ورميت كل رجل على جهه وعم السكون المكان قلت خلص ظل نص ساعة بلحق اغفا شوي ....وانه زامور سيارة الغاز وكانه مركبه جديد وجاي يجربه عند شباك غرفة النوم والحمد الله ما حدا اشترى ولا حدا باع ومضى في حال سبيله ...هاه ايوه هيني غفيت لحظة .... وانه جرس الباب ......شوفي مين يا مره انحرق الجرس يلعنها من حاره....الواحد ما يقدر يغفي ساعة وحده بداره رجعت المره وانها تصيح ابنك عليان متهاوش مع ولاد الحاره وفاشخينه والدم يشر من راسه طلعت زي المجنون يا دوب لبست القميص وحملت الولد على طوارئ المستشفى من ترجي وبوس لحى ومنشان الله وعلشان عبد الله وسبع جدود والرب المعبود وهات تصوير هون ومختبر هون ولما اذن فجر واحنا نستنى على الدور لما اجا الدكتور المختص وانه لطيف جدا جدا (قال ليش فيه تعدي على الاطباء ) ومن بعيد سالنا شو ماله جاوبناه فتح ثم الولد بعود خشب وخربش على الورقه ...هاه يا دكتور طمني بيه اشي عليان ...اطلع علي من تحت النظاره وقال اذا انا في اشي ولدك فيه اشي خذه على الدار وضبه عن الحاره المره هاي اجت سليمه المره الجاي يمكن تجي لئيمه وصلنا للدارالساعة 7 الصبح ودفعنا للتكسي 3 دنانيير ويا دوب شربت كاسة شاي وانطلقت لمكان عملي مكشراً واحط السجن بين عيوني اذا المدير يحكي معي كلمه وحده بدي اتف بصباحه وألعن ابو الساعة اللي اشتغلت فيها عنده وصلت وانه المدير واقف عند الباب ....صباح الخير يا بيك ....شو هالنهار الحلو ....منور يا بيك ...شو هالربطه والله يا عم كل حلو وإله لباسه ...وزي الارنب اتسحبت من قدامه على مكتبي وهو ما رد بكلمه وحده .....والحمد الله اجت سليمه .