حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,8 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 31537

رسالة غضب من اخي الشهيد

رسالة غضب من اخي الشهيد

رسالة غضب من اخي الشهيد

22-05-2014 10:07 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ماجد هديب
تحلق روحي في سماء الوطن حباً واشتياقاً واطمئنانا, لكني لم اعد فرحاً كما كنتُ, بل حزيناً , لم اعدْ المس فيكم حبٌ فيه صفاء ولا نقاءَ, فما عادت هناك أرواحُ تحلق بأجوائهِ, وما عدتُ أرى الأعناق تشرئبُ شوقاً لنا ولا تمنياً للقانا.
اخبروني بالله عليكم ماذا فعلت بكم السنون وماذا فعلت بكم الأيام؟.
الم يعد الوطن يسكن فيكم, وما عاد بينكم أُلْفَة أو مودَّة, وما عاد بينكم وئام؟,لمَ تركتم البندقية؟, لم حدث بينكم الانقسام؟, وبتم تتسابقون لنيل رضا المحتل, وبعتم أنفسكم بالمال وأصبحتم عبدةً للدولار والأصنام؟.
ألا تخجلونً من أنفسكم , فوالله ما عدتُ أرى منكم حباً ولا شوقاً ولا تضحية للأوطان , وما عادت عظامنا جسوراً لتستمروا بالثورة ,بل أصبحت قضباناً لسجن ثائٍر ,أو صاحب رأيٍ ما زال يحبُ الوطن ويؤمن بحرية الإنسان.
اخبروني بالله عليكم ماذا فعلت بكم السنون ماذا فعلت بكم الأيام, أولم يعد لكم في الوطن إيمان؟.
أيُ لعنة حلت عليكم وأي عارْ, لمَ لا تخلعوا ثوب الفرقة عنكم وتستبدلوا الليل بالنهارْ, ولم تركتم العدو في الخير والنعم وما عدتم حماةً للديارْ ,فوالله إن الياسين خجل منكم, ويشيح بوجهه عنكم ياسر عرفات أبو عمارْ, وفتحي الشقاقي والحكيم معهم يصرخون ويحكم, لما انتم في مذلةٍ, لما انتم في انكسارْ, وأبو جهاد خليل الوزير يحثكم على تحقيق الحلم .. على تحقيق الانتصارْ.
عذرا أيها الشهيد فلا عهدَ لنا ولا منا وفاء, فما عاد فينا حر وبتنا عبيداً للجبناء, فلا مكان لكم بيننا فنحن أذلة وانتم الشرفاء, والأرض اضمحلت وما عادت تمطر علينا السماء, وما عادت الثورة فينا وأصبحنا في الوطن غرباء ,وتحكم المتسلقون بنا وتسلط علينا الانتهازيون والجبناء, نهبوا الأراضي وسكنوا القصور وأصبحوا وزراء, ومن باعوا أنفسهم لأنظمة الغدر والخيانة باتوا لنا سفراء.
عذراً منك محمد وخجلاً فبعنا الأرض التي رويتها بالدماءْ, وما عادَ لنا وطنٌ محفور في قلوبنا ونسينا من تقطع من اجله أشلاءْ, فسامحنا سيدي الشهيد لم يعد فينا نخوة ولا انتماءْ, وما عدنا نعشق الشهادة ولا التضحية ولا الفداءْ.
عذراً منك شهيدنا وخجلاً لما نحن فيه.. عذراً منك شهيدنا وخجلاً فرقابنا بها دين لم نوفيه, فالوطن يصرخ ولا من احد فينا يحميه, وسماء بلادنا تحفل اليوم بكل غدرْ, بعد أن غابت الأفراح عنا ولاح في الوطن حزنٌ ولاح فيه القهرْ, وما عاد هناك أجيال تفهم معنى الحرية, فالحياة كلها نهي لنا من انتهازي, وبات للجبان كل الأمرْ, وما عاد هناك بندقية أو قلما وما عاد هناك أي فكرْ, والسجون أصبحت كالقلاع لكل شريف ولكل حرْ, فلا تنتظر منا تحقيق حلمٍ أو نصرْ...لا تنتظر منا تحقيق حلم أو نصرْ, فما عاد بركان فينا ليجتث جذور القهر فقد ألفنا الخنجر يا محمد في جرح الصدر...قد ألفنا الخنجر يا محمد في جرح الصدر.
ملاحظة : سقط الشهيد محمد عباس هديب عبد الهادي في 22/5/1990 برصاصات غادرة أثناء قيادته مسيرة غضب في مخيم حطين احتجاجا على الصمت العربي على مجزرة عيون قارة, وما ان سقط محمد حتى انتقلت شرارة الغضب إلى كل المخيمات الفلسطينية في شرق النهر, فكان يوما فاصلا للاختيار ما بين الانتماء إلى فلسطين, أو الاحتواء فكان الانتماء الذي تعمد بدماء ستة من الشهداء, الذين أصروا على اللحاق بمحمد، مع النبيين والصد يقين والشهداء بإذن الله تعالى.








طباعة
  • المشاهدات: 31537
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم