حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 4765

مقالات الكتاب وتعليقات القراء (2)

مقالات الكتاب وتعليقات القراء (2)

مقالات الكتاب وتعليقات القراء (2)

09-07-2010 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

لم يعد من الممكن إنكار الدور الكبير الذي تلعبه الصحافة الاليكترونية في أيامنا هذه وذلك لسببين واضحين تمام الوضوح وهما سهولة وسرعة الوصول إليها. وبالتالي فقد أتاحت الصحافة الاليكترونية لكل القطاعات المثقفة وغير المثقفة فرصة المشاركة الواسعة فيها كتابة أو تعليقا أو حتى إبداءً للرأي.
 
وبما أن الصحافة الاليكترونية لا تتطلب في اغلب الأحيان الاحتكاك المباشر بين الكاتب والمحرر عن النشر إلا أن ذلك لا يلغي دور الرقيب الذي بيده الموافقة أو عدم الموافقة على نشر المقالات عبر وسائلها المتعددة وأهمها الانترنت.
 
ولذلك كان لزاما على الكاتب الاليكتروني ( مجازا ) أن يضع لنفسه الضوابط التي يراها مناسبة والتي تلائم كل من الإفراد والمؤسسات والقطاعات التي يخاطبها من خلال كتاباته. وكذلك على القارئ أن يتعامل مع المواضيع التي يقرأها بحرفية تامة بعيدا أي نزعات أو اتجاهات يراها بعيدا عن خدمة الفكرة .
 
فكما أن الكاتب ملزم بخدمة قضية ما من خلال الكتابة فان القارئ ملزم بتقديم النقد البناء لما يكتبه الكاتب بعيدا عن التجريح الشخصي أو الانتماء العقائدي أو حتى الجغرافي .فان كانت القضية وطنية فلا يجوز تقسيم الوطن من خلال النقد وان كانت القضية اجتماعية فلا يجوز مهاجمة جزء ما من المجتمع وان كانت دينية فيجب تقديم الاحترام لجميع الأديان وعلى كل أن يتمسك بما يراه مناسبا من خلال الطرح العقلاني وان كان يري فيما يراه الآخرون خطئاً فليظهر ما يثبت صحة ما عنده ليثبت للآخرين أنهم مخطئون.
 
وفي جميع الأحوال فلا يجب أن نلجأ للتجريح الشخصي للكاتب أو للقارئ لان هذا يظهر عجزا في الرأي ولا يبرهن صحة شيئا ما. كما أن على الكاتب أن يكون ملتزما بخدمة القضايا التي يتناولها في طرحة وعليه أن يبتعد عن الانحياز لفئة ما من الوطن ليظهر ولائه الجغرافي أو العقائدي أو العشائري فليست الأمور بكذا أفكار تستقيم وهذا نوع من الاحتماء الذي يترك الكاتب مكشوفا ومعرضا للنقد أكثر وأكثر.
 
وعلية كذلك أن يدرك وفي اللحظة التي يبدأ فيها الكتابة أن شخصه ومقاله وربما عشيرته وبعده الجغرافي سوف يصبح كتابا مفتوحا لكل القراء وأن هناك من قد لا تعجبه الفكرة أو الموضوع وان من المحتمل أن تتم مهاجمته شخصيا أو مهاجمة مقالته أو أفكاره. وفي هذه الحالة عليه أن يتحلى بالتسامح وسعة الصدر.
 
أما القارئ الحصيف فانه سيدرك للوهلة الأولى اتجاه الكاتب وغاياته من الكتابة ولذلك فهو يحمل في عنقه أمانة النقد البناء وتقديم الأفكار الداعمة للكاتب أو المعارضة له. فالكاتب ليس أذكى من كل القراء ولا يمكن أن يكون كذلك ولا هو أكثر إطلاعا أو معرفة منهم جميعا ولذلك فعليه أن يتقبل النقد والتصحيح والمعارضة لرأيه بصدر واسع.
 
قد يكون من بين القراء من ينتقد مازحا أو متهكما أو حتى مهاجما فتلك طبائع البشر ولكن كل ذلك يجب أن يكون للفكرة وليس للشخص الذي يكتبها لأن من يكتب قد يصيب وقد يخطئ فلا يمكن أن تكون بشرا ولا تخطئ أبدا. ولا يجب أن نخبط خبط عشواء دون أن نقرأ المقال بل علينا أن ندرك ما فوق السطور وما بينها ثم نقرر ماذا نقول وكيف نناقش.
 
وسواء كان النقد أو التعليق مزاحا أو تهكما أو هجوما فيجب في النهاية أن يخدم القضية المطروحة للنقاش. وعندما يهاجم المعلقون بعضهم البعض من خلال الصحافة فذلك أمر جيد إن كان الهدف خدمة الوطن أو الفئة الكبيرة دون أن يهين أو ينتقص من شان الآخرين أو أوطانهم أو انتماءاتهم العرقية أو الطائفية أو الاجتماعية أو حتى مناطقهم الجغرافية. أما أن تتحول التعليقات إلى المنحى الشخصي فليتذكر القراء أنهم مثقفو البلد الذين يجب أن يتساموا فوق الصغائر من طائفية أو عشائرية و جغرافية فكلنا في الهم شرق.
 
وليتذكروا أنها مجرد حوارات بينهم وبين غيرهم من القراء . فمدح أفكارنا لا يزيدها إثراءً وانتقادها لا ينقص من قيمتها شيئا ولكن الحوارات الفكرية الراقية وضمن حدود الأدب وحسن الخلق تجعل الإبداع يطفو على السطح وتجعل منطق العقل يسود على غيره.
 
 ولا يضير الكاتب لو خرجت الحوارات إلى مناح غير ما قصد الكتابة من اجله فمن النادر أن يلتزم جميع القراء بمضمون النص حيث أن ردود القراء على بعضهم البعض قد تفتح أفاقا جديدة غير واردة في النص الأصلي وتبدأ المواضيع تتناسل وكأننا نقرا في كتاب كليلة ودمنة ولكن يظل النص الأصلي هو الوعاء الكبير الذي عنه ومنه انبثقت كل الحوارات والنقاشات الجانبية. وفي النهاية نحن نقرأ لنزداد معرفة ونكتب لكي نشارك الآخرين أفكارهم وليس عيبا أن ينتقدنا الآخرون ولكن العيب أن ننتقص من شأن الآخرين لان من ادعى تمام العلم جاهل ومن وصم نفسه بالجهل سعى إلى المعرفة.
 
ومن صحح لي معلومة زاد في معرفتي ومن انتقد لغتي أوجب علي إصلاحها وجزاه الله خير في تكبده عناء البحث عن الأخطاء التي غفلت عنها عيناي وخطها قلمي عن قصد أو غير قصد.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 4765
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-07-2010 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم