سرايا -

سرايا- جميل أن ترى الوجود جميلا مزينا بالأعشاب والأشجار الخضراء في كل مكان برغم ضيق المساحات الزراعية في قطاع غزة ، وقد نجد الأشجار الجميلة مساحات ضيقة في المدن أمام المنازل وحولها وفى الاراضى التي ما زالت تحافظ على مكانتها الزراعية في المدن وشرق القطاع .

 وخلال زيارتي لصديقي الذي يقطن وسط شارع الجلاء في منزله الذي يقع في الطابق الثالث من منزل أسرته ، ادهشنى وجذبني منظر الأشجار الخضراء على سطح احد جيرانه حيث يزين سطح المنزل بالكامل  بأشكال عديدة من المزروعات منها الناجح ومنها البدائي نتيجة قلة الاهتمام .

فلم يجد المواطن أبو يزن سويرح  في الخمسينات من العمر والذي يعمل في مجال الهندسة وقتا للانتظار بعدما سمع  درسا دينيا  على التلفزيون للشيخ الداعية عمرو خالد ينصح المشاهدين بتحويل بيوتهم لجنة خضراء باستغلال سطح المنزل الفارغ وزراعته  بالأشجار الخضراء التي قد تساعد الأسرة على العملية العكسية في الأكسجين وثاني أكسيد الكربون التي تحوله الأشجار ليلا ونهارا وتنقية وتنظيف الأجواء .

 وبدأ في تطبيق الفكرة بداية عام   2005وسارع أبو يزن لتطبيق نصيحة الداعية وتنمية هوايته التي أحبها ، واشترى مجموعة من البراميل ووضعها على سطح المنزل وقام بتوزيعها بشكل لائق ، ثم قام  بإحداث فتحة أسفل كل برميل لخروج المياه وعدم تجمعه في الأسفل وحتى لا يحدث تعفن ، ثم يضع أسفل البرميل طبقة من الحصمة ثم طبقة من السماد ومن ثم  يضع تربة تصلح لنمو الزراعة ثم قام بزراعة جميع الأحواض المتواجدة على سطح المنزل .

ومن الأشجار المتواجدة على سطح المنزل توت وتين ولمون ونخل ونوى النخل ويكبر ويتفرع تلقائي وتدريجي  وكرفوت  ورمان ، وما زال ينمو الكثير من هذه الأشجار ومنها القليل بدأ يموت نتيجة قلة الاهتمام.

وبفرحة غامرة تناول أبناء أسرة أبو يزن الكثير من ثمار أشجارهم المزروعة على سطح منزلهم ، وبسعادة يتابعون الأشجار ويعتبرونها أرضهم الزراعية ، حيث يطلون من الطابق الثاني على المنازل المجاورة وفى نفس الوقت تشاهد الأشجار الخضراء أمام ناظريك.

إحساس جميل  تعيشه الأسرة والجيران بهذه الأشجار  المثمرة وبرائجة الليمون التي تفوح بعد نضوج الثمر ، محاولين الاستمتاع بهذه المناظر الجميلة ، التي بدأت تتلاشى شيئا فشيئا بعد مرض رب الأسرة وقلة اهتمامه بالأشجار والزراعة على سطح المنزل .

وتابع ابنه يزن أحوال الأشجار وشراء علاج لها حين إصابتها بالأمراض ، حيث كثير ما كانت تصاب بالصمغ والنمل ويتم رشها وعلاجها على الفور .

أما التكاليف المادية، فيوضح، انه لا يحتاج إلا إلى بعض من بذور الخضروات وشتل الأشجار زهيدة الثمن، مشيرا إلى انه يستعمل عدد من البراميل القديمة والأحواض القديمة كهياكل الثلاجات القديمة ويعمل على ملئها بالطمي وزراعة ما يريده بها  ، ويقدر أسعار كل شجرة ناجحة من شراء برميل حتى نجاحها وزراعتها  ب 70 دينار.

ويضيف أن سطح المنزل يتحول إلى ما يشبه حديقة ومتنفس يستطيعون أن يقضوا أوقاتهم بين الخضروات والأشجار وبعض أشجار الزينة التي يزرعها.

ولا ينصح أبو يزن  المواطنين  بزراعة سطح منازلهم لان الآثار السلبية بدأت تظهر من جديد حيث أصيب سطح المنزل بالعديد من التشققات نتيجة الأثقال المحملة على السطح من التربة والأشجار والبراميل .

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا