حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,12 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 21700

المهندس هاشم المجالي يكتب : خيانة الرخاء .. !!!

المهندس هاشم المجالي يكتب : خيانة الرخاء .. !!!

المهندس هاشم المجالي يكتب : خيانة الرخاء  ..  !!!

15-02-2014 11:30 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - بداخلنا معارك لا تتوقف بين الارادة والواجبات بين الرغبات والشهوات وعلى مدار التاريخ ظل الاغراء يدفع الناس في اتجاهات مختلفة لأن الانسان قد جُبل على الاحساس بالفرح والسرور عند امتلاكه القوة والرفاهية وسبل العيش الرغيد وقد نجد هذا المعنى في قوله صلى الله عليه وسلم " نعم المال الصالح عند الرجل الصالح " حيث ان الرخاء والرفاهية قد يعرض الانسان الى ما يسميه علماء الحضارة ( خيانة الرخاء ) .
فالدنيا دار ابتلاء وموضع ومحل اختيار قال تعالى " ونبلوكم بالشر والخير والفتنة والينا ترجعون " وحتى يصبح الثراء طريقاً الى السعادة وجب ان يتعسكر صاحبه في معسكر المقاومة الممانعة ولا يكون ذلك الا بشيئين مهمين اولهما وعي وادراك جيد بما ينبغي عمله كذلك وقود روحي ديني مبني على القيم والمباديء السليمة .
فاذا ما غاب هذان العاملان وجد الانسان نفسه مستغنياً عن الجميع ومكتفياً بنفسه وبما يملك وبهذا الاستغناء والانفصال ينشأ الطغيان الذي ذكره رب العزة والجلال في قوله تعالى " كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى " .
ان ثراء فكر الانسان هو ما يبين ويوضح لنا الرؤية الصحيحة لفكر الثراء واسلوب التعامل معه ولعل فقر الفكر هو ما قادنا الى فكر الفقر والضعف والسلبية والعزلة الفوقية في زمن اصبحت فيه الامم والشعوب تتصارع على البقاء وتحقيق العدالة الاجتماعية حيث ان القوي يستثمر في بيئة الضعيف ويستقوي عليه ويستغله حتى في صحته التي اصبحت تجارة الغني بتزوير الادوية واساليب المعالجة كذلك بالتعليم الذي اصبح متباين بين ابناء طبقة الاغنياء حيث القوى المختلفة تحميهم وتسهل لهم كل مقومات الامان والسلامة والسهولة بالوصول الى ما يطمحون اليه وبين ابناء طبقة الفقراء الذين اصبحوا متهمين بكل شيء حتى ساد الجفاء والحقد وعدم التعاون بين ابناء الوطن الواحد وتواجد الشقاق والنزاع والخلاف بدل التكاتف والتكافل الاجتماعي ليقوى المجتمع ويتلاحم ليقف ابناء الوطن الواحد على قدميه ويصبح عصياً على الانزلاق نحو الصراعات الطبقية والخلافات .
وحتى نتجنب الانحراف الفكري وتصبح عرضة للوهن والفساد والجريمة والعصيان والعاجز عن التدبير يتحول الى عبء اجتماعي ليصبح المجتمع مصاباً بالعجز الذي لا يأتي بالخير .
ان من يجمع بين الفكر والثراء هو من يتحكم بزمام المبادرة والقيادة ويقلص الفارق الطبقي فبناء الانسان الواعي المدرك في عدالة اجتماعية يكون مفتاح كل عمل حضاري ويتسلح بالوعي الذي هو سر النهوض ووقود الانطلاق فاذا اشرقت الروح انطلق نور الايمان ليسري بجوارح الانسان من اجل حماية الوطن وان من يفقد القدرة على الصعود لا يملك الا ان يهوي بسبب تأثير الجاذبية الارضية واذا اردنا النهوض وجب قطع دابر الاختلاف بين الفكر والمال ودفع عجلة الاستثمار في عقول الشباب ومواهبهم وجعل العلم والمعرفة والعمل اوسع ابواب الاسترزاق لبناء الوطن الذي نريد .



hashemmajali_56@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 21700

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم