12-02-2014 11:16 AM
سرايا - لا تتفلسف عبارة تقرع وتهز طبلة آذان الشخص الموجهة اليه معلنه ومشيرة له انه قد قام بارتكاب اثم او جريمة نكراء شعبياً وهذه الكلمة اي التفلسف ( فيلسوف زمانه ) كلها عبارات اسكاتية تستخدم عندما يضيق المستمع ذرعاً بما يسمعه من شخص ما وربما لانه لم يعد يفهم عليه ( لما يقوله ) او ما الهدف والغاية من طرحه او قوله فيكون لهذا المستمع ردة فعل لاسكات المتكلم ( المتفلسف ) .
وكثير من الفلاسفة ماتوا مهمومين من قلة التقدير والقدرة على الاندهاش والتوسع بالطرح هي ما يصنع لدى الشخص العقلية الفلسفجية والتي لا تنمو الا في ارض عاقر من التساؤلات لذلك تجده يسرح ويمرح بطرحه لان الفلسفة اجتهاد عقلي ولأن الحس ( المشاهدة ) ليست العنصر الرئيسي فيه على كل لو لم يكن هناك رذائل لما كان هناك شيء اسمه الفضيلة لذلك لا يخلو المجتمع من هذا وذاك
والفلسفجي عندما يطرح طروحات اجتماعية ثورية بشكل او باخر كمبادرة سياسية او نيابية او على محور او على عدة محاور بأفكاره الشخصية لا يعلم ان التغيرات الاجتماعية عموما ً تكون تغيرات بطيئة وما يأتي سريعاً فيها يذهب سريعاً لانه قد يكون مبني على تأثير انفعالي فكري شخصي عاطفي عابر لا تأثر عقلاني عميق حقيقي له ديمومة او استمرارية .
كذلك لان هذا النوع من المبادرات او الطروحات من المتغيرات التي لا يتحكم فيها محدد واحد او محددات يمكن التحكم او السيطرة عليها .
اي ان على الشخص الفلسفجي دراسة ما سيطرحه قبل كل شيء لتحديد وحصر وقياس درجة ومدى التفاعل الذي سيأخذ مجراه ومفعولة وطنياً وشعبياً اذا كان يملك هذا المتفلسف فكراً حقيقياً ان لم يكن سوى بوق اجتهادي ينفذ اجندات خارجية فالتقييم وتصويب الطرح واختيار الوقت المناسب لهذا الطرح له دور وتأثير وبُعد كبير وحتى يكون هناك مجال للتصويب ومعالجة اي خلل فيه كي نبتعد عن اي رد فعل عكسي سلبي او هيجان شعبي .
فمشكلة الكثير من المنظرين والمجتهدين والفلسفجية والتي يعانون منها وهي سبب معظم مشاكلنا هي الانفصال بين النظرية بالطرح والتطبيق حسب الواقع الحقيقي فهؤلاء غالبيتهم لا يعيشون الواقع بابعاده وتعقيداته وتطبيقاته فالمنظر مصمم على فكرة دون ان يقدم اي مرونة او تنازلات ليصوب مساره ليسقط بالضياع لانه تجاهل التفاعلات الاجتماعية في مجتمعه ليدمر بطرحه اكثر من ان يبني ودائماً المُنظر او الفلسفجي يجد نفسه ذكي وعبقري وفيلسوف زمانه وليس باستطاعته التخلص من الفردنة الفكرية فالافكار التي تطرح لا بد ان يكون لها من مقيمين وعلينا ان نرى اين نخطوا واين نضع قدمنا حتى لا نزل ونقع في المحظور خاصة اذا كان من يطرحها يقف على ارضية طينية ينزلق عليها اي بناء .
فمهما كان الشراب صافياً لن يكون ذي قيمة اذا وضع في كوب شديد الاتساخ وسنضطر للتخلص منه وعلينا دائماً قبل طرح اي افكار نقية وطنية صافية ان ننظف الكوب ليسهل علينا شرب تلك الطروحات والتمتمع بالطعم الاخلاقي فنحن في ظروف أمس الحاجة فيها للوحدة والتماسك وتعزيز الولاء والانتماء .
ان غالبية هؤلاء المنظرين الفلسفجية لا يزالون عالقين في تأثير مرحلة الطفولة النفسية عليهم حيث ان أسرهم كانت تقدم لهم كل ما يريدون دون ان يجهدوا انفسهم بشيء ( مدللين ) لذلك فهم لا يزالون اطفالاً يريدون الاخذ والقول الغير مشروط من الطرف الآخر الذي يستهدفونه بطروحاتهم حتى نجد ان مبادراتهم يبحثون دوماً عمَّن يحملها عنهم .
فالمراهقة لديهم حيث القدرة والاستقلالية الشديدة بالنفس تقودهم لعدم الاكتراث بالآخرين وولائهم يكون بالعادة لمن درسهم وعلمهم هذا الاسلوب وليس لاهلهم او عائلتهم ولا حتى لمجتمعهم الذي أوجدهم .
فعند تقديم طرح يجب ان يقدم بشكل مدروس ووطني مع اجراء الحسابات الدقيقة لابعاده وتقييمه واختيار الوقت المناسب لتقديمه وحسب متطلبات الواقع ولا يقدمه اذا كان فكره مضطرب خاصة اذا كان طرح علماني بعيد عن الفكر الوطني الذي يدعو الى التماسك والتكاتف لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية ولا يسعنا الا ان نقول لهؤلاء المتفلسفين ارتقوا فالقاع قد ازدحم .