12-02-2014 10:22 AM
سرايا - سرايا - وصل "سرايا" الرد التالي من الدكتور موسى بني خالد رئيس " الملتقى الوطني لأبناء البادية الأردنيّة " على ما جاء على لسان النائب الدكتور مصطفى الحمارنة من اتهامات باطلة للعشائر الأردنية وحديثه عن المليشيات المسلحة التي لا توجد إلا في ذهنية الحمارنة، أما الواقع الحقيقي للعشائر الأردنية أنها الركيزة الأساسية لاستقرار الأمن والسلم الاجتماعي في الأردن.
نص رد الملتقى الوطني لأبناء البادية الأردنيّة
بسم الله الرحمن الرحيم
الملتقى الوطني لأبناء البادية الأردنيّة
ينشدُ عن وسوسة أحد أعضاء مجلس النواب المصطفاة النهّافة المغمورة في صدرالنائب الحمارنة.
وأيمُّ اللهِ، أسودت أعيننا من مشاهدةِ انعقاد دورات مجلسنا المزدانا، وأصرمنا أسماعنا عن هدير حديثهم الذي ارتدى لباس السوقة والغوغائية وجواهلنا والصبيانا ، وأعصبنا رؤوسنا لتتحملَ جلسة هي مغصّةُ حولوها لطماً وامتهانا.
ويح شعب تجشم الصبر عنوانا، وتحمل عبء نوابٍ قلوبهم مليئة حقداً وأضغانا ، وأنكفأ الرعية على مراقبة أداءِ مجلسٍ كيّسهم ليس بفطينٍ وفطينهم ليس بحليمٍ وحكيمهم لا يبصرُ نارَ الجحيم، ووجدنا لهم عذراً أنهم تقمصوا دورَ تجارِ السياسة ونحنُ على ذلك غيرُ نادمين.
أتعبوا أنفسهم شتماً وعضّاً وضرباً وحتى للأسلحة النارية كانوا لها رافعين وأقنعنا أنفسنا أنه مع مرورِ الزمن سوف يصبحوا منسجمين.
كفانا منك يا حمارنة ما فات فقد أصبح في عدادِ الأموات، ولكن لن يكفيك منا مداراةً أو تهاوناً أو مجاملةً بعد أن تطاولت على أبناء القبائل ووجهائها بعتادٍ استخدمته وهو عليك حجّة وبيان وبرهان.
فلا مغفرة لك بعدَ الآن ولا سماحَ لأنك وشمت نفسك بأنك من المركبين، فكفانا أنّ لنا وجوهاً مسمرّة من عناءِ السهرِ وحرارةِ عينِ الشمسِ القشّارة الحرّاقة ، لحمايتك وأنت ترقدُ على فراشك العاجي، وأبناء القبائل على حدود الوطن منتشرين، وتنثني وتذيل نفسك بأبحاثٍ هدامةٍ، للترويج إلى مخططٍ في ذهنك نحن لهُ واعون وأنت عنه لست من المدركين، مؤيداً لرفع أسعارٍ على المواطنين وأنت لست له من الدافعين، مؤيداً لفكرة الوطن البديل لتجدَ موضعَ قدمٍ لك لتصبحَ من صناعِ السياسة المقررين وليسَ حباً في قوميّةً أو وطنيةً لأنكَ عنها من التائهين.
حمارنة مركب الهوية، الوجه لا يتحول إلى قفى الرأس ولكن المأساة أنّ الذي يملك وجهاً مركباً فأنه يمكن أن يحوله إلى قفاه، فوجوه أبناءِ القبائل ناظرةٌ إلى الامام ناصيتها مشدودةٌ بالتيجان، وقلوبها مدموغةٌ على مفارقة الخلان، في سبيل حماية حمى الأردن وعمائر عمّان.
حمارنة المليشي، مصطلحٌ غريبٌ نعتّنا به، ونحن منه براء، لأننا أبناء القبائل أصلُ العربِ ومادةُ الإسلامِ وطاردي الرومان .
وعجباً منك أنك لا تفرّق بين بلاط القصر العامر في بسمان، وبين مهد البداوة مستشارية العشائر اليد الطولى لسيد البلاد، منارة ونبراس الصلح والصلاح، مسترشدة بتعاليم دين الإسلام والعادات والتقاليد الحميدة، رأسها آل البيت وعزها وتاريخها دار الندوة للشورى أو كما تسميه أنت الديمقراطية المصطنعة.
تلك الدار مؤسسوها مبدعون فائزون ظافرون من أيامِ قصي بن كلاب عابرة آخر الديانات السماوية منتهية إلى أبي الحسين عبدالله الثاني أطال الله بعمره .
حمارنة المليشي، أما تريثت قليلاً حينما ذكرت أن أبناء القبائل ووجهائها يجتمعون فيما اسديت عليها مسمى " فم الحراك " وتقصدُ مستشارية العشائر، وغاب عن ذهنك أنها دارُ قرار المليك ومرتع أسرة آل البيت، قريش سيدة القبائل عبر التاريخ، حيث أسقطت على القبائل اسقاطات يندى لها الجبين، وتناسيت أنك تدعي نفسك باحثاً ; أما اسعفتك أبحاثك بألّا تقترب من جمر الغضى لأنه أقوى وقوداً وأبطأ خموداً .
حمارنة المركب، إنّ رتابة فكرك أوقعتك مع مغاوير الصحراء وجهابذة السياسة وصناديد الوغى، الذين يحبون الموت في سبيل الوطن كما تحب لنفسك التركيب حتى تبقى على قيد الحياة.
وفاتك أنّ التركيب يسهل كسره، وأن ابن البادية يصعبُ لمسه، لأنّه طريدُ السباع حنينُ الطباع ، جبارٌ على العبيد الأنكاد.
حمارنة المركب، تهت ما بين الهوية، والزوجة الأمريكية، والسفارات الغربية، وتظن أننا غائبين، ولكن من طباعنا العفو عند المقدرة، إغاثة الملهوف ، صدرٍ حنون للاجئ والتائه عن وطنه، والمشرد الذي لا وطن له .
حمارنة المليشي، لسان العاقل وراء قلبه وقلب الأحمق وراء لسانه، ودعِ القول فيما لا تعرف والخطاب فيما لم تُكلّف .
رئيس الملتقى الوطني لأبناء البادية الأردنية
الدكتور موسى بني خالد