29-01-2014 02:17 PM
سرايا - تصرخ الشعوب العربية شرقاً وغرباً مطالبة بالحريات والحريات من غير شك مطلب يتناسب مع الانسان الذي لن تكون له انسانية من غيرها لكن اليس مطلوباً من انساننا العربي اياً كان ان يطلب الحرية داخل ذاته اولاً حيث انه يعاني من عبوديته للرغبات والشهوات التي اوجدها في داخله صانعوا الرغبات والشهوات في الغرب عبر كثير من الوسائل والاساليب التي جعلته ملكاً لها وهدفه الرئيسي ومطلبه في الحياة .
وها نحن مع العولمة قد تركنا صناعاتنا المتينة وزراعاتنا النقية واستوردنا المستهلكات والمزروعات الملوثة والمحورثه المليئة بالامراض ونثرنا اموالنا يميناً وشمالاً ونسينا واجباتنا الوطنية والحضارية في بناء ونهضة اوطاننا واعادة ترتيب وتنظيم مجتمعاتنا وتحصينها من الافات المجتمعية الدخيلة علينا من مجتمعات غربية كما ونلاحظ خاصة ما كان مستهدف لفئة الشباب وعبر وسائل التكنولوجيا الحديثة التي دخلت كل مكان لتغير الافكار والمفاهيم بمصطلحات براقة .
واصبحنا نشكوا من الفقر والبطالة المتزايدة واصبح انساننا يعاني من عبوديته لفرديته بعد ان كان كائناً جماعياً اجتماعياً مشاركاً معطاءاً منتجاً ولقد كانت الورابط الاسرية وصلة الارحام والتكافل الاجتماعي والتضامن وصلة الارحام شعاراً وعنواناً ومضموناً لمنع هلاك الفرد وقيماً سائدة وبدل ذلك قمنا باستيراد الفردية والانانية وحب الذات والمال بالوسائل التكنولوجية العربية ولم نحسن استخدمها .
فوقعنا في العبودية لها باسم التطور الذي اخذ اذهاننا وربطه بأفكار الغرب حتى لو دخلوا حجر فأر لدخلناه تيمناً بهم فتفككت مجتمعاتنا ونسينا ديننا وسنة نبينا ونشأت الفوارق الطبقية والصراعات حول السلطة والمناصب وكثرت الديناصورات المجتمعية بالمال السياسي وبالسلطة الفوقية وغابت قيم الاخلاق العربية الاصيلة النبيلة الشريفة حتى اصبحت نوادر تذكر بالمجالس وفاكهة الحكايات عن الماضي نتغنى بها لقد عظم الغرب هويتهم واوهمونا انها نموذج الحضارة والمدينة فرأينا في ضعف حضارتنا هويتنا بائسة قديمة تدعونا تلك الدول لخلعها تحت شعار الحرية والعديد من الشعارات البراقة وما يفرضوه علينا من تجنيس وتقبل هجرات وتوطينها لتفكيك النسيج الاجتماعي وقتل الولاء والانتماء والروح الوطنية المخلصة لاستبدالها بأجيال ليس لها انتماء الا لمن يشغلها ويوظفها هنا وهناك ويأمرها بتنفيذ ما يطلب منها ان تقوم به .
ليعود الخوف الى ذواتنا بعد ان كانت هويتنا الوطنية نقية وهويتنا ديننا وشجاعتنا وقيمنا واخلاقنا وعملنا وعطاء وانتماءنا لقد اصبحت الحاجة الى حرية ذواتنا حاجة ماسة لصنع قراراتنا دون تدخلات او املاءات الغير من غيرها ولو صرخنا الف سنة في وجه حكوماتنا .
hashemmajali_56@yahoo.com