22-01-2014 10:50 AM
سرايا - يحكى ان احد حكام القرون الوسطى كان يحكم شعباً حراً كريماً وكان هذا الشعب يحب الحاكم كثيراً وبالرغم من طيبة هذا الشعب وبساطته وعلاقاته الاجتماعية المتماسكة كان لا يسكت على ضيم الحكومات او اي باطل تقوم به ولا يجعلُ اي مسؤول في الحكومة ان يظلم احد منهم فاذا الحكومة تصرفت اي تصرف يضر بمصلحة الشعب وقفوا وقفة رجل واحد في وجهها لتتراجع عن قراراتها وتزيل الظلم فأخذ الحاكم في حيرة من نفسه وسأل رئيس الحكومة اليس هناك من حلول لذلك لتتمكن من ادارة امور الدولة وتتجنب الصدامات مع هذا الشعب فاجتمع رئيس الحكومة مع وزرائه ومستشاريه لايجاد حل لهذه المشكلة وليتمكن من ادارة امور الدولة بالطريقة التي يراها مناسبة وكيفما يشاء وحتى لا يغضب الحاكم عليه فيضطر لاستبداله واثناء الحوار بين الرئيس ووزرائه ومستشاريه اشار عليه احد مستشاريه الاذكياء باتباع سياسة يسميها سياسة البيض المسروق كيف ذلك ... فلقد طلب المستشار من رئيس الوزراء ان ينادي في الناس وان يطلب منهم ان يقوم كل رب اسرة بتقديم خمس بيضات من ان نوع ( بيض دجاج بيض حمام بيض عصافير ... الخ ) فقام الناس بتلبية النداء وقاموا بتقديم وجمع البيض في المكان المخصص لذلك وبعد اسبوع وكما اشار هذا المستشار الداهية نادى المنادي بالناس ان يذهبوا لاسترجاع ما قدموه من البيض فاستجاب الناس للأمر وذهب كل واحد منهم لأخذ ما قدمه من البيض تحت نظر رئيس الحكومة ووزرائه ومستشاريه وتهافت الناس على المكان وكان كل واحد منهم يأخذ البيض الكبير متجاهلاً البيض الذي قدمه فتتدافعوا فيما بينهم واختلفوا فأصبح بين الناس خلافات وشقاق بسبب اخذ كل واحد منهم بيض الآخر .
وهنا وقف المستشار الذكي ( الداهية ) قائلاً لرئيس الوزراء الان تستطيع ان تفعل بالشعب ما تريد فكل واحد منهم أخذ حاجة اخية ودب الخلاف بينهم وتفرقوا .
ومن هنا لجأت الكثير من الحكومات لانتهاج نفس السياسة في التعامل مع المواطنين فهناك من هو مقرب اليها بالولاء والاخلاص مقابل ان تغدق الحكومة عليه بالمال الوفير وتلبي مطالبه ومصالحه مقابل من هو محروم من بقية الشعب وهكذا كان التباين الواضح بالتعامل هناك من هو محسوب على الرئيس والحكومة وهناك من هو مهمش لمعارضته لها بكثير من الامور التي تهم مصلحة الشعب اي سياسة تفضيل أحدهم على الآخر وتكبير الصغير على الكبير وسياسة فرق تسد .
فأصبح الشعب امام هذه الحكومة درجات بالمكانة الاجتماعية والسياسية فنشأ الخلاف والحقد والحسد وهكذا تحكم الحكومات شعوبها .
وما ان تقوم فئة واعية مخلصة تبصر لما يجري حتى تقوم الحكومات باستخدام سياسة جدول الضرب معهم وهذه سياسة متعارف عليها في كثير من الدول وهي ان تستخدم الحكومات جدول الضرب في العمليات الحسابية المتعارف عليها ( الجمع والطرح والضرب والقسمة ) في تعاملها مع الشعب الذي يطالب بحقوقه وانصافه فتبدأ الحكومة بعملية الجمع بحيث يقوم رئيس الحكومة بجمع ما يستطيع من الناس بانتقاء مدروس خاصة المعارضين منهم لسياسة الحكومة ويقلدونهم المناصب ويدعموهم بالمال ويعطوهم الصلاحيات ويكبروهم على الذين اكبر منهم مكانة حتى ينسوا القضية التي كانوا يناضلون من اجلها وتنكسر عيونهم بهذا الفضل اما الفئة التي تظل على موقفها فتصبح الفئة الخاسرة وهنا تلجأ الحكومة الى الطرح مع هذه الفئة فتطرحهم الحكومة ارضاً بعده اساليب اما تلفيق التهم اليهم او استثمار نقطة ضعفهم في كل واحد وبذلك يتواروا عن الانظار اما خجلاً او خلافه شرط ان تكون كل القضايا بعيدة عن خلافهم مع رئيس الحكومة أن يكون التدبير محكماً .
اما ما تبقى من فئة الشعب وهم قلة فاذا خرجوا يهتفون وينددون فهنا تلجأ الحكومة الى العملية الحسابية وهي الضرب من خلال شبيحة مدربين ومؤهلين ومزودين بكل ما يحتاجونه وهذا سيخيف هذه الفئة القليلة مما يجعلهم ينسحبون تدريجياً من الميادين وهنا يتساءل الكثير ماذا يتبقى للشعب من المعادلة والاجابة هي عملية القسمة وهذه تعني ان ليس هناك امام بقية الشعب سوى ان يخضعوا ويفسروا عجزهم بقولهم ( قسمتنا هيك ) وربنا يظلم الحكومات التي ظلمتنا وهذا كما نعلم امر مؤجل ليوم القيامة وهناك انبسط رئيس الحكومة كثيراً وقال ارفعوا الاسعار .
hashemmajali_56@yahoo.com