سرايا - سرايا - بأناملهم الصغيرة، يداعب فتية من إحدى مدارس مدينة رفح جنوب قطاع غزة "روبوت آلي"، تمكنوا بعد ساعات من التدريب من تركيبه وبرمجته، ليغدو صديقًا لهم، ينفذ الأوامر، ويلبي الطلبات.

أنس الشيخ عيد وبلال البلبيسي (14 عامًا)، هما اثنان من الفتيان الذين وقع عليهم الاختيار ليكونوا ضمن مجموعة من الطلاب والطالبات من مدرستين برفح، يتم تدريبها على تركيب الروبوت، وبرمجته لينفذ أوامر معينة، يدخلها المتدربون إلكترونيا بمساعدة الحاسوب أو برامج إلكترونية.

وفي مختبر مدرسة ذكور "ج" الإعدادية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" برفح، كان 40 طالبًا يتدربون كخلية نحل على تركيب هذه الروبوتات، تمكن بعضهم من تركيب روبوت "الخزانة"، وعمل آخرون على روبوت "قاذف الكرة".

"ربوت الخزنة" يعمل كخزنة، ويفتح الصندوق في حال إدخال كلمة السر المبرمجة مسبقًا، فيما يقوم "قاذف الكرة" بقذف الكرة عند الاقتراب لمسافة ما، أما روبوت "المتاهة" فيختار الطريق الصحيح للخروج بشكل سليم معتمدا على المجسات.

جميلة وسهلة

الفكرة جديدة، لكنها كانت مهمة جميلة وسهلة، وجد فيها الفتيان عاملا جديدا يشجع على الذكاء وتنمية التفكير الإبداعي، وهي الأولى من نوعها، يخصص لها الفتيان وقتا إضافيا بعد الدوام للتدريب في مختبر المدرسة.

روبوت "الطابعة" تم تصميمه لطباعة الأحرف والأرقام والأشكال أو ما يطلب منه، وروبوت "الرافعة" يلتقط الأجسام وينقلها من مكان لآخر حسب أوامر يتلقاها عبر الهاتف الخلوي، أما روبوت "السباق" فتم تصميمه كسيارة سباق يتم التحكم بها عن طريق البلوتوث.

20 ساعة دراسية قضاها المعلمان مروان أبو زيد وأكرم الملاحي لتعليم الفتيان طرق تركيب وبرمجة الروبوتات، حتى غدت هذه الأجهزة بالنسبة لهم بمثابة الأصدقاء الذين يتبادلون معهم التصرفات والمهمات بفرح وسعادة.

وقضى المدربان ساعات طويلة في شرح طرق العمل للفتيان، من خلال شاشات كبيرة، وعرض نماذج تم صنعها بالخارج، وتدريبهم على برامج إلكترونية لبرمجة الروبوت، بجانب تزويدهم بدفاتر "كاتلوج" تحتوي على خطوات التصميم.

روبوت "المحراث" أيضا يعمل على حرث الأرض آليًا، ويتحرك داخل نطاق محدد مسبقًا، أما "الخادم الآلي" فصُمم على شكل إنسان يتحرك داخل المنزل، وعندا اعتراض طريقه يتراجع للخلف مع إصدار صوت تنبيه، ويتفاعل مع الأوامر الصوتية لتنفيذ المهام.

فرحة الإنجاز

كانت الفرحة بادية على الطفلين البلبيسي وشيخ العيد وهما يشرحان لمراسل "صفا" طرق تركيب وبرمجة الروبوتات ووظائفها، وأبديا أملهما بأن يتحولا إلى مخترعين للروبوتات والأجهزة الإلكترونية التي تعود بالفائدة على المجتمع.

مدير العلوم في منطقة رفح محمد عبد الهادي أشار في حديث لمراسلنا إلى أن هذه الفكرة ممولة من شركة الليقو الدنماركية "LEGO"، وتم بدء التدريب عليها مع وصول القطع اللازمة عبر المعابر مع "إسرائيل" بالتنسيق مع "أونروا".

و"الليقو" هي شركة دنماركية تأسست عام 1932، من أشهر منتجاتها لعبة "ليغو"، وتصنع أيضا الجهاز الرئيس للروبوت مثلNXT و RCX،.

وكانت أولى خطوات المشروع، حسب عبد الهادي، عبر اختيار مدرستين، ومن ثم اختيار طلاب أذكياء ومعلمين أكفاء، من ثم تدريب المدرسين الأربعة الذين تم اختيارهم من قبل الجهة المانحة عبر برنامج "سكايب"، والذين بدورهم باشروا بتدريب الطلبة.

وبعد انتهاء تدريب المعلمين بدأ العمل على تدريب الطلبة، بواقع ساعتين لكل محاضرة، وذلك بعد انتهاء الدوام المدرسي. وبعد مرور نحو 20 ساعة نجح الطلاب بتركيب وبرمجة الروبوتات.

مراحل وآمال

ويمر مشروع تصميم الروبوت بمرحلة البناء الهيكلي، ومن ثم مرحلة البرمجة، وأخيرا مرحلة التحدي وتشغيل الروبوت وقياس مدى النجاح، يقول عبد الهادي.

ويعمل الروبوت من خلال بطاريات شحن صغيرة ، وبه مجسات صوتيه يبرمجها الطالب من خلال برنامج عبر الحاسوب.

والهدف الرئيس من المشروع هو تغيير نمط التعليم، وتنمية التفكير الإبداعي، وبناء توجه إيجابي لدى الطلاب، متمنيًا توفير القطع اللازمة للعمل وتسويق التجربة الأولى الناجحة على الطلاب.

بدوره، عبر المدرب أكرم الملاحي عن سعادته لنجاح المشروع، وأعرب عن أمله بأن يتم توفير القطع اللازمة لهذا المشروع ومختبرات مخصصة له، حتى يتم تعميمه.
 

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا