بقلم :
في عتمة الليل و ظلم البشر جاء الطارق بالخبر اليقين لقد حكم القاضي ببراءة المتهمين نزل الخبر كصعقة البرق و دبيب الرعد بدا العويل و البكاء تحضن طفلها بين ذراعيها و تندب حظها و حظه المعثر ، صدفة هاتفتها استفسر عن سبب غيابه عن المدرسة احسست بنبرات صوتها نبرات قاسية حاقدة تبحث عن الثأر و لكن يديها مكبلتان اجابتني انه مريض ، فما بال هذا الصوت يأن اجابت "انه الظلم و القسوة انه حكم القاضي ...... "
كلمات قاسية معبرة مستهترة سهام تخترق القلوب الفاجرة سكبت دموعا و تردد ماذا سافعل ؟! ارفعي يديك الى السماء و رددي ( حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل ) .
انها قصة الطفل الذي ذكرته قبل اسابيع في مقالة ( احذروا ايها الاباء ) حقيقة و ليس من نسج الخيال فكرت كثيرا قبل ان اعبر عن مشاعر هذه الام المكلوم فسالت هنا وهناك ابحث عن حقيقة ما جرى استفسر عن معالم هذه القضية الغامضة ، وفي اليوم التالي جاء يسال عني ليقول لي صباح الخير يخبرني انه مريض لا اخفي عليكم احسست بمرارة الموقف و اكتئاب يلف صدري احساس الام لابنها العليل فسارعت الى رد السلام و السؤال عن صحته لم افتقده فحسب بل زملائه ايضا رغم شقاوته ولكنها لذيذة .
حتى جاءني والده زائرا للمدرسة مرحبة به اشاطره الالم و الحقد على من كان له ضلع في هذه القضية يهدد و يوعد بحكم القاضي الظالم فكنت اسال وهو يجيب فتبينت لي معالم ما كنت اجهله فاردت ان اعرف ما حدث مع طفله فبدا يسرد القصة ( شباب طائش تتراوح اعمارهم من سن ال 15 و ال 18 سنه و عاما كاملا من التحرشات الجنسية مع طفله غير معانات الصمت جراء التهديدات من قبلهم فممنوع من الكلام مكبلين يديه و قدميه يضعون شريطا على فمه منعا من الصراخ
وهكذا حتى اكتشف الامر و لكن بعد فوات الاوان ففي كل مرة تسأل الام عن هذا الدم و لا يجيب حتى ظهر في احدى المرات الدم الاحمر بكثرة على لباسه الداخلي فبدات تسال الام عن هذا ولكن هذه المرة صرخ صرخة اخرجته من مأزقه مرددا هم من فعلوا بي ذلك ) بدات التحقيقات في مخافر الشرطة وحولت القضية الى حماية الاسرة وتم الاعتراف وامام المسؤول دون ان يتعرضوا للعقاب او الضرب او التهديد فظهرت الحقيقة غير تقرير الطبيب الشرعي ولكن ................ ؟؟؟؟؟؟
حكم القاضي و دلا بدلوه ولكن ببراءة المتهمين فكانت الصعقة الاولى فالاعتراف سيد الادلة وهاهو يحكم وللمرة الثانية ببراءتهم ، اين هي القضية ؟ من هم اصحاب القانون و اين هو القانون ؟ . فالقضية اكبربكثير مما يتصور الجميع انها قضية راي عام انها قضيتنا جميعا ان كان طفله اليوم فهو طفلنا في الغد و اطفالكم في المستقبل فاين القضاة العادلون كيف لكم ان تشردوا و تحرموا هؤلاء المظلومين انهم اطفالنا الابرياء ! فكثير من الناس اصبح يتردد في اللجوء الى القضاء و منهم من يفرط في حقه فهل تعلمون لماذا ؟ لانه ظلم القانون .
ضاع الحق بين اياديهم وبتنا في اجتهاد من هذا وذاك . فاحكموا ايها الناس بالعدل في هذه القضية و قولوا كلمة حق تنصف هذا الطفل المكلوم و الاب المكسور و الام التي تبكي بدمع الدم و حرقة و الم هذا الظلم لقد قال الرسول صلى الله عليه و سلم " قاضيان في النار و قاض في الجنة، قاض قضى بالحق فهو في الجنة وقاض قضى بجور فهو في النار و قاض قضى بجهله فهو في النار .
قالوا: فما ذنب هذا الذي يجهل ، فقال : ذنبه ألا يكون قاضيا حتى يعلم " صدق رسول الله . فان الظلم عاقبته وخيمة في الدنيا و الاخرة فاهل الظلم في الدنيا يبغضهم الله تعالى في قوله " انه لا يحب الظالمين " فوالله انه لشيء محزن و مخجل وحزني الاكبر على مآل اليه وطني فيه الظالم مظلوم و المظلوم ظالم و الكاذب صادق و الصادق كاذب و الامين خائن و الخائن امين فكل شيء اصبح بالمقلوب، فما بال هؤلاء يتخبطون و لا يعرفون .
فاليك معالي وزير العدل ان تحكم بميزان العدل في هذه القضية او الحكم بالاعدام وكن لهم سندا و عونا ولا تخذلهم فهي الان بين يديك فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز " تلك حدود الله فلا تعتدوها و من يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون " فعودوا الى الحق و اقيموا الحد السن بالسن و العين بالعين. وحان لك ان توقف هذه المسرحية حتى يعم الامان و السلام . وقبل ان يغرق الجميع في الهاوية .