سرايا - ليل وترانيم أمي
تقيم الليل
تنتظر الأذان
تقترب وصوتها المبحوح يهمس
أن انهض للصلاة أبا حسام
ما بعادته تثاقل
والصمت صمت
مزقه صوتها المجروح
حساااان
أتيت ودق القلب يسبقني
وكان رحل في سلام
وترك سبابته تشهد
لنعلم أن الشهادة
آخر ما كان
واذكر من يومها
حل على الأرض الظلام

........

ليل ودخان
ارق..عتب..
ونوح على ما كان
طيف يقلب الأوجاع
لكأنها تتلوى مع الكمان
والسطور تقتل بعضها
وتكفن الحروف وتكمم الأقلام
وبين كل حزن وحزن
دمع ثقيلٌ
أمن العين هو
أم من الشريان
تنوح الحروف
ينوح الليل
ينوح ما تبقى
في روح حسان
يا رب السماء أغثني
انكسر الظهر
وشلت الأفكار
وانهدمت الأركان
تمزقت الأوراق
وغاب عبيرها
وتلاشى مع احتضارها العنوان
اكذب نفسي
أيموت الرجال الرجال
أحقاً رحلت يا أبا حسام

...

يا كل الرجال
أحقاً رحلت
دونما وداعٍ
دونما قتال
سلمت الروح لصاحبها
لتلقى الحبيب
ألهذا كنت على عجال
نسيت مسبحتك أبي
نسيت أن تجاوبني
على ألف سؤال وسؤال
كيف الحياة دونك
ومن يسند عمود العمر
إذا مال
من يؤذن فينا للفجر
ومن يرشدنا أن اعملوا
فما الحياة إلا لصالح الأعمال
وركنك في المسجد كيف تركته
من سيدعو لنا من هناك
فيختلط الدمع بالابتهال
كيف ستسير الحياة دونك
رحماك يا ربي
نحتاج لملء مكانك
قبيلة من الرجال
اشتقت إليك أبي
وبعض الشوق
نزول ولا يزال
من لحملك يا أبي
وبعض الأحمال ثقال
من يعاتبني بنظره
إن أخطأت
تهتز لها الأوصال
من سيكون شمعه حياتي
يرشدني
وفي كلامه عتق وخوف وأمال

......

واذكر مقدار فخرك بنا
يا من حفرت طريقنا
بأظافرك بين الجبال
رحمك الله يا أبي
وستبقى بيننا
صاحب القول والشور والأفعال
فقد كنت خير مدرسة أبي
وستبقى
ومهما امتُحنا
نعرف الجواب والسؤال
سنسير على خطاك أبي
فلتطمئن روحك
فكل أولادك رجال