14-04-2010 04:00 PM
ما المقصود بالغباء كما عرفه العلماء ؟؟ وما هي أنواعه ؟ وكيف يقاس ؟ وما مدى تأثيره على صاحبه والآخرين ؟ إختلف علماء الدراسات الإجتماعية في تعريف الغباء ولكن اجتمعت الآراء على أن الغباء هو البطء في اكتساب المعرفة ، أو اكتسابها بطرق غير صحيحة . وكل مجتمع لديه تعريف له ، وهناك من يرى أنه التعجل في اتخاذ القرارات ، ويرى البعض أنه وضع الأمور في غير موضعها الصحيح ، ولكن ومع اختلاف تلك التعاريف فإنها تلتقي في عنصرين هما : إما أنك شيء أو لا شيء ، وإما أن تكون متميزا وتشغل مكانة مرموقة ، وإما أن يدرج اسمك في سجل " ذوي الإمكانيات العقلية المحدودة " . ومع سيادة الخجل في بعض المجتمعات يسود ادعاء الفهم وإنكار الجهل خشية أن يوصف الشخص بالغباء ، ووسط هذه الثقافة يبرز " الكذب " على أنه سلوك احترازي يحاول فيه المرء وقاية نفسه من الوقوع في الغباء ؛ فيدعي انه يفهم "كل" شيء ، ويعرف "كل" شيء ، وتجده يتكلم عن نفسه أكثر من كلامه عن الموضوع . ولو تأملنا الأمر لوجدنا بعض الناس لا يفرقون بين الأمور التي يمكن فعلها والتي لا يمكن فعلها . فالعلماء منذ القدم أمثال نيوتن وأنشتاين وشكسبير لا يشعرون بالحرج عندما يعلنون عن سخافاتهم أمام الملأ ، وكانت شعاراتهم مبنية على أنه لولا الفشل لما وصلوا إلى قمة النجاح في الإختراعات التي أنقذت البشرية بأجمعها . والغباء له انواع كثيرة ففي الصين قانون ينص على " منع دخول الأغبياء إلى الجامعة في الصين " . فعلا في هذا القانون وجهة نظر !! لأن الغبي لا يضر نفسه فقط بل يضر الآخرين أكثر ما يضر نفسه . لكن هناك سؤال ويحتاج إلى إجابة : ما هو مقياس الغباء ؟ وما الذي يجعلنا نحكم على شخص بانه غبي ؟؟ فأنا أرى أن الغباء ليس هو التأخر الدراسي ، وأن الغبي ليس الطالب الذي لا يستطيع النجاح ، فهذه فروق فردية بين الطلبة فكل إنسان وهبه الله مقدارا من الذكاء يختلف فيه عن لإنسان الآخر ، وأمثلة الغباء حسب وجهة نظري كثيرة فتضييع الفرصة غباء ، والإنطوائية والعزلة عن الآخرين غباء ، وغضب الوالدين وعدم برهم غباء ، ولكن قمة الغباء هو بذاءة اللسان، وقد صار التراشق بالكلمات البذيئة ، والمزاح بسب الدين ، وشتم الوالدين نمطا سائدا بين الناس ؛ فهو الغباء بحد ذاته . لم تعد الألفاظ البذيئة مجرد تعبير عن موقف شاذ ردا على استفزازات الآخرين ، ولكنها صارت عادة مألوفة في حياة الكثير من الناس ،وخاصة ما نشاهده من التعليقات البذيئة على بعض المقالات في الصحف الإلكترونية دون رقيب أوشطب أو تدقيق تحت شعار ( حرية التعيير المفتوحة ) وينهالون في تعليقاتهم على الكاتب أو المعلقين على المقال بالقدح والتحقيرتحت أسماء مستعارة تعبر عن جبنهم وبذاءتهم ، وإن مثل هذه الفئة الغبية هل تفكر بأنها سوف تخضع للمساءلة بعد إقرار قانون مراقبة الصحف الإلكترونية ؟ وهل مساحة مثل هذه التعليقات ستزول بعد صدور القانون ؟ ألم تقرأ هذه الفئة الغبية قول الرسول (صلعم) :" المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ". والقول المأثور ( لسانك حصانك إن هنته هانك وإن صنته صانك ) وأنا كلي أمل أن تنتفي بذاءة اللسان من النفوس المريضة ، ويصلح أمور الناس لكي ننعم بالسلام وحرية التعبير من أجل اصلاح ما هو فاسد ، وأن نصبح شعبا متحابا يلتقي على طريق الخير والإصلاح .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-04-2010 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |