حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,8 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 20904

المهندس هاشم المجالي يكتب : ميزان الصحة العقلية .. والمناصب القيادية .. !!!

المهندس هاشم المجالي يكتب : ميزان الصحة العقلية .. والمناصب القيادية .. !!!

المهندس هاشم المجالي يكتب : ميزان الصحة العقلية  ..  والمناصب القيادية  ..  !!!

19-08-2013 11:51 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - ان للانسان ثلاثة أبعاد بعد جسماني وبعد نفسي وبعد عقلي ولكل بعد من هذه الابعاد مزاج للصحة والمرض . 
اما الصحة الجسمية فمزاجها الصحي يعرفه الاطباء بالمعاينة السريرية وبالفحوصات الطبية والتحاليل المخبرية المختلفة ويتم تشخيص المرض بشكل دقيق بحيث ان اي انحراف في هذا المزاج يشخصه الطبيب على انه مرض جسماني يحتاج الى علاج .

كذلك الصحة النفسية لها ميزانها الخاص الذي يعرفه اطباء النفس المتخصصون وفق وحسب العوارض السلوكية للشخص وان اي اختلال في هذا المزاج سواء كان في السلوك او الاحوال الشخصية فانه يتم تشخصيه على ان صاحبه مريض نفسياً وعنده خللاً ما يجب ان يخضع الى علاج نفسي وهذا ما نشاهده عبر الواقع وعبر شاشات الفضائيات من تصرفات اعضاء مجالس النواب في العديد من الدول المتقدمة والنامية من تصرفات لا مسؤولة وصبيانية وغير عقلانية فهناك من يضرب زميله بيده او بحذائه او بكاسات المياه وهناك من يحاول اشهار مسدسه لغاية التهديد والوعيد والشتائم وعدم الاحترام المتبادل .

كل هذه التصرفات لهذا الشخص تعتبر مدلول يعبر عن حالته النفسية ومزاجه المضطرب وهو في مثل هذه الحالة يجب ان يتم عرضه على طبيب نفساني مختص ليتم تشخيص حالته طبياً وبيان مدى خطورتها ومدى قدرته على الاستمرار في تحمل مسؤولياته ام لا حتى لا يكون خطراً على نفسه او على الاخرين .
اما الصحة العقلية التفكيرية فلها ميزانها الخاص الذي يعرفه الحكماء بالميزان العقلي البرهاني الذي يثبت في العلوم عصمته وحجته الذاتية وولايته على سائر المناهج والعلوم الاخرى .
فأي تفكير ينحرف عن الميزان السليم والقويم والسديد او يخرج من تحت ولايته يكون تفكير سقيم وبالتالي يكون صاحبه مريض عقلياً وان لم يبدي ذلك على شخصيته الظاهرية انما يظهر ذلك على تصرفاته مع الاخرين وطريقة تعامله وقراراته التي كثير منها ما تكون ذات ابعاد وانعكاسات سلبية وخطيرة .
ومثل هذا الشخص مهما كانت مكانته ينبغي التعامل معه بحذر شديد ويحتاج الى متابعة ومراقبة سلوكياته وافعاله وقراراته مع اهمية تقييمها قبل تنفيذها حتى لا يكون لها انعكاسات خطيرة ولقد شاهدنا حالة الاضطراب النفسي والعقلي والسلوكي للرئيس معمر القذافي مثلاً خاصة في آخر أيام ولايته كذلك نشاهد كثير من كبار المسؤولين يتصرفون بفكر وعقل منفرد ومزاجي دون اخذ المشورة او قياس الابعاد والانعكاسات على تلك القرارات فيصبح مسخرة ومهزلة من الجميع وان جاملوه وسايروه .
والمريض كسائر المرضى في كثير من الاحيان لا يريد ان يشاور الاطباء او احد مما يشكو منه حتى لا يفضح حالته فهو لا يريد ان يخضع للعلاج لكن على المقربين ان ينصحوه بالتداوي عند الاطباء المختصين واهمية الالتزام بتعليمات واوامر الاطباء لان هذا اولاً واخيراً يصب في مصلحته الشخصية والمصلحة العامة .
كذلك اصحاب الفكر والمناهج المتطرفة والمنحرفة عن المنهج العقلي الذي يعتقدون ان فكرهم ورأيهم هو الرأي الصواب فقط ولا يشاورون احد في المسائل الفكرية فهم متعنتون بفكرهم ومسارهم .
وهؤلاء من الصعب اللجوء للحوار معهم بعقلية احترام الاراء المتبادلة فهذا يعتبر مضيعة للوقت سواء في فهم وقراءة افكارهم او التعرف على اراءهم الفلسفية والاجتماعية والسياسية لانها كلها تصب في حكم الهذيانات المترشحة من خيالهم كما رسموه وليس كالواقع وهذا يعتبر مرض وبالتالي يجب التعامل معهم معاملة الطبيب مع المريض بتشخيص حالتهم المرضية لايجاد العلاج المناسب الشافي لهم وبكل شفقة وحنية حتى لا يتم جرح مشاعرهم المرهفة ومن الصعب مهما حاول المختصين ارجاعهم الى المزاج الصحيح والمنهج العقلي السليم الا وفق ما يحدده الاطباء المختصين للعلاج السليم .
قال تعالى " لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون " .
وهؤلاء لا يجيدون سوء التعبير عن غضبهم وكبتهم النفسي بالصوت العالي واثارة الفوضى ولقد قال الامام علي عليه السلام " من لا عقل له لا دين له " لذلك من الصعب محاورة اصحاب العقول السقيمة المفلسة وقال الامام علي " ان جادلني عالم غلبته وأن جادلني جاهل غلبني " .
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال " اذا بلغكم عن رجل حسن حال فانظروا في حسن عقله فانما يجازى بعقله " .
فهناك من الاشخاص مرضى يرفضون الاعتراف بمرضهم ويريدون ان يعدوا غيرهم بهذا المرض ويرفضون العلاج لمرضهم ويدعي انه في اتم الصحة والعافية وما اصعب علاج مريض لا يعترف بمرضه .
ان مقدار الضبط والتوجية والاتزان العقلي والفكري والنفسي الذي يملكه الانسان هو الذي يحدد مقدار صحته النفسية والعقلية وشخصيته الحقيقية ومدى ملائمته للمنصب القيادي وقدرته على الاستمرارية فيه .
كذلك شعوره بعدم الاضطراب وان يشعر انه مسيطر على زمام الامور باتزان اي ان يشعر ان المقود لا يزال بيده لا بيد غيره فهناك من يتسبب بسبب سياسته العقيمة في تكوين وتراكم حواجز الاتربة والانقاض امامه ثم يصيح يشكو من عدم قدرته على الرؤية وان هناك من يحاول افشاله واحباطه لذلك تجده بحالة نفسية سيئة وتصيبه الكآبة والتشاؤم بدل التفاؤل وكلنا يعرف ان التفاؤل هو الايمان الذي يقود للنجاح والحديث الشريف يقول " تفاءلوا بالخير تجدوه " فالعقل كالحديقة اما ان تنمو فيه الازهار الجميلة والاشجار المثمرة واما ان تنمو فيه الاعشاب الضارة والاشواك الجارحة فاذا لم نزرع تلك الازهار والاشجار اي نزرع الافكار النافعة فحتماً ستنمو الافكار السلبية اي ستنمو الاعشاب والحشائش الضارة والاشواك الجارحة وهي لا تحتاج لاية رعاية فستشب وتنمو وتكبر وتشكل خطرا ً وتخسر ارضاً اي وطناً .

المهندس هاشم نايل المجالي

hashemmajali_56@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 20904

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم