17-08-2013 10:26 AM
سرايا - اذا كانت مصر ام الدنيا فلأنها بنت الاهرامات وهي التي خضعت لطغيان الفراعنة الذين حكموها لقرون في نزعة المستبدين المصابين بجنون العظمة الذين يتحركون ورؤوسهم شامخة متعالية من فرط الكبرياء ففي سورة الاسراء وضمن جملة من المحظورات يقول الله تعالى " ولا تمشي في الارض مرحاً انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولاً " .
ان الله لا يحب كل مختال فخور انه نهي الهي عن رفض النظر الى الناس بتكبر واستعلاء ان الله جلت قدرته يخاطب المتعالين المتجبرين بالناس مهما كانت مكانتهم وسلطتهم السياسية والاجتماعية والحزبية والدينية .
هذا نموذج شاهدناه وراقبنا اسلوبه وتصرفاته عن استلام محمد مرسي لرئاسة جمهورية مصر وكيف كانت ادارته لها فلقد تناسى كل القوى السياسية والحزبية والشعبية التي حملته على اكتافها لايصاله الى سدة الحكم والسلطة وهمش دورها ورسالتها ليستفرد هو وجماعته بالسلطة بصبغة اللون الواحد وكل شيء لهم ويفعل اي شيء من اجلهم .
لقد وجدنا في جماعة الاخوان في مصر من يؤمن بأشخاص ولا يؤمن في القضية الوطنية واحتياجاتها ومطالبها وهي الاساس في كل شيء وما تم من ثورات من اجل ذلك وليس من الاخوان فقط .
لقد كانت صيحاتهم اما ان تكون مع مرسي والجماعة والا فأنت عدو وخائن ومع كل هذا نجدهم يصرخون بأعلى اصواتهم وينادون بالحرية ورفض الاستعباد والاستبداد ويطالبون بالديمقراطية فأي ديمقراطية تنادون بها وانتم كرستم الدكتاتورية والعنصرية وسياسة اللون الواحد واية مساواة وانتم حولتم كل دعم فقراء مصر الى فقراء الاخوان فقط لتجندوهم دروعاً بشرية في ساحاتكم التي اعتصمتم بها لتضعوا الشيوخ والنساء والاطفال واليتامى والمشردين والبلطجية والمطلوبين أمنين وسط الحشود في الساحات .
كذلك الجماعات المتشددة التي قدمت اليها من كل حدب وصوب مسلحين بكل انواع الاسلحة واحتللتم الابنية السكنية والمستشفيات وهاجمتم المحلات التجارية والمؤسسات الحكومية وحرقتم السيارات والمنازل ومحطات الوقود وتفجير خطوط السكك الحديدية وحرق مباني المقاولين العرب والهجوم على مكتبة الاسكندرية والمتاحف وحرق المدارس وتكسير الطرقات واغلاق المولات والمراكز التجارية كذلك فلقد توقف العديد من الشركات عن التصنيع والانتاج فلقد اوقفت شركة شل العملاقة عملها لاشعار آخر وتوقف 5000 مصنع عن الانتاج وارتفع حجم البطالة لأكثر من 20 %
وشركة مصانع الكترولكس اوقفت انتاجها و G.M الغت العديد من صناعاتها وتم الغاء الحجوزات السياحية للسواح من دول العالم الى وجهات اخرى .
وحرق الكنائس وقتل رجال الأمن وترويع المواطنين فهل هذا هو الدين ام ان الإرهاب اصبح يلبس عباءة الدين وهل كل المصريين اصبحوا اعداء للإخوان ولمصلحة من تشكيل جيش حر في مصر ليس الاّ خدمة للأعداء . واي عدل تتحدثون عنه وانتم عينتم من جماعتكم في المناصب السياسية التنفيذية والقضائية والتشريعية لتهيمنوا على كل شيء ولم تتركوا لبقية القوى السياسية شيء فمن الجهل ان تختزل الحرية في بلد الاحرار والابطال باشخاص ومن المعيب ان تقطع هذه الجماعات الطرقات وتخل بالامن والاستقرار وتضر بالاقتصاد وبالامن المجتمعي كل ذلك من اجل اشخاص من جماعتهم محرضين يقولون انهم احرار وفي الحقيقة هم تبع مستعبدين لمراكز وقوى خارجية فلماذا اثارة الفتنة باشكالها وانواعها وهل يخدم ذلك مصر .
ثم ان ارادة الغالبية الشعبية بعد رفض مرسي للاستفتاء على الدستور فانها تعتبر ثورة حقيقية على الخطأ وثورة لتعطي الامل والتفاؤل في تحطيم الاصنام واستعباد العقول وانتهاء العبودية لتبدأ الحرية الحقيقية بعد ان كانت قضية الاخوان قضية نفوذ وسلطة وشهرة وتحكم بالعباد والبلاد فلم يكن العيب في الشعارات والكلمات من حرية وعدالة ومساواة بل العيب ان مبدأ هؤلاء اي الجماعة ومن يمثلونهم يرضخ للمساومة للبقاء بالسلطة ولقد جرحت حناجرهم وهم ينوحون النواح الذي ملّوه من ظلمة السجون التي سجنوا بها ومن اوجاع قلوبهم فأصغي لهم ايتها الحرية واسمعينا كيف يستغلوك .
لقد خسرت جماعة الاخوان في مصر كل شيء في لحظة واحدة واسقطت محبتها من كل العيون داخلياً وخارجياً واثبتت ان العنف هو العنوان الرئيسي لمعالم شق طريقها الى القمة وعدم التنازل عن السلطة وانها لم تكن دعاة دين بقدر ما هي بحاجة للوصول الى السلطة .
وقالت الجماعة على لسان مرشدها " الشهادة من اجل مرسي " وصدح قولها " يمكن ان نوقف كل ما يجري في سيناء اذا عاد مرسي للسلطة " والكثير من الاقوال ما يغضب وجه الله .
علماً بأن تنظيمها الدولي اقر بفشل حكمها وادارتها للبلاد والعباد في مصر فماذا بقي لهم سوى اثارة الفوضى والقتل والدمار والتي ستزيد من كراهية الشعب المصري لهم لماذا لم تفكر الجماعة بأن السلطة زائلة والوطن باق ولماذا لم تفكر في انها لو عدلت منهجها واسلوبها فانها سوف تبقى كقوة سياسية حزبية وستشارك بالحياة السياسية مرة اخرى مع باقي القوى السياسية وفق معايير .
لقد خسرت الجماعة تاريخ وكشفت عن وجهها الحقيقي ولم تستمع للعقلاء والسياسيين والخبراء والمسؤولين وهي تدرك ان العودة الى الوراء مستحيلة وتعرف حق المعرفة ان الترهيب مهما كان نوعه لن يهزم دولة مثل مصر ولا شعب مثل الشعب المصري وحتماً ستكون اولاً واخراً هي الخاسرة ولن يفيدها من تآزروا معها لدمار مصر مثل تركيا التي ناشدت مجلس الامن للتدخل في مصر .
مصر اضطرت لاجراء عملية جراحية سالت فيها الدماء وستمر بعدها بآلام ما بعد الجراحة ولكنها ستشفى بإذن الله وستبقى مصر العروبة ام الدنيا .
الجماعة خسرت كل شيء لأنها أرادت لنفسها كل شيء .
hashemmajali_56@yahoo.com