حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,12 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 21332

المهندس هاشم المجالي يكتب .. فقراء وأغنياء .. وشهر رمضان

المهندس هاشم المجالي يكتب .. فقراء وأغنياء .. وشهر رمضان

المهندس هاشم المجالي يكتب .. فقراء وأغنياء  ..  وشهر رمضان

06-07-2013 02:30 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - شهر رمضان ... الفقراء يحبونه ويكرمونه لا بالموائد العامرة بكل ما لذ وطاب ولكن بالصلاة وتلاوة القرآن نعم بصلاة التراويح التي تروح عن النفس المهمومة المثقلة بصعوبة المعيشة وقيام الليل للتعبد .
لست من الواعظين ولكنني مؤمن يحترم المؤمنين ويحترم من يحترم وطنه وشعبه وتكريم انسانه ويحقد على من نهب مقدرات الوطن وقوت شعبه ومن يعبث بالوطن فساداً ويقلب هناء حياة الشعب ليجعلها جحيماً وهذا ما يدفع المواطنين للتعبير بشتى الطرق والوسائل رافضة ذلك لان ما وصل اليه الوطن من ازمات اقتصادية وتنموية ومعيشية واجتماعية هم هؤلاء العابثين كانوا السبب فيه .
لقد صدق سيدنا عمر بن الخطاب المنصف العادل الديمقراطي الحازم والذي ولد قبل قرون من ظهور امريكا وجورج بوش فلقد ترك فينا عمر رضي الله عنه قيماً ومبادئ لم يسمع بها المنظرين السياسيين والمفكرين الغربيين .

رمضان شهر الطعام والمآدب العامرة عند المنعمين المتخمين وشهر الكراتين والكفاف عند الفقراء والمساكين ولا ننسى ان الفاسدين هم الذين دفعوا الجائعين الى الانتحار نعم لانهم سرقوا ما سرقوه من افواه الاردنيين ومصوا دمهم ، كنا دائما نسمع ونحن صغار ان عيد الاضحى هناك من يسميه عيد اللحم ففيه يضحي القادرون ويوزعوه على الغير قادرين اما عيد رمضان فلا لحم فيه لم يترك الفاسدون هذا العام سوى لحم الاردنيين انفسهم الذين يعيشون على لحم بطونهم .
اللهم ارحمنا من الفاسدين الضالين والسفهاء المنظرين والساقطين الذين هربوا بما سرقوه من خيرات هذا الوطن وولوا أدبارهم .

كالعادة ستكثر في هذا الشهر النصائح من كل المعنيين متدينين واطباء وناصحين موجهة الى الصائمين بضرورة ان يترفقوا بمعدهم ويبعدوا عن الطعام الدسم حتى لا يتلبك جهازهم الهضمي .

فبالرغم من شح الموارد وضعف ميزانية الدولة وكثرة شكواها من العجز واهمية التقنين والتقشف واطفاء انوار المكاتب نهاراً والشوارع ليلاً والتلميح بعدم توفر رواتب لموظفي الدولة الا اننا سنجد في هذا الشهر كثرة المآدب الرسمية لتسمين المسؤولين الغير محتاجين لنيل رضى رب العالمين ستكثر الخيم الرمضانية تحت رعايتهم وتكثر الصالات الفاخرة لتجمعاتهم ومخلفات الطعام وتكاليفه تشبع قرى بمواطنيها علماً بأن الكثير منهم المتخمين لا يصومون ليس لانهم علمانيون ولكن لانهم لا يخافون الله بالمواطنين الجائعين وكل المعنيين صغاراً وكباراً يعلم علم اليقين ان خيرات المحافظات النائية تشكل القسم الاكبر من ميزانيات الدولة وان هذه الخيرات ومداخيلها هي السبب في تطور مدينة عمان وما يجاورها من مدن التصقت بها وبدون هذه الخيرات لا ماء ولا كهرباء ولا حضارة في عمان وبالرغم من ذلك كله فان المساعدات تخرج من عمان لابناء المحافظات النائية المحتاجين للقمة العيش ولرشفة ماء يسدون رمقهم بها ويحافظون على كرامتهم .

ان شعبنا قد ارهق من التشبيح والصريخ النشاز على الفضائيات ومل من رؤية وجوه متكررة الذين لا شغل لهم سوى التنظير نعم انهم يطبخون رؤوسنا بدلاً من ان يطبخوا في طناجرنا ، طناجرنا الاكثر احساساً واكثر وطنية من السنتهم ماذا ترك الفاسدون يا سادة يا كرام في طناجر الفقراء والمساكين سوى الحصى بدل من الخضار والارز انها طناجر الفقراء والمساكين التي لا تنتظر منكم ان تكونوا كسيدنا عمر الذي عندما سمع شكوى المرأة الفقيرة التي كانت تطبخ الحصى لاطفالها فهرع حاملاً على ظهره الطحين والمؤونة ليساعد المرأة في اعداد الطعام ولم يغادر بيتها حتى اطمأن على اشباع البطون الجائعة هذه هي الديمقراطية الحقة فأين قلوبكم على شبعكم الجائع ايها التقدميون والاسلاميون .
ويا ما سمعنا تعبيراً وهو رأسك مليان طبيخ وهذا نوع من الهجاء كناية عن ان رأسه خال من التفكير بغير الطبيخ فهل هذا الشهر ستكون رؤوس المسؤولين مليئة فقط بالطبيخ لا يفكرون الا به ام سيكون تفكيرهم كيف سيطعمون الجائعين .
هل في هذا الشهر ستكثر المناسبات على حساب ميزانية هذا الوطن التي قننوها من رواتب الموظفين ومن رفع الاسعار ام سيقدمونها فرحة للاطفال المساكين ... ان كنتم مؤمنين .

المهندس هاشم نايل المجالي








طباعة
  • المشاهدات: 21332

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم