حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 16533

هل تقديم الساعة وتأخيرها 60 دقيقة جائز شرعا

هل تقديم الساعة وتأخيرها 60 دقيقة جائز شرعا

هل تقديم الساعة وتأخيرها 60 دقيقة جائز شرعا

15-03-2010 05:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

من سنوات انقضت ونحن نتبع في بلدنا الحبيب طريقة تقديم الساعة ستين دقيقة في نهاية كل ربيع، ونرجعها ستين دقيقة في بداية كل شتاء، والحجة التي نفعل بها هذا هي دائماً ذاتها ( التوفير )... وكم من موضوع علقناه على شماعة التوفير !!! ولم نسأل أنفسنا لمصلحة من يتم العبث براحتنا وإقلاقها وتغيير ضبط ساعاتنا البيولوجية الدقيقة التي برمجها فينا البارئ عز من خالق ، وتغيير نمط حياتنا الرتيب المنظم بحجة توفير بضعة قروش (وهمية) لا يتم توفيرها حقاً لو نظرنا للأمر بعين الملاحظ المدقق.. خاصة أن الاستهلاك المنزلي للكهرباء لا يتغير بحدة وإنارة الشوارع ذاتية لا تعترف بتغيير التوقيت . وها قد دنا أوان هذا التغيير الكئيب الذي يطال الفئات الكادحة العاملة التي تستيقظ منذ الفجر ولا ترجع لأسرتها الدافئة حتى تعلن الساعة العاشرة صباحاً كغيرها من الطبقات الراقية، فهذه الفئة لن تشعر بأهمية هذه الساعة - لو تغيرت - لأنهم أصلا يستيقظون يومياً والشمس تداعب وجنات السماء. لكن نحن ، الموظفون والعاملون والمعلمون والأطفال الصغار من طلاب المدارس الأساسية والسائقون وغيرهم الكثير من المهن التي تتطلب طبيعة أعمالهم الاستيقاظ منذ الفجر ..الذي يكاد يقارب الساعة الخامسة صباح كل يوم .. عندما يدخل الربيع والصيف فإن بعض ضوء النهار صباحاً يتسرب للبيوت فتبدأ الأمهات بإطفاء الأنوار ( توفيراً ) على جيوب أزواجهن من دفع الفواتير .. ولكن لو تم تقديم الساعة ستين دقيقة فكأنك يا أبو زيد ما غزيت!! فأي بيت هذا الذي ليس فيه أطفال في مدرسة أو موظف أو عامل أو سائق ؟؟؟ وأي بيت عندما يستيقظ من فيه لا يقومون تلقائياً بإضاءة الأنوار في الغرفة التي هم فيها والمطبخ والحمام والصالة حتى يتمكنوا من استخدام مرافق البيت في هذا الوقت المبكر من اليوم والذي لا يزال فيه من الظلمة الكثير .. وإن كان الجو بارداً يضطرون لاستخدام التدفئة بأنواعها .. فأين هو هذا التوفير وقد حرمتمونا من حقنا في نور الله الطبيعي ؟؟ أمن أجل توفير ساعة في المساء - نقوم بإنفاقها نحن في الصباح - نقلق راحتنا ونتبع تقليداً غربياً أعمى ظناً منا أن ما يناسب دولة أوروبية يناسبنا ؟؟ ما ذنبنا إن كان النهار في تلك الدول أكثر طولا من نهارنا .. وهم وجدوا أن من مصلحتهم استغلال ذلك ، ولكن لماذا نطبق ما يفعلون وهو لا يعود علينا بالنفع حقاً؟؟ وأنا أتحدى أن يكون استهلاكنا الشهري للكهرباء في الشهر الذي يتم تقديم الساعة فيه قد اختلف كثيراً عن الشهر الذي نعيدها للتوقيت السابق فقد أثبتت الدراسات على كل حال أن نسبة ما يتم توفيره من الطاقة ضئيل جدا يتراوح ما بين نصف بالمئة وأربعة بالمئة على تفاوت البحوث والدراسات البريطانية والأمريكية التى تحدثت بهذا الصدد.. إضافة لعيوب هذا النظام الكثيرة وأهمها أن تحويل الساعة قد يضر بالنائم بشدة ويسبب اضطرابات النوم وتخفيض تأثيره النافع للإنسان ويدوم ذلك لأشهر. ويسبب اضطراب الساعة البيولوجية للإنسان فقد أثبتت دراسة سويدية فى عام 2008 أن الإنسان يكون أكثر عرضة للسكتات القلبية فى الأسابيع الأولى من الربيع أي بعد بدء تطبيق التوقيت الصيفي ، وتقل النسبة - نسبة التعرض- إلى أدنى مستوياتها فى الأيام الأولى من الخريف أى بعد انتهاء التوقيت الصيفي. وقد ذكرت حكومة كازاخستان أسبابا صحية ضمن مبرراتها لإلغاء التوقيت الصيفي فى عام 2005 ، أيضا يسبب التوقيت الصيفي إضاعة للوقت عند تغيير كل الساعات الميكانيكية التى لا تتغير تلقائيا .. وبالتالي يسبب تعقيدات خصوصا للمسافرين فى مناطق زمنية مختلفة .. مما يسبب ارتباكاً واضطراباً للقاءات والمقابلات والأسفار والإذاعات والسجلات والمصارف وأنظمة الدفع، كما أنه يقلل من نشاط المزارعين والموظفين حيث يأتون وينصرفون فى وقت مبكر عن المعتاد فى الصيف مما يجعل عملهم أقل قيمة مما يضر بالمؤسسات والشركات المختلفة. ويتسبب تغيير قوانين التوقيت فى خسائر مالية هائلة بالمليارات فى البورصات خصوصا كما حصل بالولايات المتحدة. إضافة لما أذكره من تحريم ديننا الحنيف على الناس ما كانوا يفعلونه في الجاهلية عندما كانوا يغيرون الأشهر الحرم ويستبدلون واحداً مكان آخر ( النسيء) ،حتى يتحكموا في مواعيد الغزو والقتال ، لأن الزمن لله تعالى خالقه وهو محرم بنص القرآن الكريم وقوله تعالى : ( انما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليواطئوا عدة ما حرم الله ) فهل يحل لنا أن نقترض ساعة من الليل ونعتبرها نهاراً عندما نرغب بذلك وبعد انتهاء القرض نعيد الساعة الفقيدة لمكانها الذي أقره الله لها؟؟أم بالقياس يصبح هذا فعلا محرماً؟؟ ألسنا ننزع بركة يومنا عندما نعبث بما ليس لنا يد فيه ولا حق في تغييره .. أليس من حرم التلاعب بالأشهر يحرم التلاعب بالأيام والساعات؟؟ فهل عدنا لزمن الجاهلية بعد أن مرت الأيام ؟؟ ونطلب من دائرة الإفتاء العام إصدار فتوى شرعية في هذا الموضوع، لنتحد ضد هذا الأمر الطارئ على ديننا وأمتنا ليكون لنا كياننا وخصوصيتنا.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 16533
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
15-03-2010 05:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم