حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,7 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 32091

هاشم نايل المجالي يكتب : جنادب .. في وطننا .. ؟؟؟

هاشم نايل المجالي يكتب : جنادب .. في وطننا .. ؟؟؟

هاشم نايل المجالي يكتب : جنادب  ..  في وطننا  ..  ؟؟؟

27-05-2013 10:10 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - كثيرة هي الجنادب التي قفزت من اوطانها الى وطني احجامها والوان رقابها متفاوتة كانت في اوطانها تختبئ بالجحور تأكل فقط لتملأ بطونها مطأطأة الرأس لم تجد لنفسها سبيل سوى الرحيل لارض الامن والامان ( وطني ) لتجد فيه ما لم تجده في وطنها فلقد كنا لهم السند في أزماتهم معبراً لطعامهم وكل ما يريدون هكذا علمنا ديننا الحنيف واخلاقياتنا ومبادئنا في الحياة وطن للجميع وشعب مضياف .
كلنا يعلم ان الحشرات ليس لديها الاحساس والتقدير الذي لدى البشر فالجندب ( او الصرصور ) لا يدرك وهو يتحرك ويمشي ان هذا قد يكون شارعاً او هذا مكان او بقعة قد تطأها قدم انسان ولا يميزون بين قدسية المكان او عدمه فلقد اعتادوا في اوطانهم العيش في الجحور مختبئين مرعوبين منكسين الرؤوس .
فالجندب يتصرف حسب ما يحس من حركة حوله هذا الجندب كان وسط الزحام في وطنه يداس تحت الاقدام ويصبح عجيناً ويهرس ليصبح مع مستوى الارض لذلك كانت انفاسهم وحركتهم شبه معدومة وبطيئة مرعوبة من اي حركة قد تطالهم ويتصرفون بناءاً على ذلك الاحساس والاساس مستشعراً الخطر .
لذلك فان الجندب يهتم دائماً بتنظيف قرونه الاستشعارية ويحك جلده بجناحيه .
المنظر والمشهد اصبح واضحاً كان في وطنه متسخاً مقهوراً منبوذاً والان اصبح في وطن وفي مكان يستطيع ان ينظف نفسه فيه يلمع اجنحته التي يحك بها جلده ويلمع قرونه التي يستشعر بها والحقيقة التي لا نستطيع ان نتجاهلها في هذا الوطن ان مثل تلك الجنادب ما ان وصلت الينا حتى اصبحت تريد ان تأكل الاخضر واليابس وتسيطر على قوت اوطاننا مأكلاً وملبساً وسكناً واستثماراً فأخذت امتيازات المواطن كل ذلك تحمله الشعب تحمل كل التجاوزات فهذا الشعب عروبي وقومي واخلاقي .
لكنه لا يستطيع ان يتجاهل اللامبالاه لهذه الجنادب التي اصبحت تتصرف باللامسؤولية ولا تحترم مكان اقامتها في هذا الوطن ولا احترام لابنائه فهل هي جراءة زائدة عن الحد المسموح به وانها لا تحسب حساب لأن تداس ام هي حماقة وربما لافتقادها للتفكير في عقلها الذي ابقاها مشغولاً بكل الفرضيات التي لا تنتهي حول امكانيات دوسها وهرسها او عدم اكتراثها بحياتها ووجودها .
فكثير من الاحيان تفتقد الجنادب لأية حسابات لذلك التهور وتتصرف حسب ما تحبه وتشتهيه وتراه مناسباً لبطنها الذي لا يشبع وجلدها الذي اعتاد ان يرعاها ويحتاج لفرك ونظافة لذا تستخدم اجنحتها لفركه ، لذلك تتصرف الجنادب بتهور دون اي حساب لأي شيء يردعها خاصة اذا كان هناك من يرعاها ويدعمها عن ذلك التصرف .
فهل اصبحنا في وطننا مقيدين لدرجة ان كبلت هاماتنا وتزداد القيود علينا من ان نردع تلك الجنادب فاما ان نعيدها من حيث اتت او ان ندوسها والى متى سنسكت على الكثير من الجنادب القادمة من اوطان خارجية تجاوزت حدودها الاخلاقية .
فكم كنت اتمنى ان اعود طفلاً فقد تعلمت الكثير لأخسره ولكنني كنت اتمنى احياناً لواستبدل اجزاء من دماغي بدماغ الطفولة وربما ازيل بعض الاجزاء منه اريد ان استبدل ذلك الجزء الذي يستمر بتخويفي من التصرف كما يتصرف المسيئين لابناء وطني والذين لا يحسبون اي حساب للعواقب التي تترتب على ذلك التصرف الذي لم نعتاد عليه ذلك الجندب ربما يعلم ان نهايته قريبة ولا يمكنه التحكم بها ربما هو لا يعرف ذلك لذلك فهو يخرج ككل الاعداد من الحشرات ليبحث عن متنفس لغرائزه الشريرة خارج وطنه ولا يعلم ان حياته من الممكن ان تنتهي في اي لحظة ان داسه احدهم ومع ذلك نجده لا يكترث لتصرفاته فنجده خارج جحره يقف بين كل تلك الاقدام وذلك الجمع لينظف نفسه ويتشمس قليلاً رافعاً قرونه فارداً جناحيه وان رفعت رجلك عليه يسرع ليختبئ كما اعتاد على ذلك في وطنه ليهرب ليبحث عن شق بين الحجارة فهو يريد ان يعيش لكنه يريد ان يعيش كما يريد بعد ان فقد كرامته يوماً في وطنه والان يريد ان يدوس كرامة الاخرين في وطن احتضنه .
نفكر كثيراً في الامور سواء على المستوى البعيد او على المستوى القريب ولا نعلم هل سيكون المستقبل افضل ان تخلصنا من اسلوب احترامنا لتلك الزمرة السيئة التي تسيء لوطننا ولابنائنا وتمس كرامتهم تتكاثر الافتراضات والنتائج ولكن هل سنحاول يوماً ان نكون اكثر تهوراً بغير ندم او عتاب كما هم يتهورون ام سنبقى نطنش ولا نبالي .
وهل سنلوم انفسنا ان لم نردع هذه الزمرة من الحشرات عن مثل تلك التصرفات والى متى سنسكت عن فعل ما هو صواب لحفظ كرامتنا من تلك الحشرات .
لقد اطعمنا الزرع للجراد على حساب عشاء ابنائنا لاننا صدقنا يوماً ما حكاية جوعهم وقهرهم التي سردوها علينا ولم نعلم انهم كانوا معتادون عليها .
وتحولنا كقشة الغريق يوماً لهم قدمنا الكثير الكثير لاننا صدقنا اكذوبة الغرق التي سردوها علينا وعندما تسقط الاقنعة وتبان وجوههم على حقيقتها لا تأخذهم في الحكاية رأفة ولا في العشرة رحمة فتبان اخلاقهم على حقيقتها ويصبحوا في وطننا كاللعنة يحاولون دوس كرامتنا ولقد الصقوا تفاصيل حكايتهم المؤلمة على جدران وطننا وما ان لبثت ان غرقت تلك الجدران بقذارتهم فعلينا ان لا نحتفظ الا بمن يستحق ومن يحترم نفسه ومن يمثل وطنه كانسان مثقف متعلم ملتزم لا من يمثل وطنه كحشرة .
ولان الاشقاء مسكونين بماضي لم يكف يوماً عن العواء في ارواحهم يأتي الجواب علينا بتصرفاتهم اللامسؤولة لتعبر عن اسقاطات من ماضيهم الأليم على اماكن احتوتهم وتبنتهم واحترمتهم .
لانهم لا يستطيعون المقارنة بين المكانين وبين مجتمعين لانه تؤلمهم وتبكيهم وردة في طرف حديقة وطننا وحتى رائحة هيل قهوتنا العربية الاصيلة التي قدمت اليهم كضيوف مرحب بهم فهل نستحق كل هذا ... .
ولو اغمضت اعينكم ولو قليلاً لتنفستم شذى الوطن الحلم الذي وفر اليكم دفء السرير لتكتمل احلامكم لا ان تهربوا بعد هروبكم ولا ان تختبئوا بعد اختبائكم خلف مسميات وشعارات مختلفة فحافظوا على ذاكرتكم من الضياع وتذكروا ماذا قدم الوطن اليكم بكل ولاء ووفاء .
حمى الله هذا الوطن وامنه واستقراره وحفظ كرامته آمين يا رب العالمين .



hashemmajali_56@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 32091

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم