13-03-2013 01:25 PM
سرايا - جسد نحيل اعياه التعب من كثرة سيره في الصحراء يلهث وراء امل مفقود لمستقبل موعود .
جفت اطرافه من زمهرير الشتاء ، ثقب الجوع اسفل بطنه ، تلاعب العطش بلسانه وأثَّر على وظائف عقله اعتلت جبينه تضاريس الدهشة تارة لما يجري ومؤشرات الرهبة لما جرى .
يتحدث مع نفسه بصوت هادىء لأن صوته غير مسموع ويهمس ويروي لمن لا يسمع قصة صموده في وطنه ومواجهته لكافة اشكال وانواع التحديات المعيشيه او غيرها .
عبثت فيه الرياح الذي صاحبتها ذرات الرمال ... وظل رغم كل ذلك متمسكاً بولائه وانتمائه لوطنه ولقيادته .. وأبى الخنوع او الخضوع او التمرد .. فجادل فيما لا يجادل به ...
وحاور من لا يجيدون الحوار الوطني ولا الانتماء الوطني الحقيقي المبنى على العمل والعطاء .. ومن هم تناسوا المساواة والعدالة الاجتماعية التي منحها الخالق لكافة خلقه .
صال وجال وتشدق بعبارات تحمس كل من ينتمي لهذا الوطن ... حث الجميع على رأب الصدع بين المتنافسين على مقاعد الوزرنة والباحثين عن الزعامة .
دعى وناشد هذا المواطن المنتمي الجميع لفتح قنوات الحوار الهاديء البناء الهادف لعل وعسى ان يتم الوفاق والاتفاق دون نزاع او انقسام وان يتم تحديد المسار نحو الهدف المنشود .
فوجد ان لعبتهم ادهى من ذلك كله هناك ما هو باطن وهناك ما هو ظاهر وما هي حواراتهم الا مسرحية وتمثيلية لها ابطال متقنين ادوارهم وبين الأخذ والعطاء وحدّة النقاش والصراع واستخدام الأسلحة الفارغة من الذخيرة .
وانما تستخدم للاستعراضات التلفزيونية والنيابية ... ولم يسألوا جميعهم عن خبز المواطن ولا عن مستوى معيشته المتدني ولا عن مستوى الفقر ولا عن ارتفاع مستويات البطالة ولا عن ارتفاع مستوى الأمراض المتفشية ونقص الخدمات التعليمية والصحية .
فاعتلى هؤلاء المستوزرون منصات الخطابة بنبرات أسدية ونوايا ثعلبية فنجحوا في اقناع الحضور وفشلوا في اقناع المواطنين .
نعم لقد خدمتهم الظروف وحملوا الامانة وتوسمنا فيهم خيراً ولكن تعثر حظنا عندما وجدنا الكثير منهم يباع ويشترى واصبحوا اتباع وأصبح مسارهم الطرقات الملتوية والشائكة وما كان علينا كمواطنين الا ان نعود لنتسلق الصحراء بجبالها عبر اوديتها بحثاً عن مبادىء نتمسك بها بعد ان اصطدمنا بواقع مضني قد نكون جزءاً ممن شاركوا في صناعته فانهارت المبادئ التي اخترناهم على اساسها في ظل ما يسمى الحرية والديمقراطية وانهارت القيم والحصون واستبدلت بحب الذات وتبين انها حصون كرتونية .
ومتفائل جداً من يقول ان احلامنا مشروعة فهل هذا التلاعب نوع من انواع السياسة وهل اصبح المجلس مطبخاً يدار بحنكة ممن هم خارجه وليسوا بالاخيار ...
ونحن على سجيتنا نتابع حواراتهم ونقاشاتهم واجتماعاتهم وكولساتهم في مطبخ الكش والنش ، الشوي والقلي ... لقد اصبحت عقولنا من تكرار ما مر علينا عبر السنين الطويلة وعبر ما شاهدناه صدئه .. ونخرتها اكاذيبهم وافلامهم .. نعم نحن دائماً المخطئون ..
انتهت المناظرة يا سادة يا كرام ... فهل انتم مقتنعون انها انتهت ... ام لا يزال هناك مناظرات اخرى .
حمى الله هذا الوطن وأمنه وسلامته في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة .
المهندس هاشم نايل المجالي
hashemmajali_56@yahoo.com