بقلم :

اخترع الانسان الكلمات لكي يكثف فيها المعاني و يستدعيها متى اراد. لكن حياتنا فراغ بكل امتياز. ليس لها معنى و كلما اقتربنا من هدف. اكتشفنا انه آآل ببلقعة و برق خلب. خط النهاية يركض معنا. و لا شيء مهم و لا شيء له قيمة و لا خطوط حمراء او زرقاء او صفراء كلما جاء (أحد) لعن كل ما فعلته (الآحاد) من قبله. نقول "هذا شيء لا يمكن المساس به" فإذا به مستباح لكل اللامسين و العابثين.ليس هناك قيم و لا معاني فاستحققنا عن كل جدارة و بكل اقتدار لقب "كلام فارغ". المعاني ليست ظلال على الجدران انها اسافين او غيث في القلب. عند الأحبة و المحبين حتى الصمت الفارغ يحمل كل المعاني لذلك فهو ليس فارغا. عند من نحبهم ليس هناك كلام فارغ. اما عند الذين درجوا في مسالك التطبيل و التزمير فلا يوجد كلام (مليان) حتى لو نقلوا آيات قرآنية فإننا سنبقى نسأل انفسنا نفس السؤال ( ما هو مرادهم به؟ ) حتى لو كان الكلام من اوضح ما يقال. عندما نحب ان نرى شيئا لكنه فعليا غير موجود ,عندما نفضل و نحب ان تحمل الكلمات معاني بينما هي فعليا خاوية لا تحمل شيئا, عندما نبحث عن الأمل بين الكلمات بينما قائلها صحراء جرداء من أي أمل, عندما ننظر للأمام بعيونهم فلا نرى شيئا غير جدران صماء, عندما تكون الحقيقة مجرد كذبة تصطدم بأول عقبة في عقلية التجار, عقبة السعر. هل نحن راضون عن أنفسنا عندما نبحث عن لا شيء عند من لا يملكونه, حتى هذا اللاشيء يبخلون به علينا, مجرد كلمات تدفعنا للأمام و تساعدنا على الإستمرار و الانطلاق, بخيلون حتى في نفخ الهواء في آذاننا بخيلون حتى في الكلام الفارغ. لا يريدون لنا ان نحس بهم او باي احد الى جانبنا حتى مجرد الإحساس الايجابي. لأن المشاعر الايجابية لها قيمة اكثر من المال احيانا. بخيلون علينا. ليست قيمة الكلمات بمن يكتبها فهو حافظ منزلته انما قيمة الكلمات بمن يقرؤها و يتلقاها. المعاني يصنعها القارىء,.قد يكون هذا شيئا غريبا, الرسالة يكتبها المتلقي. قد تكون أعظم الكلمات لكن لا حياة لمن تنادي فتكون النتيجة "لا حياة لمن ينادي" لذلك على الإنسان ان يتخير دوما عندما يريد ان يوصل رسالة الى متلقي ان لا تتحول الى مجرد جعجعة بينما هي ارق الغزل. طبيعة المتلقي تقرر طبيعة الرسالة.ما فائدة ان تقول الف كلمة ثم تناقش الفكرة الفارغه التي لم توجد في كلماتك و يمكن ن توجد في أي كلام. لأنها مجرد خيال تخيله الرائي. نحن لا نكتب لمن يفرغون كل شيء من محتواه بمجرد انه يعطيهم قيمة بتوجيهه اليهم. في امة ليس فيها منابر و لا حناجر و لا مكبرات صوت حتى جداول الماء تسير بصمت حتى لا تزعج الطيور التي وفت على الأيائك صامتة عابسة حتى الرياح تجري دون ازعاج و عندما يتحطم الزجاج يعلن حربا الضوضاء. حتى الشوارع تنطلق فيها السيارات بكواتم للصوت لا يوجد لافتة واحدة مكتوب عليها "يرجى عدم الازعاج" لأنه لا يوجد ازعاج و لا يوجد من يصرخ او يسمع او يقرأ.. نحن جميعا نعرف ادوارنا ساعة الحاجة للأدوار "كلام فارغ".