حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,7 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 6970

الضرب ينفعهم

الضرب ينفعهم

الضرب ينفعهم

09-02-2010 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

مهلا عزيزي القارئ فقبل التعليق من خلال العنوان ارجوا أن ترفع أناملك الجميلة عن لوحة المفاتيح وان لا تقرأ "ولا تقربوا الصلاة...إلا بإكمالها حتى يتضح معناها دون بتر أو تحريف..فلا تظنوا أن كل اسود فحمة وان كل ابيض شحمة..فالعام مواسم وفصول أربعة يبدأ بشتاءه وينتهي بخريفه..ولكل من هذه الفصول ميزاته وخصائصه ابتداء من طريقة تعامل الناس فيها وانتهاء بالأساليب الجرمية خلالها..فجرائم الصيف ليست حتما كجرائم الشتاء ومناسبات الصيف ليست هي ما يقام في الفصول الأخرى..وفي هذه الأيام موسم خصب كخصوبة الربيع وحرارة الصيف وزمهرير الشتاء وحفيف أوراق الأشجار في خريفه..وذلك للحديث عن التعليم في قديمه وحديثه ابتداء بمدارس البيضة والرغيف وانتهاء بالمدارس النموذجية العصرية والأجنبية منها..فعناصر التعليم هي الطالب والمعلم والمنهاج والبيئة التعليمة من مدارس ووسائل مواصلات وأخرى للاتصالات ونوعية المعلمين ومستوى تأهليهم..والاهم من هذا وذاك الأنظمة والتعليمات التي تحكم بل وتتحكم بهذه العملية التربوية والتعليمة..وهنا تذكرت مقولة شيخ جليل تناقلها إباءنا وأجدادنا حتى وصلت إلينا وهي أن " الضرب ينفعهم والعلم يرفعهم ولولا ضربهم لم يقرأوا الكتب" هذا الشيخ الفاضل علية شآبيب الرحمة والرضوان من تلك المدارس التأسيسية حيث اللا بناء ولا مقاعد دراسية ولا مواصلات ولا اتصالات ولا وقتا فارغا للدراسة..والمنهاج ينحصر في كتاب الله العظيم وتعليم الحساب دون منهاج مقرر..يتعلم الطالب فيها أعوام ثلاثة إلى أربعة يجيد بعدها القراءة والكتابة خطا وتعبيرا وإملاء..ويتعلمون فيها جداول الضرب ليست للعشرة وإنما تجدهم يضربون أرقاما ثلاثية بأخرى ثنائية في الذاكرة الأم في أدمغتهم العظيمة ليعطوا جوابا بسرعة حواسيب هذا العصر وقد تخطأ حواسيبنا ولكنهم حاشى لله أن يخطأوا فيها ولا غرابة في ذلك فالآلة من صنع الإنسان وقد تخطأ..ومن هؤلاء النخبة الطيبون من لا يزال بين ظهرانينا نتعلم منهم ونفتخر بهم ننهل من مدارسهم سلاحا ثقافيا حملناه ونحمله لقادم أيامنا فحفظهم الله وأبقاهم.. الحديث عن هذا الموضوع يطول ويطول ويحتاج إلى أبحاث وأبحاث لنعرف كيف لهؤلاء الجهابذة أن يؤدوا أماناتهم دون قسم أو مراقبة فلا مديريات تربية ولا أقسام إشراف ولا مرشدين تربويين ولا مشرفين إداريين ولا مصاريف يومية للطلبة ولا خلويات ولا مساكن تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء ولا طعام يحميهم من لسعات أمعائهم التي تخور جوعا ولا شراب يسد ظمأهم..وبمناسبة الحديث عن القسم فانا أعجب كل العجب كيف للمهندس أن يقسم قسم المهنة وكيف للطبيب والمحامي أن يقسموا هذا القسم ! والمعلم لا يقسمه وهو الجسر الذي يعبر من خلاله الطبيب والمهندس والمحامي والرئيس والقائد و... فلولا المعلم لظللنا نعيش في متاهات لا نهاية لها لا فرق بيننا وبين البهائم "أجلكم الله" وقد يكون السبب في ذلك أنهم لا نقابة لهم تجمعهم كما جمعت غيرهم ؟ . أما الحديث عن ما نعيش في أيامنا هذه وما شاهدناه من أزمة إدارة وان اصطلح البعض على تسميتها إدارة أزمة أو أزمات فيحتار المرء عن ما يكتب عن الطالب أم المعلم الذي نكن له كل التقدير والاحترام أم عن الأنظمة والتعليمات والكرت الأصفر وذاك الأحمر فاللون الأحمر يحفز الانتباه في حين أن اللون الأزرق لا الأصفر هو من يحفز الإبداع! والصمت في قاعة الصف لدقائق تضاف إليها دقائق ليكون في مجموعها ساعات وساعات مضافا إليها ما يهدر من أوقات لمناقشة سلوك هذا الشقي أو ذاك..ليكون كل ذلك تبريرا شرعيا للمعلم في تأخره في منهاجه ! أم عن توقيف المعلم المجد المخلص خلف القضبان ليس لذنب إلا لأنه حريص على مصلحة الطالب وراغبا بأداء عمله بأمانة وإخلاص متفاخرا بمن يمرون من على جسره.. ليكونوا قادة المستقبل من مهندسين وأطباء ومحامين وأساتذة جامعات وعلماء يفرح لفرحهم ويغضب إذا ما مسهم قلاعهم سوء..يقضي ليله تحضيرا ليتجرعه أبنائنا الطلبة نهارا شرابا سلسبيلا..أم نتحدث عن الجاهات تلو الجهات من المعلمين والمدراء متوجهين للمراكز الأمنية لزيارة زملائهم الذين توقفت حصصهم والتي هي ملك الآخرين!ومن بعدها لمنزل ذاك الطالب الذي قد يكون ادعى زورا وبهتانا على معلمه لتوضع أمامهم القهوة ويلبي ذاك الوالد الطلب بشروط قد تكون قاسية بل وقاسية جدا.. لست مع الضرب المبرح وفقء العيون أو تكسير العظام أو تلك الكلمات النابية التي قد تكون اشد إيلاما من الضرب المبرح نفسه.. فان كان هذا ممنوع في قوانيننا وأنظمتنا فهو محرم قبل هذا وذاك في شريعتنا..ولكن ألا نسال أنفسنا سؤالا مهما وهو لماذا يحصل أبنائنا على هذه المعدلات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولماذا يصل بعض أبنائنا الطلبة إلى الصفوف العليا وهم لا يجيدون جدول الضرب "للخمسة"بل لا يعرفون عشر المعشار ولا مجال للحديث عن الخط والإملاء وحتى القراءة الصحيحة؟!وعلى من تقع مسؤولية ذلك فهل هو المعلم أم ولي الأمر أم الطالب نفسه أم هؤلاء جميعا ! أم سنلقي باللائمة على المنهاج والوقت والامتحانات والنتائج؟! وفي النهاية من هو الضحية أو الضحايا نتيجة ذلك كله ؟ فان كان الطالب هو الضحية فالضحية الأكبر هو الوالد ولن يكون المعلم بحال من الأحوال وان كان متألما لما حصل ويحصل ولا حول له ولا قوة إلا بالله..ولكن أليس من الأفضل بان يكون العقاب لينا من غير ضعف وشدة من غير عنف وان نقول للمعلم لا تكن هشا فتكسر ولا لينا فتعصر..وان لا نساعد الطالب على رفع شعار"غش طنش تنتعش"..وان يتعامل أساتذتنا بمزاجية شخوصهم لا مزاجية نفوسهم..وقد يكون الإصلاح في رأي أهل الفساد فساد وإفساد..فعلى أبنائنا أن يعوا ما يتعلمون فلكل فعل رد فعل ومن يطرق الباب يسمع الجواب..فهذه المدارس مركب صعب مستصعب علينا أن لا نساهم في خرابها ونحن نقرا قوله تعالى:"يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار" فطريق العلم تملؤها الثمار وان كانت تعيقها بعض الأشواك..فلا زلنا نبحث عن حلول ونتائج على ما يبدوا أنها في حكم المجهول..فأوضاع بعض مدارسنا من حيث المكان والمكانة ولا أقول كلها كما هو وضع بعض أبنائنا لا تسر صديقا ولا تغيض عدوا...فهل ماتت هذه المدارس أم نحن الأموات؟! فلا هذا ولا ذاك بوقوف جلالة الملكة رانيا العبد الله إلى جانبها ورعايتها والاهتمام بها... الحديث عن حقوق الطلبة وحقوق المعلمين يذكرني بالحديث عن حقوق الإنسان في الهيئات والمنظمات الدولية ولكن علينا أن نميز بين مدرسة وأخرى ومنطقة وأخرى فعمان العاصمة ليست كالمناطق الأقل عناية وان كانت الأقل حظا منذ عقود والمدارس الأمريكية والعصرية والنموذجية ليست كتلك في القرى النائية..ولا القي باللائمة إلا على الأوضاع المادية فهي أسباب ذلك كله..كيف لا يكون والله تعالى يقول في محكم التنزيل "المال والبنون زينة الحياة الدنيا..... كما ليس للأمهات يوم ثابت يحتفل به فكل أيامهن أعياد..وكذا فليس للمعلم عيد وعيده الحقيقي هو أن يرى أبناءه الخريجون وقد أصبحوا قادة منخرطون في صفوف العمل والبناء..وقد ينسى في غمرات عمله هذا أبناءه الحقيقيون فما هو إلا شمعة تحترق لتضيء من حولها..فرحمة بمعلمينا وأساتذتنا ولنضع أيدينا بأيديهم ولنساعدهم على أداء أماناتهم لنساعد أنفسنا وأبنائنا الذين لا ولن يرحموننا مستقبلا من ألسنتهم عندما تتضح لهم الحقائق ويزول الظلام وينجلي الغمام مرددين ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل فجميل أن يفني الإنسان من اجل وطنه والأجمل منه أن يعيش لأجله.... كل عام وأبنائنا الطلبة وأساتذتنا الكرام وراعية المسيرة التربوية جلالة الملكة رانيا العبدالله بألف خير وسعادة... www.yahyabtosh@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 6970
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-02-2010 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم