حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,28 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 75707

السوريون يستبقون كلمة الأسد بكوميديا سوداء

السوريون يستبقون كلمة الأسد بكوميديا سوداء

السوريون يستبقون كلمة الأسد بكوميديا سوداء

06-01-2013 12:14 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - ربما تكون صدفة حمقاء "بتعبير السوريين" أن يلقي الأسد خطابا جديداً في شهر كانون الثاني/ يناير، أي بعد سنة كاملة من خطابه الأسبق، وتكمن المصادفة أنهم "أي السوريون" ينتظرون الخطاب بفارغ الصبر بهدف الاستفادة من الكهرباء، تماماً كما انتظروه في كانون الثاني/يناير 2011.

عادة ما يتابع أي شعب كلمة رئيس البلاد الموجهة له، وعادة ما يلتزم الكثيرون بيوتهم للانتباه لما قد يقال، فكيف يمكن أن يكون الحال في الحالة السورية، حيث يعيش الناس منذ ما يقرب من العامين حالة حرب وإبادة قل نظيرها تاريخياً باتفاق الكثير من الناشطين والديبلوماسيين والمنظمات الحقوقية.

ولكن عنصر المفاجأة اختفى مع تسريبات جريدة الاخبار اللبنانية أمس عن فحوى الخطاب، حيث أشارت الصحيفة أن النقطة الجوهرية في الخطاب تتلخص بـ: "أنّه إذا لم يتمّ الاعتراض على ترشحه للانتخابات الرئاسية عام ٢٠١٤، مع مرشحين آخرين، فإنّه يوافق على خارطة الحلّ المصطلح على تسميتها "جنيف" ".

كتب أحد السوريين "عبد الرحيم .ب"، "ما يريد أن يثبتهُ الأسد لجماهيره غداً أنه فقط على قيد الحياة لا أكثر ولا أقل".

ربما يعتقد من يتابع تلك الأقوال أنه ما من شيء لدى السوريين إلا السخرية من آلامهم، ولكن الحقيقة تقول إنه لولا امتلاكهم لتلك الروح لمات من تبقى منهم حزناً وكدراً في انتظار حرية طال الوقت قبل أن تصل.

"استطلاعات الرأي بتقلك أغلبية الشعب السوري مبسوط ان بشار سيخطب، لكن هناك خلاف بسيط بين المؤيدين والمعارضين.. المؤيدون بحاجة لجرعة معنويات.. أما المعارضون فبحاجة لساعة كهرباء" هكذا كتب Amer Maamo على صفحته في الانترنت، وأما عن مدى صحة هذا الكلام، فتكراره على لسان كثيرين يؤكد أن أفضل ما في خطاب الأسد أن الأجهزة الكهربائية التي تعبت من حالة اللا عمل ستباشر وظيفتها لساعة على الأقل.

وغير Rafik Atassi رأيه وقرر سماع كلمات الأسد: "من كتر ما العالم عم تحكي عن الخطاب والله شهيتوني احضرو".

بين عامين

في كانون الثاني/يناير 2011 كان النظام لا يزال يسيطر على جزء كبير من سوريا، وبالتالي بدأ خطابه وسط نطاق من الخوف من المعارضين اتجاه تقارير زملاء عمل ومخبرين، واقتصر التعليق على الإنترنت على من هم خارج سوريا.

كانون الثاني/يناير 2012 الجيش الحر يسيطر على مساحة واسعة من سوريا، دمشق وحلب دخلتا خارطة الثورة أخيراً، وتحول الخوف من المعارض للموالي.

وبدت قاعدة "لا يجوز للمواطن المعارض أن يعلن سخريته" قديمة وبالية، لتحل محلها: "ورد اليافي: غدا.. هو الوداع الأخير.. وإن شاء الله عالخازوق...والله محيي الجيش الحر".

والسخرية بدت تأخذ طابعاً علنياً فكتب "s.j": "صرت خاطب شي عشر مرات.. وما عم يمشي الحال.. ما حلك تقتنع انو ما في نصيب..؟؟؟ أخي (البنت) بدا تكمل تعليما... وللآخر".

وقال "m.j": "بشار عجيبة من عجائب هذا الزمن.. ولن تفنى عجائبه إلا بفنائه".

كانون الثاني/يناير 2011 وقف المواطن السوري المؤيد لنظام الأسد مجهزاً يديه للتصفيق وفمه للهتاف، تعلو وجهه ابتسامة توحي بأنه سعيد بمشاهدة رئيسه يضحك ويخطب ود الموالين ويطمئنهم.

كانون الثاني/يناير 2012 نفس المؤيد يشعر بخوف حقيقي مما قد يقوله رئيسه، قال "وائل.ع": "سألنا أحد الموالين عن موقفه من خطاب الغد: و حقّ الله.. قال لي بالحرف الواحد: شو بدّو يحكي يعني بدّو يعرّف الإرهاب و يشرح خيوط المؤامرة ويتضاحك شوي وكنّو بيتذكّر يحكي عن الخطّة الخمسيّة وإنجازات القطاع العام".

كوميديا سوداء

لا يزال المواطن السوري يتعامل بما يسميه هو شخصياً "ذكاء فطري"، فيختار قناة إخبارية يستمع فيها لبعض التحليلات عن خطاب الأسد، ويقلب شفتيه كناية عن أنه لا جدوى من كل تلك الخطابات التي بدا في وقت من الأوقات بأنها لا متناهية.

قال Omar Al Bahra: "أكاد أجزم أن خطاب بشار اليوم سيكون كمن صام دهرا ونطق كفرا".

فيما علق Saado Rafie بحسرة واضحة: "هذا وسيتضمن الخطاب مجازر جديدة، بطرق عصرية تحاكي مسيرة الإصلاح والتطوير، حيث سيصل صدى هذه الكلمة إلى كافة المناطق التي لا تتوفر فيها الكهرباء عن طريق الطائرات والصواريخ العفوية".

ولا يزال السوريون ينتظرون انتهاء حكم الأسد وإطلال الحرية على موتاهم، ولا يزال هو ومؤيدوه ومحبوه يعتقدون أن ثمة من ينتظر خطابه، ولكن ما كتبه الناشط إسلام أبو شكير ربما يكون الأدق في التعبير عن عواطف الناس: "خبر سانا يتحدث عن كلمة للأسد يتناول فيها آخر المستجدات في سوريا والمنطقة، صيغة الخبر تصوّر الموت السوري كما لو أنه حكاية وجد الرئيس أخيراً متسعاً من الوقت ليرفّه عنّا بسرد بعض مستجداتها.. لست غراباً ينعق.. لكنها قراءة في العنوان فقط".

"كولاج" سوري، يبدأ بكوميديا سوداء وينتهي بموت الكثيرين، ويبقون هم متأكدون أنه زائل لا محالة بنفس درجة الثقة بأنه لا يتجرأ أن يقرأ ما كتبوه سخرية منه ومن نظامه، وإلا لاختار الصمت والصمت.. ثم الصمت.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 75707

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم