حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,8 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 14445

نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام

نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام

نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام

29-12-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .لقد ذكر الله تبارك المسيح عيسى بن مريم عليه السلام في كتابه العزيز، وبين أنه عبد من عباد الله ورسول منه إلى البشرية في زمانه، وأنه من أولي العزم من الرسل، مثل عيسى مثل آدم خلقه الله من تراب وقال له كن فيكون، هو عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم، وهو الذي بشر بالنبي محمد، آتاه الله البينات وأيده بروح القدس وكان وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين، كلم الناس في المهد وكهلا وكان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيها فتكون طيرا، ويبرئ الأكمه والأبرص ويخرج الموتى كل بإذن الله، دعا المسيح قومه لعبادة الله الواحد الأحد ولكنهم أبوا واستكبروا وعارضوه، ولم يؤمن به سوى بسطاء قومه، رفعه الله إلى السماء وسيهبط حينما يشاء الله إلى الأرض ليكون شهيدا على الناس. يؤمن المسلمون بعيسى كنبي مرسل ويعتقدون أن مولده معجزة. وعدم الايمان به أو بأحد من الانبياء يعد كفرا مخرجا من ملة الإسلام بل إن النبى محمد اثنى على عيسى ثناء منقطع النظير كما ان النبى محمد أمر من قبل الله بالإقتداء بهدى هؤلاء الانبياء اجمعين في الصبر والجلد. ويصف القرآن عيسى بأنه كلمة الله التي ألقاها إلى مريم بنت عمران. يذكر القرآن أن عيسى بشر ككل البشر وأن الله خلقه كما خلق آدم بدون أب، وأن أمه مريم صديقة اختارها الله لمعجزته بولادة عيسى من غير ذكر. و قد اختاره المولى ليكون نبي قومه وأيده بالمعجزات من إحياء الموتى بإذن الله وغيرها كدلالة على صدقه. أوحي إليه الإنجيل، و أيده الله بمعجزات عديدة: كان أولها أنه ولد لأم من غير أب، و أنه تكلم في المهد، و أنه شفى المرضى بإذن الله ، وأنه خلق من الطين طيرا بإذن الله . لم يصلب ولم يقتل بل رفعه الله إليه. ولهذا يحترمُ المسلمون عيسى ويقولون عيسى عليه السلام، ويعتبرون أنفسهم أقرب الناس إليه وأولى بموالاته. كانت مريم تخدم بيت المقدس و قد كفلها زوج خالتها النبي زكريا و اتخذ لها محرابا و هو المكان الشريف من المسجد لا يدخله أحد عليها سواه، واجتهدت مريم في العبادة، و قد خاطبتها الملائكة بالبشارة باصطفاء الله لها، و بأنه سيهب لها و لدا زكيا و سيكون نبيا كريما طاهرا مؤيدا بالمعجزات، فتعجبت من و جود ولد من غير والد، فلا زوج لها، فأخبرتها الملائكة بأن الله قادر على ما يشاء، اذا قضى أمرا فانما يقول له كن فيكون، فأنابت مريم و سلمت الأمر لله). (({إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ} {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ})) و يشير القران الكريم بشكل واضح، قصة ولادة النبي عيسى في سورة مريم: } (({وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا} * {فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} {قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا} {قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا} {قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} {قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا} {فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا} {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا} {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا} * {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا} {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا})) فبينما خرجت يوما لبعض شؤونها. ابتعدت مريم وحدها واعتزلت من أهلها شرقي بيت المقدس لعبادة الله واتخذت من دونهم حجابا، و لم يكن يدخل عليها أحد غير النبي زكريا ، فبعث الله اليها الروح الأمين جبريل عليه السلام، فتمثل لها بصورة بشر جميل حسن المنظر، فلما رأته خشيت منه أن يكون ليريدها بسوء فقالت له: اني أحتمي و ألتجيئ إلى الله منك ان كنت تقيا، فقال لها جبريل مزيلا لما حصل عندها من الخوف: ما أنا الا ملك مرسل من عند الله اليك ليهب لك غلاما طاهرا من الذنوب، قالت كيف يكون لي غلام، و على أي صفة يوجد هذا الغلام مني و لست بذات زوج حتى يأتيني ولد و لست بباغية، فأجابها الملك أن كذلك الأمر حكم ربك بمجيئ الغلام منك و ان لم يكن لك زوج، فان ذلك على الله سهل يسير، فان الله على كل شيء قدير، و ليكون مجيئه دلالة للناس على قدرتنا العجيبة و رحمة لهم ببعثته نبيا يهتدون بارشاده. فنفخ جبريل في جيب درعها فدخلت النفخة في جوفها فحملت مريم بعيسى، واعتزلت مريم إلى مكان بعيدا عن أهلها قرب بيت لحم خشية أن يعيروها بالولادة من غير زوج، فألجئها ألم الطلق و شدة الولادة إلى ساق نخلة يابسة لتعتمد عليه عند الولادة، فقالت:يا ليتني كنت قد مت قبل هذا اليوم و كنت نسيا منسيا لا يعرف و لا يذكر، لأن مريم أحست أنها سوف تبتلى و تمتحن بهذا المولود من قبل قومها، فناداها الملك من تحت النخلة أن لا تحزني لهذا الأمر، قد جعل الله لك جدولا يجري أمامك، و حركي جذع النخلة فيتساقط عليك الرطب الطري الشهي و كلي منه و اشربي من هذا الماء العذب، و طيبي نفسا بهذا المولود و لا تحزني، فان رأيت أحدا من الناس و سألك عن شأن المولود فقولي أنك نذرت السكوت و الصمت لله تعالى و لن تكلمي أحدا من الناس، و هكذا ولد النبي عيسى عليه السلام. و بعد ولادته اتجهت السيدة مريم إلى قومها و معها مولودها، فلما رأوها وابنها أعظموا أمرها و استنكروه و قالوا لها: لقد جئت شيئا عظيما منكرا، فيا شبيهة هارون في الصلاح و العبادة - هارون رجل من بني إسرائيل و كان من العباد المجتهدين لله و المراد ليس النبي هارون أخو موسى - ما كان أبوك رجلا فاجرا و ما كانت أمك زانية فكيف صدر منك هذا و أنت من بيت طاهر معروف بالصلاح و العبادة، فلم تجبهم و أشارت إلى ابنها عيسى ليكلموه و يسألوه، فقالوا متعجبين: كيف نكلم طفلا رضيعا لا يزال في السرير، فيجيب عيسى وهو في المهد: (({قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا} {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا})) و هذا أول كلام تفوه به عيسى ابن مريم و هو لا يزال في المهد، اعترف لربه تعالى بالعبودية، ثم برأ أمه مما نسبه اليها الجاهلون، الذين اتهموها أنها حملت بالزنى, فبرأها الله من ذلك و أخبر عنها أنها صديقة و اتخذ ولدها نبيا مرسلا إلى بني إسرائيل , و قضى الله أن يؤتيه الانجيل, و جعل في عيسى البركة و الخير و النفع حيثما كان وأينما حل, و أوصى الله عيسى بالمحافظة على الصلاة و الزكاة مدة حياته, و لم يجعله متعظما متكبرا على أحد شقيا في حياته, و سلام الله عليه يوم ولادته و يوم وفاته و يوم يعود حيا. و عيسى أحد أولي العزم الخمسة الكبار, و بعد هذه الحادثة العظيمة لم يتكلم عيسى إلى أن بلغ سن الكلام. نشأ عيسى عليه السلام في بيت لحم, و ظهر عليه العلم وهو صغير, وبدأ بنو إسرائيل يشكون منه, و أخذوا يتحدثون عنه أنه هو الذي سوف يهلك المنحرفين منهم, و أنه هو الذي سيظهر فسادهم, فبدؤوا يتحرشون به, لكن أمه كانت تحرص عليه حرصا شديدا, وكانت تخرج به خارج المدينة في كثير من الأحيان و لم تكن تبقيه وحده في المدينة, بعدها لجأت به إلى تل قرب بيت المقدس فيه عين ماء, و الكثير من العلماء يشيرون أنه و أمه انتقلوا من بيت لحم إلى بيت المقدس, و بدأ عليه السلام يكبر وعليه علامات الصلاح و العلم و الحكمة.[7]. نشأ عيسى عليه السلام و قد ظهرت عليه علامات العلم و الحكمة، و لم يؤتى النبوة الا حين بلغ عمره ثلاثين عاما عندما أنزل الله عليه الانجيل، فأظهر الرسالة و بدأ يدعوا قومه لعبادة الله وحده واتقائه و طاعته, مبينا لهم صراط الله المستقيم, مصدقا لما بين يديه من التوراة و عندها أظهر الله عليه علامات النبوة مؤيدا اياه بالمعجزات، فكان يصنع من الطين كهيئة طير فينفخ فيه فيصبح طيرا باذن الله، و كان يمسح يده على الأعمى فيشفيه باذن الله، و أشفى الأبرص، و احياءه للموتى باذن الله، و كان ينبئ قومه ما يأكلون و يدخرون في بيوتهم، مع ذلك لم يصدقونه، فلما أحس عيسى منهم الكفر قال لهم: من أنصاري إلى الله ، فأجابه الحواريون: نحن أنصار الله، امنا بالله و اشهد بأنا مسلمون، و كان عددهم اثنا عشرا. و هكذا امن الحواريون بعيسى كنبي مرسل من الله[. و ذكر القران القصة في سورة ال عمران في قول الله: (({وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} {وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ} {إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ} * {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ})). خبر نزول المائدة حدث بعد أن امن الحواريون بعيسى, و يشير القران الكريم خبر نزول المائدة في سورة المائدة (({إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} {قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ} {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} {قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ})).سألوه أن يدعو الله لينزل لهم مائدة من السماء, فأجابهم عيسى أن اتقوا الله في أمثال هذه الأسئلة ان كنتم مصدقين بكمال قدرته تعالى, فقال الحواريون: نريد بسؤالنا المائدة أن نأكل منها تبركا و تسكن نفوسنا بزيادة اليقين, و نعلم علما يقينا لا يدور حوله الشك بصدقك في دعوى النبوة, و نشهد بها عند من يحضرها من الناس, فأجابهم عيسى إلى سؤال المائدة لالزامهم بالحجة الدامغة و روي أنه لما أراد الدعاء لله, لبس جبة شعر و رداء شعر و قام عيسى يصلي و يدعوا ربه متضرعا له, ليكون يوم فرح و سرور لهم و لمن يأتي بعدهم, و ليكون دلالة و حجة شاهدة على صدق عيسى رسول الله, و قال عيسى داعيا ربه: "ارزقنا يا الله فانك خير من يعطي و يرزق لأنك الغني الحميد", فأجاب الله دعاءه فقال اني سأنزل لكم هذه المائدة من السماء, فمن كفر بعد تلك الاية الباهرة فسوف يعذبه الله عذابا لا بعذبه لأحد من البشر. ثم نزلت المائدة من الجنة فأكلوا منها, و بذلك بقي الحواريون على ايمانهم. يؤمن المسلمون بأن الله رفع المسيح إليه في السماء وأنه لم يقتل ولم يصلب، وأنه سيعود إلى الأرض في آخر الزمان ليقاتل المسيح الدجال. ويعتقد المسلمون أن اليهود صلبوا شبيها للمسيح وقد ورد ذلك صريحا في القرآن في قول الله: (({وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} {بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا})) عندما بدأت معجزات النبي عيسى تظهر و تحدث الناس بها, خاف اليهود على سلطانهم الدنيوي و الديني و خافوا من أن يندثر دينهم, فتامر أحبار اليهود و ذهبوا إلى الحاكم الروماني في الشام, وأخذوا يحذرونه من عيسى عليه السلام, و يقولون له أن عيسى يريد أن يصبح ملكا على اليهود, و أنه سيأخذ الملك من الحاكم الروماني, فخاف الحاكم على ملكه, فأمر بالبحث على عيسى ليقتلوه و يصلبوه, فبدأت مؤامرة اليهود على عيسى عليه السلام بقتله, و ذلك بعد ثلاثة أعوام على رسالته. فلما أتوا و لم يبقى الا القبض عليه و المسيح قد اهتم لهذا الأمر و خشي أن ينالوه بالأذى, أنقذه الله من أيديهم و طهره منهم و ألقى شبهه على شخص اخر علم فيما بعد أنه تلميذه الخائن و عرفته الأناجيل بانه يهوذا الاسخريوطي كما هو مشهور و صار بحيث أن كل من راه لا يشك في أنه عيسى, فاخذ و صلب و قتل و نجا المسيح من شرهم و قد أعلم الله تعالى المسيح بما سيتم و شاع في الناس أن يسوع الناصري قتل بعد أن صلب. "و ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم" . و قد أورد الحافظ ابن كثير و ابن جرير و غيرهما من المفسرين, أن المسيح لما قرب وقت القبض عليه, ندب أصحابه ثلاث مرات طالبا أن يتقدم واحدا منهم ليفديه بنفسه ليقدم لليهود عوضا عنه و يكون جزاؤه الجنة فلم ينتدب له كل لمرة الا واحدا بعينه, فلما جاء أعداؤه ألقى الله على صاحبه الذي انتدب له شبه المسيح و صار بحيث لا يشك أحد من أصحابه في أنه عيسى , فألقي القبض عليه و صلب و قتل و المعروف سواه هو أن الذي ألقي عليه شبهه انما هو يهوذا الاسخريوطي الذي واطأ الكهنة على الدلالة عليه بأجر. و القصة مذكورة في تفسير ابن كثير. فخرجوا وتفرقوا، وكانت اليهود تطلبه فأخذوا شمعون أحد الحواريين فقالوا: هذا من صحابه. فجحد وقال: ما أنا بصاحبه. فتركوه. ثم أخذه آخرون فجحد ذلك، ثم سمع صوت ديك فبكى وأحزنه.فلما أصبح أتى أحد الحواريين إلى اليهود فقال: ما تجعلون لي إن دللتكم على المسيح؟ فجعلوا له ثلاثين درهما فأخذها ودلهم عليه وكان شبه عليهم قبل ذلك فاخذوه واستوثقوا منه وربطوه بالحبل وجعلوا يقودونه ويقولون: أنت كنت تحيي الموتى وتنتهر الشيطان وتبرئ المجنون، أفلا تنجي نفسك من هذا الحبل؟ ويبصقون عليه ويلقون عليه الشوك حتى أتوا به الخشبة التي أرادوا أن يصلبوه عليها فرفعه الله إليه وصلبوا ما شبه لهم فمكث سبعا. يقول ابن إسحاق: "وكان فيهم رجل آخر يسمى سرجس كتمته النصارى وهو الذي ألقي شبه المسيح عليه فصلب عنه. قال: وبعض النصارى يزعم أن الذي صلب عن المسيح وألقي عليه شبهه هو يودس بن كريايوطا( يهوذا الاسخريوطي ). والله أعلم"رغم الاختلاف بين الإسلام و المسيحية حول شخصية المسيح فالاتفاق بين الطرفين هو في ولادة المسيح من ام طاهرة هي مريم العذراء التي حملت وانجبت ابنها بولادة من غير زرع بشر تكريما له وتكريما لها واعتبار امه طاهرة صديقة عفيفة كرمها الإسلام في القرآن حيث سميت سورة كاملة باسمها وفيها حياتها بوصف تميز به القرآن في هذه المرأة بل انها عدت من نساء طاهرات سيدة من نساء الجنة والاختلاف بين المسلمين والمسيحيين حول شخصية المسيح هو أن المسيحيين يقولون انه الله وابن الله وانه لاهوت وناسوت وغيرها و الإسلام يقول انه عبد مرسل من انبياء الله. لايؤمن اليهود بعيسى أو يسوع ويرفضون فكرة تألهه و بأنه جزء من ثالوث إلهي ، واليهودية أيضا لاتعترف بكون عيسى هو المسيا أو المسيح المنتظر ، لأنه وحسب اعتقادهم لم يتمم النبوات التي تحدثت عن المسيح وعن العصر المسيحاني الذي سيجلبه معه. ويخبرنا المولى عز وجل بحوار لم يقع بعد، هو حواره مع عيسى عليه السلام يوم القيامة فيقول: ((وَإِذ قَالَ اللهُ يا عِيسَى ابنَ مَريَمَ أَءنتَ قُلتَ لِلناسِ اتخِذُونِي وَأُميَ إِلَـهَينِ مِن دُونِ اللهِ قَالَ سُبحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَن أَقُولَ مَا لَيسَ لِي بِحَق إِن كُنتُ قُلتُهُ فَقَد عَلِمتَهُ تَعلَمُ مَا فِى نَفسِي وَلاَ أَعلَمُ مَا فِى نَفسِكَ إِنكَ أَنتَ عَلامُ الغُيُوبِ . مَا قُلتُ لَهُم إِلا مَا أَمَرتَنِي بِهِ أَنِ اعبُدُوا اللهَ رَبي وَرَبكُم وَكُنتُ عَلَيهِم شَهِيداً ما دُمتُ فِيهِم فَلَما تَوَفيتَنِي كُنتَ أَنتَ الرقِيبَ عَلَيهِم وَأَنتَ عَلَى كُل شَىء شَهِيدٌ.إِن تُعَذبهُم فَإِنهُم عِبَادُكَ وَإِن تَغفِر لَهُم فَإِنكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ )) . هذا هو عيسى بن مريم عليه السلام، آخر الرسل قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين








طباعة
  • المشاهدات: 14445
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
29-12-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم