بقلم :
بعد صدور الإرادة الملكية السامية بحل مجلس النواب ذهب نوابنا الأعزاء إلى بيوتهم لأخذ قسطا من الراحة نتيجة تعبهم طيلة دخولهم المجلس،كل نائب ذهب إلى المجلس لجمع أوراقه وملفاته وأقلامه وليغادر المجلس مودعا إياه ومواعدا بالرجوع إليه في حلقة أخرى من مسلسل "رجل نيابي". غادروا المجلس بسيارات تحمل لوحات بيضاء بعد أن كانت حمراء، ذهبوا إلى دوائرهم الانتخابية بعد أن نسوها،رحلوا من العاصمة بعد أن أقاموا فيها وتركوا دوائرهم الانتخابية،وسيرجعون وضعية الهاتف الخلوي إلى الوضع النشط"عام"، سوف يفكروا باختراع شعارات جديدة، وسيعيدوا تواصلهم مع أفراد المجتمع وذلك لضمان انتخابهم في الدورات المقبلة،سيذهبوا إلى كل بيت عزاء في اللواء،وسيذهبوا إلى كل فرح بعزيمة وبغير عزيمة. هذه وللأسف صفات معظم نوابنا ومرشحينا المتأملين بالدخول إلى قبة البرلمان وخوض الانتخابات تحت شعارات وهمية ومصطنعة،ولو طبقت ربع الشعارات لتغيرت أوضاع البلد على الصعيد الداخلي والخارجي،..نطالب بديمقراطية ونحن ما زلنا نعيش في وقت طغيان العشائرية على اختيار الأقرب إلينا بغض الطرف وصرف النظر عن شخصيته ومؤهلاته وبرامجه الانتخابية ،ونذهب إلى صناديق الاقتراع وننتخب القريب والحبيب والصديق وننسى الأكفأ ونجهل أصحاب البرامج الانتخابية الهادفة للرقي والنهوض بالوطن. نعم..،
مازلنا نطالب بديمقراطية ونصر على عدم تطبيقها ،ونطالب بممارستها ونحن نختار المرشح عن غير رضى نتيجة ضغوط عشائرية وعائلية،فكم هي نسبة رضى الرأي العام عن أداء مجلس النواب ؟فنسب قليلة هي الراضية وتلك النسبة قد حصلت على مصالح شخصية من النائب كالتعيينات والتنقلات وصرف شيكات للطلاب الجامعيين وحصولهم على فيزا حج وبعثات دراسية وغيرها من الامتيازات. لقد أظهرت نتائج استطلاعية بأنّ علاقة تواصل النواب مع مواطني دوائرهم الانتخابية كانت بالمجمل سلبية وأنّ أداء النائب ما هو إلا تحقيق مكاسب شخصية وذاتية،فان كان الرأي العام غير راض عن أداء مجلس النواب ونحن لن نرضى والصحافة لن ترضى ،فلماذا نعيد اختيار المرشحين من النواب السابقين؟ نطالب بالتغيير والحداثة باعتبارها سنة الحياة ونحن منذ بلوغنا سن الرشد(حق الانتخاب) إلى مماتنا ننتخب مرشح معين وإذا توفي نختار ابنه الأكبر ؟أليس نحن بحاجة إلى مراجعة كل مايجري على الساحة الانتخابية ؟ الامتيازات التي يحصل عليها النائب تذهب إلى طائفة وتعب الانتخابات والمشاحنات تتحمله طائفة أخرى،فلماذا نتعب في الانتخابات على شخص سوف يذهب هو وريحه إلى العاصمة وسيتركنا تحت الشعارات الكاذبة. *كلية الاعلام-جامعة اليرموك rezegrak@yahoo.com