حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,19 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 75433

من شهداء الثورة العربية الكبرى

من شهداء الثورة العربية الكبرى

من شهداء الثورة العربية الكبرى

12-06-2012 01:19 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

        لقد كان لرجالات العشائر الأردنية الدور الكبير في العمليات العسكرية في الثورة العربية الكبرى من خلال وقوفهم إلى جانب الأمير عبدالله بن الحسين ، وقاتلوا قتال الأحرار من أجل حرية هذه الأمة واستقلالها وخاضوا معارك عدة في جنوب الأردن بذلوا خلالها الغالي والنفيس من أجل حرية العرب وكرامتهم / وسقط العديد منهم شهداء بعد أن أدوا الرسالة بشرف وكبرياء وبطولة ، وما الشهيدين البطلين جلال أبو جفين وجلال الهوا ملة إلا اثنين من فرسان الثورة العربية الكبرى الذين سطروا بدمائهم الزكية تاريخ هذه الثورة وهما من أحدى عشائر الأردن التي قدم أبناءها كغيرها من العشائر شهداء في سبيل الوحدة والحرية والحياة الفضلى ، وهما ينحدران من عشيرة " المناعين " أحدى عشائر الجنوب .

            وقد شهد لهذان البطلان سمو الأمير زيد بن الحسين ببسالتهما وشجاعتهما والتي أدلى بها الأمير زيد من خلال برقية بعث بها إلى الأمير عبدالله بن الحسين يطلعه من خلالها على أحوال الجيوش العربية والأوضاع السائدة في المنطقة وخاصة في جنوب الأردن وما جاء في البرقية التي أرسلت إلى سمو الأمير عبدالله من طرف الأمير زيد يوم 18 أيلول 1918 والتي قال فيها مطمئناً الأمير عبدالله " خسائرنا قليلة : شهداؤنا عشرة اثنين من شيوخ المناعين وهما جلال أبو جفين وجلال الهواملة رحمهما الله وقد استشهدا بعد أن أبرزا شجاعة لا تتصورها العقول كما أنهما كانا الخدم للعتبة السنية ، وجرح خمسة عشر شخصاً من قبائل مختلفة ، وكان الأمير زيد قد أرسل برقية مماثلة إلى الأمير علي وأخرى للملك حسين بن علي في 17 أيلول 1918 وجاء فيها . " الوضعية لم تتبدل ولم يحدث فيها جديد سوى اشتداد المناوشات بين المشاة منذ أربعة أيام في جبهة معان وتقدم العدو في جبهة الرشا دية ، رحى الحرب دائرة هناك في الرشا دية نسأل الله النصر للجيوش الهاشمية ، استشهد الشيخان البطلان جلال الهوا ملة وجلال أبو جفين في هذه الأثناء بعد أن أبرزا شجاعة تسجل في التاريخ ".

            لإلقاء المزيد على هذين الشهيدين التقيت سابقا" مع أحفاد الشهيدين وهما الشيخ خالد سند أبو هويمل والشيخ توفيق عبد سليمان أبو جفين من محافظة الطفيلة للتحدث عن قصة استشهاد  هذان الفارسان من شهداء الثورة العربية الكبرى .

            تحدث الشيخ خالد أبو هويمل قائلاً بادئ ذي بدء اعتز وافتخر أنني حفيد لأحد رجالات الثورة العربية الكبرى وفارساً من فرسانها المغاوير ، وأما شهيدنا البطل جلال حرب الهواملة لقد تربى منذ صغره في أكناف والده وتعلم ألفروسية والشهامة والكرم والشجاعة حتى أنه كان فارساً في شبابه وكانت تربطه علاقة صداقة مع الشهيد جلال أبو جفين وأنهما بايعا الأمير عبدالله بن الحسين رحمه الله على الشهادة في سبيل الدفاع عن العرب وكرامتهم ، وأضاف قائلاً أن الشيخ جلال الهواملة التحق بصفوف المحاربين من رجالات الثورة العربية الكبرى التي كان يقودها الأمير زيد بن الحسين رحمه الله وكان يقوم بتنفيذ عدة غارات على مواقع للأتراك وأنه أسر العديد منهم من خلال هذه الغارات التي كان يشنها ويقال أنه أسر ما يقارب من خمسة عشر تركياً وكان على رأسهم ضابطاً تركياً برتبة عالية وأنه طلب منه الاستجارة فأجاره الشيخ جلال الهوا ملة بعد أن أعلم بذلك الأمير زيد الذي قبل استجارته وتم ترحيله إلى خارج البلاد .

            وكما جاء في مذكرات الأمير زيد بأنه استشهد في 6 أيلول من عام 1918 بعد أن اشتبك لأكثر من مرة مع قوات الأتراك . حيث سقط جلال الهوا ملة شهيداً ملبياً نداء الواجب بعد أن نكّل بالأتراك وأوقع بهم الخسائر الفادحة.

            أما الشهيد جلال أبو جفين فقد اخبرنا حفيده الشيخ توفيق عيد سليمان جلال أبو جفين عن قصة حياته وقصة استشهاده قائلاً :

ولد جلال أبو جفين في الصحراء الأردنية وتعلم منها الكثير تعلم الصبر والشجاعة والفروسية والكرم وتربى على يد والده الشيخ حمد أبو جفين وفي حادثة طريفة يقال انه عندما قدما الشهيدين للأمير عبدالله لمبايعته سأل الأمير عبدالله عنهما فقالوا له هؤلاء هما  الجلالان فرد أحدهما قائلاً : هما جلالاّن لأنهما يجلّون الخيل ويقدرونها دلالة على براعتهم بالفروسية فجلال أبو جفين لا يقل فروسية عن رفيقه الهوا ملة في مقارعة الأتراك وإيقاع الخسائر في صفوفهم من خلال الكمائن التي كانت تنفذ من قبلهم وفي أحدى هذه الغارات تم محاصرة أبو جفين وتم قتله من قبل الأتراك ليستشهد في 15 أيلول من عام 1918 بعد حياة حافلة بالفداء والتضحية .

 

            إن هذين الشهيدين ما هما إلا نموذج من شهداؤنا الأبرار كغيرهم من الأحرار العرب الذين ذادوا عن الكرامة العربية في سبيل الحرية والاستقلال ، وسار على دربهم كل الشهداء من هذا الجيش الذي تشكلت نواته من جيش الثورة العربية الكبرى فمنهم من ضحى بروحه الطاهرة دفاعاً عن الوطن في مختلف المعارك التي خاضوها منذ أن كانت الثورة العربية الكبرى وحتى وقتنا الحاضر ومنهم من بقي حاملاً الراية يدافع عن مبادئها ورسالتها لتستمر مرفوعة خفاقة بيد نشامى القوات المسلحة الأردنية الباسلة الجيش العربي الذي تشكلت نواته من جيش الثورة العربية الكبرى. 








طباعة
  • المشاهدات: 75433
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-06-2012 01:19 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم