بقلم :

. إذا كان من غير المقبول طلب القاضي الأمريكي وليم كالاهان من السيدة الأمريكية المسلمة نزع حجابها في قاعة المحكمة للتحقق من شخصيتها وهو شخص لا يدين بالإسلام وقد يجهل الخلفية العقائدية للحجاب على إعتبار أن الحجاب زي يعكس عادات وتقاليد المسلمين فقط وإذا أجج تصرف جوزيف بالانس الأمريكي المسكون بالحقد على المسلمين الذي حاول دهس محجبتين في نيويورك كل مشاعر الإحساس بالظلم عند المسلمين فلم إذا تعاني شريحة من شرائح المجتمع الأردني من التمييز في مجتمع يفخر بضمان الحريات الشخصية وديمقراطية سقفها السماء. هذه الشريحة هي شريحة المحجبات ...فما أن تنهي الفتاة المحجبة دراستها الجامعية حتى تبدأ رحلة الألف ميل للبحث عن فرصة عمل تلبي رغباتها وطموحاتها وتناسب مهاراتها وملكاتها ...إلا أن الخطوة الأولى للبحث تنتهي بصدمة تفقدها الصواب وهي أن العديد من أرباب العمل في القطاع الخاص يحجمون حتى عن النظر في طلبها لمجرد أنها محجبة متجاهلين بذلك قدرات هذه الفتاة ومهاراتها بل ومتناسين أيضا أن الحجاب هو ضريبة كونها مسلمة بل وعربية أيضا وهي لا تستطيع أن تنسلخ من جلدها لمجرد كونها راغبة في فرصة عمل مناسبة . النقطة الجوهرية في هذا السياق هي أن إرتداء الحجاب حرية شخصية يكفلها القانون كجزء من عقيدة ودين. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا تصادر حرية فتاة قررت أن تستر شئ من جسدها ولا تعامل بالمثل فتاة قررت أن تكشف شئ من جسدها؟وهل يضر الحجاب حقا بسير العمل؟....بل ويبالغ بعض أرباب العمل في التمييز غير المبرر عندما يطلبون في إعلاناتهم لمهن السكرتاريا والإستقبال والعلاقات العامة وغيرها من الوظائف "موظفة ذات مظهر لائق" أي غير محجبة على حد تعبير أحدهم فهل يعد الحجاب مظهرغيرلائق؟حتى وإن كان نظيفا ومرتبا وغالبا ذا ألوان زاهية!!!!!! ولا بد من الإشارة هنا إلى أن هذا التمييز غير المبرر جزء لا يتجزأ من التحامل العالمي وحتى العربي على الحجاب فالأخبار تتوارد حول إستعداد السلطات المغربية لسن قانون يمنع إرتداء الحجاب على متن الخطوط الجوية المغربية وفي فرنسا وريثة الثورة الفرنسية التي طالبت بالحرية والمساواة والإخاء تعاني الفتاة المحجبة من الإضطهاد الحكومي المعلن الذي صادر حق الفتاة المحجبة في التعليم والعمل والحياة الطبيعية وهذا طبعا ما لا يحمد عقباه. غير أن كلنا ثقة بأن الحكومة الأمريكية الجديدة التي أشارت غير مرة أنها ستكفل الحرية الدينية لرعاياها ويدخل ضمن ذلك إختيار الزي الذي يتناسب مع العقيدة والعادات والتقاليد وتحديدا حرية المرأة المسلمة بارتداء الحجاب لن تتجاهل مثل هذا التجاوز..... بل إن القضاء الأمريكي سينصف رنين البغدادي كما ولن يهمل تصرف ذلك المهووس جوزيف بالانس ....ولكن السؤال الذي يجب أن يثار هو من سينصف الفتاة المحجبة الأردنية التي ترغب في العمل والبناء بكل ما تملك من عزيمة واقتدار؟ وأمام أي محكمة ستنظر قضيتها؟واستنادا الى أي مادة سيحاكم أرباب العمل؟ وهل هناك محاكم ذوات اختصاص أم سترد القضية لأسباب لاعد لها ولاحصرومنها عدم الإختصاص؟ أوباما عندما أقحم المسلمين في سياسة التغييرالتي أراد كان قد أدرك أن لا بناء ولا تغيير دون إشراك جميع الشرائح والأطياف دون إستثناء وضمن سقف عال من الحرية والديمقراطية وهذا يعيد إلى الإذهان مرحلة تأسيس المجتمع الأمريكي التي عملت على صهرجميع عناصر المجتمع الأمريكي غير المتجانسة عرقيا ضمن بوتقة الحدود السياسية للدولة الناشئة التي لم تهمل طاقات أي من مواطنيها بغض النظر عن أي إعتبارباستثناء المواطنة فأحرزت ما أحرزت وحققت النبوءات وأصبح المواطن الأمريكي الذي يحمل خليطا من الدماء والأعراق الرجل الأول على صعيد السياسة الدولية. أما على الصعيد المحلي، فلا بد في مجتمع يتساوى فيه المواطنون في الحقوق والواجبات ويدين السواد الأعظم من مواطنيه بالإسلام من إشراك الجميع والعمل على توظيف كافة الطاقات والقدرات على أساس المساواة ودون تمييز والتركيز على المهارات والقدرات معيارا للتقييم. بقلم أميمة موسى

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا