حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,17 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 30107

جهاد جبارة يكتب: كي لا نتحول إلى لاجئين

جهاد جبارة يكتب: كي لا نتحول إلى لاجئين

جهاد جبارة يكتب: كي لا نتحول إلى لاجئين

18-04-2012 02:14 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - قبل أيام قليلة عبَرتُ أحد فنادق العاصمة لألتقي صديقاً لم أرَه منذ زمن بعيد...جلسنا في تلك الردهة الملاصقة لصالة الطعام,والتي كانت مُكتظة بنُزلاء الفندق من الأخوة-العرب الثوار-.... ظننت للوهلة الأولى أن المكان يتعرض لغزوٍ,واحتلال من صنف جديد!,غير مُسلّح بطبيعة الحال لكنه كان يدعو للرعب جراء أفواه التهمت كل شيئ باستثناء الموائد,والمقاعد!...واحتست كل السوائل باستثناء دمي ومطر نيسان!....وقيل لي أنهم ينامون,ويستحمون,ويأكلون,ويشربون ولا يدفعون!. فالثورة المجيدة هي من سيدفع!.

 

 وفي أحد مشافي-عمّان-اضطررت لمكوث ليلة في غرفة العناية الحثيثة,لكني لم أتمكن من أن أغمض جفنيّ طوال تلك الليلة جراء صُراخ متواصل لطفلة عربية أجريَت لها عملية ترميم لقلبها العصفور الصغير,كانت وحيدة,وبصراخها غير المفهوم لنا نحن الكبار إنما كانت تُنادي أمها التي تركتها لتلتحق بمشفى آخر لتُجري عملية تجميلية لشد البطن,والوجه-على ذمة الطبيب المناوب-!!!,والذي أعلمني بأن-الثورة-هي التي ستقوم بتغطية النفقات التي لم تصل حتى اللحظة ربما!.

 

وعلى حدودنا الشمالية مع-عرين الأسد- ننتظر المزيد,وما يزيد عن كل التوقعات من لاجئين,مظلومين,دُمِرت أحلامهم تماماً!...وقبلهم مِن,ومِن,ومِن.......... الصيف آتٍ لا محالة,والماء الذي نحن بأمس الحاجة إليه سنقوم بتصديره على شكل بطيخ,وشمام إلى دول النفط,فتنتفخ جيوب حيتان-مقاثي- البطيخ في-الديسة- ويتلذذ النفطيون بحلاوة البطيخ,ونذوي نحن عطشاً!.

 

في علم السياحة,هناك العديد من المسميات منها السياحة الدينية,والتاريخية الأثارية,والعلاجية,والترفيهية,وسياحة المغامرات وغيرها العديد,فلماذا لا نضيف لها نحن-سياحة اللاجئين-؟!,بعد أن تعرّض هذا البلد لموجات من شتى بقاع الأرض فأضحى-جنّة اللاجئين المُصطافين والمُشتّين-؟!.

 

 قولوا عني ما شئتم,لا يهم,ولكن قبل توجيه نعوتكم لي تذكروا أن ماءنا ينضب ولم يعد يكفينا!,وقمحنا نشحدهُ!,وغازنا المحروق نتسوله وندفع ثمن تسولنا له!,وطرقنا ضاقت بعربات صار عددها أكثر منا!,وأزماتنا المرورية خنقتنا حد الموت,ولا تنسوا الكهرباء يا سادة,ووسائل النقل!,حتى وسائل الإتصال لم تعد تُلبي حاجتنا لها!....و,و,و.

 

ماذا أقول بعد؟! صدقوني إن بقي حالنا هكذا فسيكون صيفنا مُرعباً,وسنتحول إلى لاجئين لا نجد من يُسعف عطشنا بقدح ماء,ولا يُحسِن إلينا بظِل شجرة!!!. 

jihadjbara@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 30107
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
18-04-2012 02:14 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم