06-02-2012 04:40 AM
سرايا - سرايا - جاء الدكتور معروف البخيت على رأس حكومة أردنية جديدة، في توقيت صعب للغاية، إذ لم يكد أن مر أسبوعين على تفجيرات الفنادق الأردنية الدامية، حتى عين البخيت في هذا الموقع/ بعد أسابيع قليلة من تعيينه بشكل متتابع مديرا لمكتب الملك، ولاحقا رئيسا لوكالة الأمن الوطني خلفا للمشير سعد خير، لكن بعد أسبوع من تعيينه فقد لاحظ البخيت بحسه الأمني والوطني، أن هناك شخصية جدلية جدا تسرح وتمرح في القصر الملكي بلا أي صفة، هي الوزير السابق باسم عوض الله الذي ضغط بقوة للإتيان بضابط عاد للتو الى المخابرات مديرا لهذا الجهاز، وهي مسائل اعتبرها البخيت بأنها ليست سوى إرتجالات، إذ أكد لجلالة الملك عبد الله الثاني أنه لا يتصور أن يجلس محمد الذهبي على الكرسي الأول في المخابرات خلفا لكل ضباطه، لكن التعيين صدر بشكل غامض للغاية.
بعد نحو أربعة أشهر من تعيين البخيت والذهبي، جاء تعيين عوض الله مديرا لمكتب الملك عبد الله ليشكل ضربة إنتقامية من الأداء الوطني للبخيت، إذ قرر عوض الله والذهبي أن يقصيا البخيت عن رئاسة الحكومة بأي طريقة متاحة، بعد أن لاحظوا أن ميل الملك لأداء البخيت، وتفكيره الإستراتيجي قبل الإقدام على أي قرار، إلا أن عوض الله - الذهبي كانا يحفران تحت حكومة البخيت، بل وأعدا تقريرا أمنيا وإقتصاديا زعما فيه أن البخيت ببطئه الشديد ينفر كيانات إقتصادية خليجية من الإستثمار في المملكة، بل ونجح عوض الله في إقناع شخصيات خليجية بشكاية حكومة البخيت للملك، قبل أن يتفرغا لزرع ألغام داخلية أمام حكومته، كان في مقدمتها موضوع تلوث مياه الشرب في أكثر من قرية أردنية.
نجح محمد الذهبي كمدير للمخابرات، في تهييج وسائل إعلام، وكتاب أعمدة ضد حكومة معروف البخيت، للتأثير على الأخير للإنسحاب طوعا من المشهد السياسي، إلا أن البخيت كان يؤكد في مجالس خاصة أن مصيره السياسي بيد الملك، لا بيد عصابات السياسة والأمن والبزنس، في إشارة للثنائي عوض الله- الذهبي، إذ فوجئ هذا الثنائي بقدرة معروف البخيت على إمتصاص الصدمات، وتحمل الضربات والأسافين، إذ طلب الملك إجتماعا للثلاثة، وطلب إعادة ترسيم للإختصاصات والمهام والصلاحيات، فتخلى البخيت طوعا عن بعض الملفات للقصر الملكي، وملفات أخرى للمخابرات، متفرغا للمشهد المحلي، وللإنتخابات البرلمانية التي فشل عوض الله والذهبي في حيازة ملفها.
لم يكن بدا أمام إصرار البخيت على إدارة حكومته لملف الإنتخابات، سوى إبرام تفاهم خلفي بين الثنائي ووزير الداخلية في حكومة البخيت عيد الفايز لتضبيط ملف الإنتخابات على مقاسات باسم عوض الله ومحمد الذهبي، وهو الأمر الذي جرى من وراء ظهر معروف البخيت، ودون علمه، إذ جاء البرلمان الجديد وفقا لتفاهمات عوض الله الذهبي، كما أن فوز بعض الأسماء شكل مفارقة خطيرة جدا، إذ أن البرلمان أعتبر منذ ساعاته الأولى بأنه برلمان مزور، وفاقد للشرعية، إلا أن الذهبي وعوض الله أقنعوا القصر من خلال تقارير وهمية أن البرلمان الجديد لن يقبل بقاء معروف البخيت رئيسا للحكومة، وأنه تجنبا لصدامات مبكرة ينصح بإقصاء البخيت طبقا للعرف السياسي برحيل رئيس الحكومه التي تشرف على الإنتخابات.
غادر البخيت موقعه، ليترك خلفه صراعات باسم عوض الله ومحمد الذهبي مشتعلة فاتحة الباب أمام حرائق سياسية متعددة في الداخل الأردني، بدأت مع التعيين المريب لنادر الذهبي رئيسا للحكومة الجديدة.
نشر بالاتفاق
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-02-2012 04:40 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |