حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,6 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 25765

هل سيسهم الأردنيون في مشروع حدود الدم؟!

هل سيسهم الأردنيون في مشروع حدود الدم؟!

هل سيسهم الأردنيون في مشروع حدود الدم؟!

25-12-2011 06:53 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 يبدو أن تقسيم سايكس بيكو البريطانى الفرنسي للمنطقة العربية لم يكن كافيا،وحديث الأصدقاء الأمريكان عن شرق أوسط جديد أو شرط أوسط كبير ليس وليد فكر إدارتهم الحالية بل أن الأمر يعود لسبعينيات القرن العشرين والدليل كتاب "بين جيلين" لمستشار الرئيس كارتر المدعو" بريجنسكي " والذي دعا فيه لإعادة تشكيل خريطة العالم العربي وصناعة شرق أوسط هو نتاج جماعات دينية وعرقية تتحول فيما بعد إلى "كانتونات" طائفية في إطار "كونفدرالي".

وبهذا فقط على حد تفكيرهم وتخطيطهم يمكن للدولة اللقيطة إسرائيل كدولة "كانتون" أن تعيش في منأى عن مخاطر القومية العربية. ويرى " بريجنسكي " أن سبيل تحقيق ذلك هو إذابة فكرة التوجه القومي داخل البلاد العربية وذلك من خلال تصعيد الصراعات الطائفية واتخاذ الدين عدوا للقومية على أساس من الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وقد دأبت الإدارات الأمريكية على هذا النهج والدليل قول "وارن كريستوفر" وزير خارجية "بيل كلينتون": "إن من أهم أهداف الولايات المتحدة من تسوية الصراع العربي ـ الإسرائيلي خلق شرق أوسط جديد من مجموعة من الأمم المختلفة.... تسوية الصراع في المنطقة وإقامة نظام إقليمي فوق قومي ، سيحد من تنامي التيارات السياسية المتطرفة".

وهو الأمر الذي يؤكده تقرير مخابراتي نشرته مجلة "فورين ريبورت" الأمريكية منذ سنوات خلت أعترف بوجود فريق أمريكي من كبار ساستها في المنطقة العربية يدرس أحوال البلاد العربية بهدف تفكيكها وإعادة تركيبها. وهذا النهج دأبت عليه الإدارات الأمريكية الاثنتان والأربعين بما فيها الإدارة الحالية فقد أكـــد "أوباما" دعمه لـ"إسرائيل" خلال اجتماع لجمع أموال في نيويورك في تشرين الثاني 2011 وقال في مؤتمر الاتحاد من أجل إصلاح اليهودية في كانون الاول من العام ذاته: "يشرفني أن أقول إن إدارتنا فعلت ما لم تفعله أي إدارة أمريكية أخرى لدعم أمن إسرائيل. لا تسمحوا لأحد بأن يقول غير ذلك.

هذا واقع". وقد نشرت مجلة "القوة العسكرية الأمريكية" في شهر تموز 2006 وبوضوح ملامح هذه الخريطة الدموية المقترحة وضّمنت ما نشرته خريطة للدويلات الجديدة وهي الترجمة الحقيقية لما كتبته "مؤسسة الدراسات الإستراتيجية والدولية المتقدمة" في إحدى دراساتها قائلة : يجب على الغرب أن يدرك بأن العراق وسوريا ولبنان وباقي الدول العربية مخلوقات اصطناعية ، وأن القومية العربية هي الخطر الحقيقي عليه، الحل يكمُن في إقامة دويلات جديدة طائفية وعشائرية. وللإنصاف ورغم عدائي لـ "بيترز" فإن هذه الخريطة تعبّر عن دراسة إستراتيجية بامتياز أعدها الكاتب " رالف بيترز" والذي تحوز كتاباته ومقالاته على اهتمام واسع في الشارعين الأمريكي والعالمي. وهو الذي عمل ضابطا في الجيش الأمريكي وتدّرج في الرتب والمناصب حتى وصل لمنصب نائب رئيس هيئة الأركان للاستخبارات العسكرية الأمريكية في وزارة الدفاع. ولا يستثني "رالف بيترز" من الرقعة الأرضية الممتدة من باكستان إلى لبنان من التقسيم إلا الكويت وعمان. ويرى "بيترز" إنشاء دولة لبنان الكبرى (إحياء فينيقيا) وتقسيم العراق إلى دويلات ثلاثة مقطّعة الأوصال قد تقرر لاحقا الاتحاد مع سوريا بعد أن تفقد الأخيرة سواحلها لصالح لبنان.و تحتفظ الأردن بأراضيها مع توسعها على حساب السعودية من الجنوب لتصبح وطن الشتات أما الجنوب الشرقي من السعودية فسيضم لليمن بهدف تقويض سلطة آل سعود في مكة والمدينة ، فالسعودية ستولد منها دولتان دوله دينية على غرار الفاتيكان والأخرى سياسية تقتطع منها أجزاء أخرى تمنح لليمن والأردن.

وتتحول إيران إلى دولة أثنية كبرى بعد خسرانها جزء من أراضيها لصالح أذربيجان الموحدة وكردستان الحرة والدولة الشيعية العربية الكبرى. أما الإمارات العربية فسيكون مصير دويلاتها مختلطا فبعضها سيدخل في الدولة الشيعية العربية الكبرى وبعضها سيكون مستقرا للهو والملذات وطالبيها. وخلاصة القول فإن الدول المستهدفة بالتقسيم والاستقطاع هي إيران، تركيا، العراق، السعودية، وباكستان وسوريا والإمارات، وهناك دول ستوسع لأغراض سياسية بحتة، هي اليمن، الأردن، وأفغانستان والتي ستتوسع على حساب باكستان.

ويعتمد هذا المخطط القميء على جملة من الحجج الجدلية وأهمها: عدم عدالة الحدود الحالية وقد رسمت بعشوائية من قبل فرنس وبريطانيا وأن هذه الحدود من شأنها إثارة الفتن والحروب وإعادة رسمها ضرورة ملحة لإعادة الحقوق المسلوبة للأقليات القومية والمذهبية والأثنية، وأن هذه الحدود غير ثابتة ولا بد من تغييرها بشكل يغير في خريطة الشرق الأوسط وبما يحقق التعايش والاتحاد داخل هذا الشرق كمجموعة واحدة وبما يحول دون تحمل ضريبة النزاعات التي تنجم عن المحافظة على الحدود الحالية. كما أن حدود الشرق الأوسط على حد وصف هذا المخطط تسبب اختلال أمنية ووظيفية داخل جسد الدولة الواحدة وبين الدولة وجاراتها بسبب الممارسات وأشكال الاضطهاد ضد الأقليات الدينية والقومية والأثنية.

ويرى القائمون على هذا المخطط من قبل"رالف بيترز" ومن بعده أنه ـ المخطط ـ يحقق أهدافه الإنسانية العادلة والديمقراطية، وينهي معاناة الأقليات كالشيعة العرب والأكراد والبلوش......كما أن من شأنه محاربة الإرهاب من خلال القوة الأمريكية المتواجدة في المنطقة وحلفاؤها، كما أن من شأنه تحقيق أهداف السلام الكامل من خلال تعديل حدود العالم العربي الجيوسياسية. وينهي "رالف بيترز" دراسته بالقول:" وأخيرا، إذا لم يتم تعديل الحدود في الشرق الأوسط الكبير لتعكس روابط الدم والروابط الدينية الطبيعية، فإن بحار الدماء في المنطقة ستستمـر، بما فيها دماؤنا نحن". وأمام هذا المخطط وهذه الخريطة المقترحة نتساءل: ماذا يبقى من المكون الديموغرافي والجفرافي لبلاد العرب؟ ونتساءل أيضا هل نحن أمام تكهنات وتوقعات أم نحن أمام مؤامرة حقيقية باتت ملامحها واضحة للعيان ودخلت منذ أعوام حيز التنفيذ الفعلي ليبقى العرب ولتبقى بلادهم ومقدراتهم ونفطهم تحت سيطرة الإدارة الأمريكية ووصيفتها اللقيطة الصهيونية؟ وهل ما يجري في البلاد العربية هو نتاج ثورة الشارع العربي على أنظمته ـ التي يراها غير عادلة ـ أم أن الأيدي الخفية قد طالت الفكر العربي ـ والذي ما زال غير متحرر من الهيمنة الفكرية ـ وباتت تتلاعب في العقلية العربية على هواها؟ ألا يعد تصريح رئيس وزراء قطر الأخير والذي قال فيه:" النظام السعودي ساقط لا محالة على يدي قطر" ؟ دلالة واضحة على أن هذا المخطط قد قطع شوطا كبيرا في التنفيذ؟.

وفي الشأن الأردني نقول: إن لله في خلقه شؤون، وأن من حكم الله في هذا الخلق أن جعلنا مبصرين، وأمد أحدنا بعقل وعينين.عقل لنتدبر به ونفكر وعينان لنبصر بها ونرقب. فإن لم تكن عين على عدو في الخارج وعين على فاسد في الداخل سنقع في دائرة التدبير الخبيث.

وهذه صرخة ضمير عشق الأردن لكل الأردنيين: استحلفكم بالله أن التفوا حول قيادتكم وتدبروا أمركم ولا تتركوا الخلاف يستحكم ويستحوذ على صفكم. ولندرك جميعا أننا لسنا في خلاف حول الغاية فغاية الجميع الإصلاح وحساب الفاسد منا، ولكن يبقى أن نتفق على الوسيلة حتى لا ينقسم الصف وتلد منه صفوف طابعها النديّة تلتفت عما يريد الأعداء ببلدنا من سوء. وأذكّر بأن عامل الدين كان وسيبقى حتى قيام الساعة الرداء الذي يرتدى لتحقيق مآرب الدنيا عند أصحاب الأرواح الخبيثة. حفظ الله الأردن حرا منيعا وحفظ قائده عربيا سبطا هاشميأ وحفظ شعبه وفيا أبيا.








طباعة
  • المشاهدات: 25765
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
25-12-2011 06:53 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم