سرايا - طلال الدحيم بني خالد

من محبرة البعد التي تقذف حروفها من ميسم الوجع وخزاً والماً تتناسل المفردات كمخاضِ قاصرٍ في أرضِ غربةٍ امتزج المها صرخة الشجن والنوى ووجع الطلق والجوى ؛ لتتكور المشاعر حبيسة البوح وهي تقاد إلى مقصلة الرثاء اسراب وجع شدت على خاصرة الوقت وهي تنعق ...
ياااااا وحشة الوقت ...
يا لهف نفسي على روحك الطاهره
العم الحاج راكان مجلي الدحيم كهبة فانوسٍ في ليلة دجىً نضب زيته ليهب هبته الاخيره بكل طاقته ضوءاً وهاجاً ثم انطفئ اذاناً بالانتباه والوداع معاً ، فقد كلمتني لية البارحه تشكو دلفاً اخترق جدار دارة الديوان ولم تك تعلم ان جدار العمر قد افل يا عماه ، كنت تتعجل الصباح لتحضر العازل وتجري صيانةً طارئةً لدار الديوان ثم حدثتني عن تونس وساقية الزيت وقرطاج وما لك من ذكريات بها.
سيبكيك الديوان وسيذرف الجدار حزناًعلى رحيلك
سنفتقد رجلاً صباراً عطافاً وقافاً
سيفتقدك ابا هاشم في دجى الليل البهيم حين تذهبون خلسةً لعمل تبتغون فيه وجه الله .
سيفتقدك ابا المنذر عبد الكريم عسكر ومشاكساتكم الظريفه
سيفتقدك كل من يعرفك عن كثب وينتظر مداخلاتك التي لا تخلو من مفردات المداعبة وتلطيف الأجواء
سيفتقدك كل من ضاق صدره ولا يجد صدراً واسعا يحتويه

يا لهف نفسي عليك وانت تهاتفني وتنادي بأعلى صوتك لان مشاعرك تتعالى مع كلماتك

يا لهف نفسي عليك وانا في مقهى عروس البحر الباب الجبلي المدينه العتيقه وحيداً الا من الذكريات التي تحبو كطفلٍ في اروقة الذهن ونياط القلب .

سلام على روحك الطاهره من قرطاج وساقية الزيت .

فطوبى لك واخر عمل لك نذرته لله تعالى وللمصلحة العامه
رحمك الله عماه وغفر لك والهمنا من بعدك الصبر والسلوان
وانا لله وانا اليه راجعون