27-11-2025 12:13 AM
سرايا - يتواصل التراشق العلني بين قائد جيش الاحتلال إيال زامير وبين وزير الجيش يسرائيل كاتس، فيما تقول صحيفة عبرية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدرس إمكانية إقالة كاتس من منصبه، على غرار إقالة يوآف غالانت قبل عام، وسط تساؤلات واسعة حول دوره ومسؤوليته عن هذا الشجار الحسّاس الذي ينعكس سلبًا على المؤسسة العسكرية، تماسكها وصورتها في أعين جنودها والإسرائيليين وخصومهم.
وتوضح صحيفة «يسرائيل هيوم» أن نتنياهو، وعلى خلفية العلاقات المتأزمة بين كاتس وزامير، يتدارس إجراء تغييرات كبيرة في تركيبة حكومته، بحيث ينقل جدعون ساعر من وزارة الخارجية إلى وزارة الجيش بدلًا من يسرائيل كاتس، على أن يُنقل الأخير إلى وزارة أقل أهمية هي وزارة الطاقة التي يشغلها إيلي كوهن المرشح للعودة إلى إشغال وزارة الخارجية.
وتشير الصحيفة إلى أن نتنياهو يفكّر بذلك على خلفية توترات في علاقاته مع كاتس، تفاقمت في الأيام الأخيرة في ظل اندلاع الأزمة العلنية بين كاتس وزامير.
وتقول «يسرائيل هيوم» إن ما يدور هو خطوة قد تغيّر تركيبة الحكومة وتؤثر على التوجهات السياسية والأمنية لإسرائيل.
ورغم أن بيانًا مقتضبًا صدر عن مكتب نتنياهو قال إن الأخير ينوي المبادرة اليوم لوضع حد للخلاف بين كاتس وزامير، إلا أن التوتر مستمر، كما يتجلى في تسريبات مقربين من طرفي الخلاف. وفي آخر تسريب، قال مقربون من كاتس إن زامير تجاوز خطًا أحمر، وإن أقواله على حافة الكيدية والتمرد على وزير الجيش.
خلاف كاتس وزامير يضرّ بصورة الجيش
في اليومين الأخيرين، وجّهت جهات سياسية وإعلامية إسرائيلية انتقادات لنتنياهو بصفته «العاقل المسؤول»، لعدم مبادرته إلى تسوية الخلاف بين كاتس وزامير من خلال جمعهما في اجتماع مغلق بدلًا من الاكتفاء بالاجتماع مع كل منهما على انفراد. وهاجم وزير الجيش الأسبق وعضو الكنيست أفيغدور ليبرمان كاتس قائلًا إنه يبيع الجيش من أجل انتخابات داخلية في «الليكود»، كما هاجم نتنياهو لإهماله الأمن القومي وعدم جمع طرفي الخلاف وإنهائه.
وتفاوتت الروايات حول الطرف الذي رفض اللقاء في ديوان نتنياهو، غير أن الإذاعة العبرية رجّحت صباح الأربعاء أن يكون نتنياهو قادرًا ولكنه غير راغب في إجراء «صلحة» بينهما، ويطمع أن يواصل «أطفال الروضة» الشجار العلني لأنه يضعفهما جماهيريًا، ولأنه غير راض عن «الاستقلالية الزائدة» لدى كل منهما.
وكان نتنياهو قد احتج في الأيام الأخيرة على كثرة تصريحات وتغريدات كاتس التي فاخر فيها بالخطوات العسكرية في جبهات مختلفة، وعدّ ذلك تجاوزا لحقه بصفته رئيسًا للحكومة وقائدًا أعلى للجيش، فأطلق تغريدات وتصريحات ساخرة حول «الثرثرة المفرطة» و»المفاخرة المنتفخة» في تلميح مباشر إلى كاتس.
أما علاقات نتنياهو مع زامير فهي الأخرى متوترة منذ تعيين الأخير قبل شهور في قيادة هيئة الأركان، ويظهر ذلك في ما كتبه نجل رئيس الوزراء، يائير نتنياهو من ميامي، حيث هاجم زامير واصفًا إياه أنه «هرتسي هليفي الثاني، قائد جيش ضعيف، وقائد يؤيد «أوسلو».
وحسب ميل نتنياهو التاريخي إلى إضعاف كل من حوله وتشجيع الخصومات، يظهر كاريكاتير صحيفة «هآرتس» اليوم كاتس وزامير حول طاولة تتوسطها أسلاك شائكة وجدار فصل، ونتنياهو يقف بينهما ويتحدث عبر الهاتف وكأنه يسأل شخصًا: بأي منهما أبدأ عملية إذلالهما؟
وتتنوع منابع الخلاف بين زامير وكاتس، وقد تفجّرت في الأيام الأخيرة حول صلاحيات لجان التحقيق الداخلية التي يجريها الجيش بشأن السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وحول صلاحية إقالة ضباط كبار. وغضب كاتس لعدم استشارته من قبل زامير قبل إقالة عدد من القادة العسكريين مطلع الأسبوع، ولذلك يمنع اليوم تعيين بدلاء لهم.
كما يرغب كاتس في إقالة قائد الاستخبارات العسكرية الحالي شلومي بندر بسبب مسؤوليته عن فشل السابع من أكتوبر، بينما يريد زامير تأجيل ذلك إلى حين ترتيب البيت الداخلي للاستخبارات العسكرية بعد هزة «طوفان الأقصى».
ولا شك في وجود بُعد شخصي يتغذى من «الأنا المنتفخة» ومن نزعات شعبوية، خاصة أن كاتس يسعى إلى تسجيل نقاط قبل انتخابات «الليكود» الداخلية بعد ثلاثة أشهر، في محاولة للظهور بمظهر الوزير القوي، فيما يرى زامير أن ذلك يُدخل السياسة إلى داخل الجيش.
وفي العمق، تعكس هذه الخصومة صراعًا حقيقيًا بين المستوى السياسي والعسكري حول تحديد المسؤولية عن فشل السابع من تشرين الأول / أكتوبر، وهو امتداد لخلافات سابقة منذ ما يعرف بـ»الانقلاب القضائي» بداية 2023، حول هوية إسرائيل ونظامها السياسي وصلاحيات السلطات الثلاث فيها. ويقول المستوى السياسي إن صلاحياته تُنتزع على يد ما يسميه «الدولة العميقة»، بينما ترى السلطات الأخرى والمعارضة في ذلك محاولة انقلاب على النظام السياسي.
وتؤكد صحيفة «هآرتس» في افتتاحيتها أن ما يجري يهدف إلى تحميل المستوى العسكري مسؤولية كل ما حصل منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر وضرب ثقة الإسرائيليين بالجيش.
ويعكس كاريكاتير صحيفة «يديعوت أحرونوت» الأربعاء عمق الخلاف، حيث يظهر كاتس مقابل حائط علقت عليه قائمة «بنك الأهداف» تظهر فيها صورة رضا طبطبائي وعليها علامة «إكس» في إشارة إلى اغتياله، وجانبها صورة قائد الجيش إيال زامير.-(وكالات)
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-11-2025 12:13 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||