حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,3 نوفمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3910

وجبات الطيران: من الأكل التقليدي إلى قوائم الطهاة العالميين

وجبات الطيران: من الأكل التقليدي إلى قوائم الطهاة العالميين

وجبات الطيران: من الأكل التقليدي إلى قوائم الطهاة العالميين

02-11-2025 05:54 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - تُعد وجبات الطيران واحدة من أبرز عناصر تجربة السفر الجوي، وغالبًا ما تكون أول ما يتحدث عنه الركاب بعد الرحلة. فمنذ أن بدأت شركات الطيران بتقديم الوجبات في منتصف القرن العشرين، تغيّر مفهوم الطعام في الجو من مجرد وجبة سريعة تستهلك على ارتفاع 30 ألف قدم إلى تجربة تذوق متكاملة تهتم بالتفاصيل والجودة والتنوع. ومع تطور صناعة الطيران واشتداد المنافسة بين الشركات، أصبحت الوجبات الجوية وسيلة للتعبير عن هوية الناقل الجوي ورفاهيته واهتمامه بضيوفه.

من الوجبات المعلّبة إلى المذاق الفاخر في السماء في بدايات الطيران التجاري، كانت الوجبات المقدّمة على متن الطائرات بسيطة للغاية، تتكون من ساندويتشات أو وجبات خفيفة مغلفة مسبقًا. لكن مع زيادة مدة الرحلات وتحسين أنظمة التبريد والتخزين، بدأت شركات الطيران في تقديم وجبات ساخنة. الخطوط البريطانية والفرنسية كانتا من أوائل الشركات التي قدّمت أطباقًا مطهوة على الأرض وتسخَّن في الجو. أما في السبعينيات والثمانينيات، فقد أصبح الطعام جزءًا من تجربة الرفاهية، حيث وُضعت قوائم مستوحاة من المطابخ العالمية، تُقدم على أطباق حقيقية مع أدوات مائدة معدنية. ومع دخول القرن الحادي والعشرين، انتقل التركيز من الكمية إلى الجودة، فصار الطهاة المشهورون يضعون توقيعهم على قوائم الطعام الجوية.


شراكات الطيران مع الطهاة العالميين اليوم، لم يعد الطعام الجوي مجرد عنصر خدمة بل أصبح أداة تسويق وتجربة راقية بحد ذاته. شركات مثل الخطوط السنغافورية والإماراتية والقطرية تعاونت مع طهاة حاصلين على نجوم ميشلان لتصميم قوائم فريدة تعكس ثقافة الشركة ومذاقها المميز. هذه القوائم تراعي طبيعة التذوق المتأثرة بضغط الجو وارتفاع الطائرة، إذ يتراجع الإحساس بالنكهات بنسبة تصل إلى 30%. لذلك، تُستخدم توابل قوية ومكونات طازجة وأعشاب عطرية للحفاظ على النكهة الغنية. بعض الشركات تقدم خيارات نباتية، وأخرى تتيح تخصيص الوجبة قبل الرحلة عبر تطبيقات الهاتف، وهو ما يعكس دمج التكنولوجيا مع فن الضيافة الجوية.

توجهات مستقبلية في مطابخ السماء تسعى شركات الطيران الآن لتقديم وجبات مستدامة وصديقة للبيئة من حيث التغليف والمكونات. تُستخدم منتجات محلية المصدر لتقليل البصمة الكربونية، وتُستبدل الأواني البلاستيكية بأخرى قابلة للتحلل. كما يُتوقع أن تُعتمد أنظمة ذكية لتحليل تفضيلات الركاب واقتراح وجبات مخصصة لهم مستقبلاً. كذلك بدأت بعض الشركات، مثل فنلندا للطيران وجال اليابانية، بتجربة تقديم وجبات فاخرة يمكن طلبها عبر الإنترنت وتُقدَّم كما لو كانت من مطعم راقٍ، ما يجعل تجربة السفر أقرب إلى تجربة تناول العشاء في مطعم خمس نجوم عائم فوق السحاب.

في النهاية، باتت وجبات الطيران أكثر من مجرد ضرورة أثناء الرحلة، فهي مرآة تعكس فلسفة الشركة واهتمامها برفاهية المسافر. ما بدأ كساندويتش بسيط في علبة معدنية أصبح اليوم لوحة فنية تُمزج فيها النكهات العالمية مع المعايير التقنية الحديثة. وربما في المستقبل القريب، لن تقتصر التجربة على الطعام فحسب، بل ستصبح رحلة الطائرة بأكملها مطعمًا متنقلاً في السماء.








طباعة
  • المشاهدات: 3910
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
02-11-2025 05:54 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم