21-10-2025 12:25 PM
سرايا - أقرّ مدرب برشلونة، الألماني هانز فليك، بأنه يتعين عليه "تغيير تصرفاته" إثر تلقيه بطاقة حمراء ضد جيرونا، السبت، في الدوري الإسباني، بسبب اعتراضاته المتكررة على قرارات الحكم ثم قيامه بحركة نابية بيده بعد تسجيل مدافعه رونالد أراوخو هدف الفوز في الثواني الأخيرة.
وقال فليك عشية مواجهة أولمبياكوس اليوناني في الجولة الثالثة من دوري أبطال اوروبا: "أنا لست عصبيا، لكن في بعض الأحيان مشاعري ليست كما كانت في السابق".
وتابع "في الوقت أظهر الكثير من المشاعر لأن هذا النادي غيرني كثيرا، عندما كنت مدرباً لبايرن ميونخ، هناك صور لي بعد الفوز 8-2 على برشلونة دون أن أبتسم رغم النتيجة، الآن الأمر مختلف".
وواصل "أنا أعشق برشلونة صراحة وأعطيه كل ما لدي، عندما أشاهد نفسي على الشاشة لا يعجبني ما أقوم به ولا أريد أن يرى أحفادي جدهم يفعل هذه التصرفات، وبالتالي يتعين علي تغييرها".
وشرح فليك الصعوبات الدفاعية التي يعاني منها فريقه، بقوله "عندما نحلل المباراة ضد جيرونا، نلاحظ أمرا أتحدث عنه دائما وهو التمركز داخل الملعب".
وأضاف "إيجاد المسافة المتقدمة الجيدة بين اللاعبين والمنافسين أمر في غاية الاهمية، لأننا لو تواجدنا بعيدا جدا عن بعضنا البعض، يتعين علينا القيام بمجهود أكبر وهذا يعطي المنافس وقتا أكبر للتقدم".
واوضح "هذا ما يؤذينا حاليا في خط الدفاع، وبالتالي يتعين علينا ايجاد التمركز الصحيح ثم الخروج للضغط على المنافس".
وأكد فليك الذي يعاني فريقه من غيابات كثيرة أبرزها لهدافه البولندي روبرت ليفاندوفسكي وداني أولمو وجافي والحارس خوان جارسيا، أن الجناح البرازيلي رافينيا والمهاجم فيران توريس لن يشاركا ضد أولمبياكوس، لأنهما لم يتعافيا كليا من الإصابة، آملا الاعتماد عليهما في مباراة الكلاسيكو ضد الغريم التقليدي ريال مدريد، الأحد، على ملعب سانتياجو برنابيو.
وتحدث المدرب عن خصمه اليوناني قائلاً: "أولمبياكوس يمتلك هجوماً جيداً، والإحصائيات تشير إلى أنه من أفضل الفرق في الجانب الهجومي. شاهدنا مباراتهم أمام آرسنال حيث صنعوا العديد من الفرص. علينا أن نكون يقظين لأن لديهم لاعبين مميزين وأسلوباً واضحاً في اللعب، لذلك يجب أن نحذر منهم".
وسُئل فليك عن اقتراح آرسين فينجر بشأن تعديل قانون التسلل، فأجاب: "بصراحة، لا فكرة لدي. أحترم فينجر كثيراً، لكن لم أتحدث معه مؤخراً. لا أعرف ما الذي يقصده بهذه التعديلات. عندما يشرحونها لي سأكون قادراً على التعليق، لكن حالياً لا أود التحدث عن شيء ما زال بعيداً وربما لن يُطبق قريباً".
وبشأن اللاعب الشاب مارك بيرنال، أوضح فليك: "كما قلت سابقاً، يجب أن نعتني باللاعبين. لسنا واثقين تماماً من جاهزيته الكاملة للمشاركة في مثل هذه المباريات. أمام إشبيلية لم يكن الوقت مناسباً. نبحث عن مباريات تمنحه دقائق أكثر، لكنه بحاجة للتطور في التدريبات لأنه لم يصل بعد إلى مستوى اللعب في المباريات الكبيرة".
وعن تقييمه لمركز اللاعب باردجي، قال: "نعم، فكرنا في إمكانية إشراكه كجناح أيسر أو صانع لعب. قد يكون أساسياً أو بديلاً. ما زلنا ندرس من ينهي المباريات، ونسعى لتحقيق التوازن في التشكيل".
وتطرق فليك إلى ماركوس راشفورد قائلاً: "ماركوس يمكنه اللعب كمهاجم صريح أو كجناح أيسر. عندما فكرنا في ضمه، كانت ميزة تعدد المراكز أحد أهم العوامل. لقد منحنا أشياء إيجابية كثيرة، وبالتأكيد يمكنه اللعب كمهاجم صريح".
وعن احتمالية غيابه عن مواجهة ريال مدريد في البرنابيو، قال فليك: "لا أعرف بعد، سنتحدث يوم السبت أو بعد المباراة. لم يكن هناك أي شيء ضد الحكم، لكنه رأى الأمور بطريقة مختلفة، وعليّ تقبل ذلك".
وفي سؤال عن شعوره تجاه التحكيم في المباريات بين برشلونة وريال مدريد قال مبتسماً: "بصراحة لا أعرف ماذا أقول (يضحك). أنا هنا منذ 16 شهراً فقط، وأنتم تتابعون هذه الأمور منذ وقت أطول، لذلك أفضل ألا أعلق".
واختتم فليك حديثه بالتعبير عن أسفه لغياب رافينيا قائلاً: "قلتها سابقاً، أفتقده كثيراً، فعندما يكون في مستواه، يكون رائعاً بالنسبة لنا"
مسيرة مميزة
وُلد هانز فليك عام 1965 في مدينة هايدلبرج، يعد أحد أبرز الأسماء التدريبية التي تركت بصمة قوية في كرة القدم الأوروبية خلال العقد الأخير. بدأ فليك مسيرته كلاعب وسط في نادي بايرن ميونخ في الثمانينيات، لكنه لم يحقق شهرة كبيرة داخل المستطيل الأخضر، لينتقل سريعاً إلى عالم التدريب بعد اعتزاله المبكر.
بدأ مشواره التدريبي مع نادي هوفنهايم في منتصف التسعينيات، وقاده لتحقيق نتائج جيدة في الدرجات الدنيا، ما لفت الأنظار إلى قدراته التكتيكية. غير أن محطته الأهم جاءت حين عمل مساعداً لمدرب منتخب ألمانيا يواكيم لوف بين عامي 2006 و2014، وهي الفترة التي شهدت تتويج المنتخب بلقب كأس العالم 2014 في البرازيل. خلال تلك السنوات، كان فليك العقل المنظم خلف التكتيك الألماني الحديث المبني على الضغط العالي وسرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم.
بعد فترة ناجحة مع الاتحاد الألماني، عاد فليك إلى الأندية ليتولى تدريب بايرن ميونخ في موسم 2019-2020، خلفاً لنيكو كوفاتش، وهناك صنع التاريخ. ففي موسمه الأول، قاد بايرن لتحقيق السداسية التاريخية، إذ فاز بدوري أبطال أوروبا، والدوري والكأس، بالإضافة إلى السوبر المحلي والأوروبي، وكأس العالم للأندية. تحت قيادته، قدّم الفريق أداءً هجومياً ساحراً جعل منه أحد أفضل فرق أوروبا على الإطلاق.
في عام 2021 تولى فليك تدريب منتخب ألمانيا، لكنه واجه صعوبات كبيرة في إعادة بناء الفريق بعد تراجع نتائجه، وانتهت مهمته بالإقالة بعد كأس العالم 2022. وفي صيف 2024، بدأ مرحلة جديدة مع برشلونة الإسباني، ليصبح أول مدرب ألماني يقود الفريق الكتالوني، آملاً في إعادة النادي إلى منصات التتويج واستعادة هويته الكروية المميزة. بهذه المسيرة، يظل فليك مثالاً للمدرب الذي جمع بين الانضباط الألماني والفكر الحديث في عالم التدريب.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-10-2025 12:25 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |