حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,19 أكتوبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4404

غيانا الفرنسية .. قطعة من أوروبا في قلب الأمازون

غيانا الفرنسية .. قطعة من أوروبا في قلب الأمازون

غيانا الفرنسية ..  قطعة من أوروبا في قلب الأمازون

19-10-2025 06:19 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - إقليم غيانا الفرنسية هو واحد من أكثر المناطق غرابة وتميّزاً على الخريطة السياسية للعالم. فعلى الرغم من أنه يقع في الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية، محاطاً بالبرازيل وسورينام، إلا أنه يُعتبر جزءاً كاملاً من دولة فرنسا وضمن الاتحاد الأوروبي. هذا يعني أن العملة الرسمية فيه هي اليورو، واللغة الفرنسية هي لغة الدولة، وجواز السفر الفرنسي يمنحك حق الدخول! هذه المفارقة الجغرافية والسياسية تجعل من غيانا الفرنسية وجهة ساحرة تجمع بين الأدغال الاستوائية والبنية الأوروبية الحديثة في مزيج نادر يصعب العثور عليه في أي مكان آخر.

طبيعة لا تشبه أوروبا.. وغابات لا تنتهي على الرغم من انتمائها الإداري إلى فرنسا، إلا أن غيانا الفرنسية تبدو أشبه بفصل من رواية عن الأمازون أكثر من كونها مدينة أوروبية. أكثر من 90٪ من مساحتها مغطى بالغابات المطيرة الكثيفة، مما يجعلها ملاذاً مثالياً لعشاق الحياة البرية والاستكشاف. هنا يمكنك مشاهدة القرود والكسلان والطيور الملونة والفهود والأناكوندا في بيئتها الطبيعية، سواء عبر رحلات القوارب في الأنهار المتعرجة أو عبر مسارات المشي في أعماق الغابات. كما أن نهر ماروني الشهير يشكّل محطة استكشافية مميزة، حيث يمكن زيارة القرى الصغيرة للسكان الأصليين الذين ما يزالون يحافظون على نمط حياة تقليدي بعيد كل البعد عن صخب المدن الحديثة.


فضاء ومناجم وماضٍ مثير للجدل ما يميز غيانا الفرنسية أكثر هو أنها ليست مجرد غابات وأدغال، بل أيضاً موطن لأحد أهم مراكز إطلاق الصواريخ في العالم: مركز كورو الفضائي الأوروبي. من هنا تُطلق وكالة الفضاء الأوروبية أقمارها الصناعية إلى المدار، ما يمنح الزوار فرصة مشاهدة عمليات الإطلاق مباشرة في مشهدٍ لا يُنسى. وعلى الجانب الآخر من التاريخ، لعب الإقليم دوراً معتماً كمستعمرة عقابية فرنسية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، حيث كان يتم إرسال السجناء السياسيين والمجرمين إلى جزر السلام الثلاث، وأشهرها "جزيرة الشيطان". اليوم تحوّل هذا المكان إلى موقع سياحي يتيح للزوار فهم جانب مظلم من تاريخ فرنسا الاستعماري.

ثقافة هجينة ومطبخ بطابع عالمي العيش في غيانا الفرنسية يعني التنقل يومياً بين فرنسا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية في آنٍ واحد. فسكانها مزيج من أصول أوروبية وأفريقية وكاريبية وهندية وصينية وأمريكية أصلية، ما يعكس تنوعاً ثقافياً حقيقياً في الشوارع والأسواق والاحتفالات. يُعتبر الكرنفال السنوي في العاصمة كايين أحد أطول الكرنفالات في العالم، يمتد لأسابيع عدة من الرقص والأزياء الملونة والمواكب الحيوية. أما المطبخ المحلي فهو رحلة أخرى من النكهات، يجمع بين التوابل الكريولية والمكونات الاستوائية والنكهات الفرنسية، حيث تُقدَّم أطباق مثل سمك الكاريبو المطهو بجوز الهند أو يخنة الجمبري بالكاجو بجانب الخبز الفرنسي الطازج.

في نهاية المطاف، غيانا الفرنسية ليست مجرد إقليم على هامش الخريطة، بل وجهة استثنائية لكل من يحب العوالم المزدوجة والتجارب غير المتوقعة. إنها مكان يمكنك فيه أن تستيقظ على أصوات الغابة المطيرة، ثم تحضر إطلاق صاروخ فضائي، وتتذوق وجبة فرنسية بنكهات كاريبية all في يوم واحد! إنها أوروبا بنكهة استوائية، وتاريخ في قلب الطبيعة، ورحلة تستحق أن تكون يوماً ما على قائمتك.








طباعة
  • المشاهدات: 4404
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
19-10-2025 06:19 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم