سرايا - بمشاركة كويتية، شهدت مدينة زيورخ السويسرية حدثاً ثقافياً وفنياً استثنائياً تمثَّل في افتتاح المعرض الدولي «فرشاة عربي»، الذي جمع نُخبة من الفنانين التشكيليين العرب من مختلف الدول في تظاهرة فنية عالمية تسعى إلى إبراز ملامح الفن العربي في قلب أوروبا، وإيصال رسالته الجمالية والإنسانية إلى جمهورٍ واسع من مُحبي الفنون والثقافات.

ومن زيورخ، أعربت الفنانة التشكيلية الكويتية جمانة دشتي عن سعادتها بتمثيل الكويت في معرض «فرشاة عربي» إلى جانب اثنتين من الفنانات الكويتيات، هما: د. جمانة جابر، وإيمان سليمان، برعاية الوزير المُفوَّض لدى وزارة الخارجية بسلطنة عمان مروان البلوشي، مؤكدة أن هذا الحدث الفني يعكس صورة مشرقة عن المبدع العربي، وقُدرته على الحضور في الساحات الدولية، بما يمتلكه من موهبة وعُمق فكري وجمالي، من خلال إبراز أهمية الفنون في مد جسور التواصل بين الشعوب، وتعزيز القِيم الإنسانية المشتركة.

مبادرة ثقافية

وأوضحت دشتي أن المعرض بتنظيم مجموعة «نلتقي من أجل الفن»، وهي مبادرة ثقافية وفنية تهدف إلى تعزيز الحِراك التشكيلي العربي، وتوفير منصة تجمع المبدعين العرب تحت راية واحدة تحمل شعار التلاقي والإبداع والحوار الفني عبر الألوان والضوء والرموز البصرية التي تعبِّر عن هوية الإنسان العربي وثرائه الحضاري والفكري.

وثمنت دشتي، خلال الأسبوع الماضي، تكريم أكثر من 75 من الفنانين التشكيليين المشاركين، من عدة دول عربية، منها: عمان، والسعودية، والكويت، والبحرين، والإمارات، والسودان، والجزائر، ولبنان، ومصر، تقديراً لعطائهم وإبداعهم الفني، الذي أضفى على الحدث ألواناً من التميُّز والتفرُّد، مع توزيع الدروع وشهادات التقدير وسط أجواء احتفالية.

من جهتها، قالت الفنانة التشكيلية إيمان سليمان إنها شاركت مع المنسق الدولي العماني جمال الجساسي في معرض «فرشاة عربي» بسويسرا، والذي ضم مشاركين من 9 دول عربية مختلفة، حيث قدَّمت لوحتين من أعمالها بالألوان الزيتية، والتي تعبِّر عن الأصالة العربية، ومدى قوة العلاقة العاطفية بين الإنسان والطبيعة والبيئة.

وأعربت سليمان عن فخرها بالمشاركة في هذا الحدث الفني العربي العالمي، مضيفة أن المعرض شهد حضوراً واسعاً من الفنانين العرب المُقيمين في أوروبا، والأجانب أيضاً، لمشاهدة أكثر من 135 عملاً فنياً تنوَّعت بين المدارس الواقعية والتجريدية والانطباعية، لتجسِّد ملامح التجربة الفنية العربية في مراحلها المختلفة.

وذكرت أن بعض الأعمال تناولت البيئة والتراث، فيما عكست أخرى ملامح الحياة المعاصرة، وهموم الإنسان العربي بلغة اللون والظل والضوء، كما جسَّدت بعض اللوحات قِيم الأصالة والجمال والابتكار التي يمتاز بها الفن العربي.

الجمال الإنساني

بدورها، أكدت الفنانة التشكيلية د. جمانة جابر حرصها على المشاركة في معرض «فرشاة عربي»، عَبر أعمالٍ منتقاة تعزز فكرة المعرض وحوار الثقافات من خلال الفنون، حيث يقدِّم المعرض لزواره تجربة فنية وإنسانية فريدة تجمع بين الأصالة والحداثة، وتضع الهوية العربية في قلب المشهد الفني الأوروبي، وتؤكد أن الإبداع العربي حاضر بقوة في المحافل العالمية عبر أعمال تُلامس الوجدان، وتُخاطب الجمال الإنساني المشترك، ليؤكد الفنان العربي أن الفن ليس لغة محلية، بل هو لغة عالمية يتحدَّث بها الجميع، وأن الريشة العربية قادرة على أن تكتب قصتها بألوان النور في كل مكان وزمان.

ولفتت جابر إلى أن المعرض صَاحَبَه إقامة برنامج ثقافي شمل زيارات سياحية وجلسات شعرية عربية أضفت على الفعالية طابعاً نابضاً بالثقافة والفن في أجواء تميَّزت بالحيوية والتفاعل الكبير، كما شهدت الأمسيات حضوراً لافتاً من الدبلوماسيين والفنانين والإعلاميين والجمهور المُهتم بالفن من داخل سويسرا وخارجها، والذين أشادوا بمستوى التنظيم وروعة الأعمال المعروضة، مؤكدين أن المعرض نجح في تقديم صورة متكاملة للفن العربي بمختلف مدارسه وأساليبه المعاصرة.

وقالت إنها شاركت في المعرض بعملٍ فني بعنوان «العرس الكويتي»، استلهمته من التراث الكويتي، لافتة إلى أنها جسَّدت في اللوحة تفاصيل الزي التقليدي للعُرس، كغطاء العروس الأخضر المُطرَّز بالذهب والترتر، والبشت الكويتي المطلي بخيوط ذهبية فاخرة. وأشارت إلى أنها استخدمت خامات طبيعية وألوان خام، لإبراز أصالة القطعة، وإعطائها عُمقاً بصرياً صادقاً، وأضفت عبارة خشبية من الموروث الشعبي، تقول: «مباركين عرس الاثنين»، لتعكس الروح الكويتية بحميميتها وبساطتها، متابعة: «مشاركتي كانت تجسيداً فنياً للهوية الثقافية في مساحة عالمية».