12-10-2025 10:42 AM
سرايا - رغم تغيّر الأذواق، وتبدل الأجيال، وتعاقب الموجات الموسيقية على مدار أكثر من أربعة عقود، لا يزال نجم الغناء المصري والعربي "الهضبة" عمرو دياب يحتفظ بمكانته على قمة الغناء، بينما يحتفل بعيد ميلاده الـ 64، وسط سيلٍ من التهاني من محبيه احتفاءً بمسيرته الاستثنائية.
وُلد عمرو عبد الباسط عبد العزيز دياب عام 1961 في مدينة بورسعيد، لأسرة مصرية بسيطة، وبرز صوته منذ طفولته حين غنى النشيد الوطني في الاحتفال الوطني للمحافظة وهو في السادسة من عمره، فكانت تلك اللحظة الأولى التي كشفت عن موهبةٍ فطرية صنعت لاحقاً أسطورة فنية.
من المحلية إلى العالمية
انتقل "الهضبة" إلى القاهرة للالتحاق بمعهد الموسيقى العربية، حيث صقل موهبته علمياً، قبل أن يطلق أول ألبوماته الغنائية "يا طريق" عام 1983، فاتحاً الباب أمام مشوار فني استثنائي بدأ بخطواتٍ واثقة نحو القمة.
في منتصف التسعينيات، شكّل ألبوم "نور العين" (1996)، نقطة التحوّل الكبرى في مسيرة دياب، إذ تجاوز به حدود المحلية إلى العالمية، بمزيجٍ فريد جمع بين الإيقاعات الشرقية والنغمات الغربية الحديثة.
غزت أغنيته الأشهر العالم، لتُبث في محطات أوروبية وأمريكية، وتصبح رمزاً لجيلٍ كامل، تلتها نجاحات مدوية في ألبومات مثل "تملي معاك" الصادر عام 2000، و"أكتر واحد" عام 2001، و"الليلادي" في 2007، و"وياه" عام 2009، وصولاً إلى أعماله "سهران" و"أنا غير"، التي أكدت قدرته على التجديد المتواصل دون التخلي عن هويته الفنية.
التجديد والإبداع
ورغم تغير الأجيال وتبدل اتجاهات السمع، ظلّ دياب قريباً من جمهوره الشاب بذكاء لافت، محافظاً على طابعه الفني الفريد.
لم تقتصر مسيرة الهضبة، على النجاح العربي والإفريقي، حيث حصد سبع جوائز "World Music Awards" كأكثر فنان مبيعاً في الشرق الأوسط، ودخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكثر مطرب عربي حصولاً على الجائزة نفسها.
كما نال تقديرات من مؤسساتٍ عالمية، واعتُبر أحد مؤسسي "موسيقى البحر المتوسط"، وهو اللقب الذي أطلقته عليه الصحافة الغربية لما أحدثه من نقلة في شكل الأغنية العربية.
بالإضافة إلى الجوائز السابقة، نال "الهضبة"، جائزة أفضل فنان في حفل جوائز بيلبورد عربية عام 2024، كما حصد جوائز ديرجست كأفضل مطرب وأفضل ألبوم في 2013 و 2017.
هذا بجانب حصد ثلاثة جوائز في جوائز الموسيقى العالمية عام 2014 عن أفضل مطرب عربي وأفضل مطرب مصري وأفضل ألبوم "الليلة".
بين الأضواء والخصوصية والجدل
تزوّج دياب للمرة الأولى من الفنانة شيرين رضا وأنجب منها ابنته نور، ثم من زينة عاشور وله منها عبدالله وكنزي وجانا.
وعلى الرغم من تصدر حياته الخاصة عناوين الصحف، خاصة بعد ارتباطه بالفنانة دينا الشربيني، فإنه ظلّ متمسكاً بقدرٍ كبير من الخصوصية، متجنباً الانخراط في الجدل العام والانشغال بالفن.
ورغم محافظة "الهضبة" على حياة هادئة، شهدت السنوات الأخيرة أزمات عدة وضعته في دائرة الانتقادات، ولعل أبرزها ما شهده العام الماضي 2024، حينما جرى إحالته إلى محكمة الجنح، في واقعة صفع شاب خلال حفلة بإحدى الفنادق بالقاهرة.
فيما شهد العام الجاري، عودة خلافتاه القديمة مع تامر حسني، على خلفية منشور عتاب وجّهه الأخير إلى "الهضبة"، عبر حسابه الرسمي على إنستغرام، اتهمه خلاله بمحاولة التقليل من شأن ألبومه الجديد "لينا معاد".
وعلى أثر هذا المنشور، اشتعلت من جديد المواجهات الكلامية بين جماهير الفنانين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مستعيدين سلسلة من الخلافات السابقة التي بدأت منذ بروز تامر حسني في الساحة الغنائية عام 2003، وقد تفجرت الخلافات عام 2006، عقب حبس تامر في قضية تزوير مستندات الخدمة العسكرية، حيث اتهم عدد من معجبيه عمرو دياب بالتورط في الأزمة، قبل أن ينفي تامر ذلك لاحقاً.
نجاح باهر في 2025
بعد أكثر من أربعين عاماً في عالم الفن منذ إطلاق ألبومه الأول، ما زال عمرو دياب يحتل الصدارة، حيث شهد عام 2025 استمرار تألقه بعد طرح ألبومه الجديد "ابتدينا"، الذي حقق انتشاراً واسعاً على المنصات الرقمية، متصدراً قوائم الاستماع في عدد من الدول العربية والعالم.
وتميّز الألبوم بتنوّع موسيقي واضح يجمع بين الحداثة والإيقاع الشرقي، مؤكداً قدرة "الهضبة" على مواكبة الأجيال المتعاقبة دون أن يفقد بصمته الفنية الخاصة.
ومن بين أبرز أغنيات الألبوم، جاءت "خطفوني" التي أثارت تفاعلاً لافتاً بعد مشاركة ابنته جانا دياب في أدائها، بينما لاقت أغنية "بابا" صدى واسعاً حول العالم لتؤكد استمرار وتفرد "الهضبة".
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-10-2025 10:42 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |