بقلم :

 عنوان مقالي (غمسناها عالفاضي) ليس بالكلام الفاضي. عنواني هو كناية عما نراه في مجتمعاتنا و ثقافاتنا و تطلعاتنا الضيقة.. فعندما ينهي شبابنا مرحلتهم الجامعية و يعملون في مجال كان باستطاعتهم العمل فيه من دون شهادة جامعية و الاربعة سنين ,يكونوا(غمسوها عالفاضي).. و عندما تنشئ من العلاقات الطيبة و الودودة ما تظنه يغينك عن الكثير من حاجاتك ,و تواجه المنطق لتجد ان ما علاقات الا مصالح متبادلة مبنية على المنفعة البحتة فأنت هنا(غمست عالفاضي).. عندما تعيش قصة غرامية خرافية و يكون نصيبك من الاحلام فيها ذو قدر كبير و مخططاتك ليس لها حصر ,فتجد انك قد اضعت ما قد اضعته من السنين عبثا,و سعيا كاذبا لتصدم بأنك قد كنت تحلم بما لا يتناسب معك (مع ان الحلم حق البشرية )..

و ان علاقتك المستقبلية كان يمكنك بنايتها بالطريقة التقليدية و السائدة تكون(غمست عالفاضي).. عندما يفرض عليك من الضرائب و المستحقات و الخصومات ما من شأنه حقا ان يثبط عزيمتك و تتعامل بمحدودية مع مخططاتك ف انت(بتغمس عالفاضي).. عندما تدرس على نفقتك الخاصة و عرق جبينك و جبين اهلك ,بينما غيرك لديه من المكارم والمنح ما لا حصر له و لا يكون همه في دراسته سوى مضيعة الوقت ,و همك ان تنهي ما بدأت به بأقل الخسائر ,هنا (تتغمسون عالفاضي).. عندما تكون مالك الحق و و كل الظلم قد وقع عليك و خصمك ظالم جائر عابث,ف ما ان تدخل محطة امنية ;حتى يتم اتصال خلوي ,فتجد نفسك قد اصبحت طرف نزاع و انه عليك من الحق ما يفوق ما لديك..انت هنا (شكواك و وجودك عالفاضي).

و عندما تنتظر بالساعات صباحا لتجد وسيلة نقل تقلك باحترام دون ادنى انتقاص لمكانتك,لكنك تنتقل بطريقة و جهد لا يليق بك .. ف انت هنا (تتشبث بصورتك عالفاضي).. عندما تتصل بك والدتك المثقلة بالمعيشة لتطلب منك اجراء معاملة رسمية,لا تستطيع هي القيام بها ,فتضطر لسماع مئات الكلمات و الانتقادات من رب العمل لتغادر, و تذهب فتجد سيول من البشر تنتظر و تضطر لأن تنتظر ل تفجع ب(انتهاء الدوام الرسمي) فتعيد الكرة اليوم التالي ,و تلقى ما تلقاه من تجريح و انتقاص. فأنت هنا (عالفاضي).. و الخ....................... مما نراه يوميا من اشكاليات . اذا لماذا. ؟ هذا ما اطرحه من سؤال لماذا؟؟ ا

لأني دفعت ما علي ضرائب بعضها ليس له وجه حق,و ان فلان قد كان فاسدا و اكل احقيتي فيها. ام لأنني انسان كادح القي بكل الثقل على عاتقي لأشعر بلذة اعمالي, ف يكون هناك الف قوة ضد معاكسة لاتجاهي و نظافة يدي.! ام لأن هناك من الشخصيات من لم يعر الطلاب ادنى اهتمام و جعلهم تحت شفقة و رحمة سأئقي النقل العام!! ام لأن هناك من اجبر الناس على ان تصاب نفسياتهم ب داء الحموضة حتى اعماهم عن حقوقهم!! ام لأن الحد الادنى لأجور العاملين يتحدد ب200 دينار فقط,بينما تحدد الجهات الرسمية خط الفقر ب 500 دينار!! ام لأننا قد اصبحنا نعيش في زمن ال100 طبقة,بينما الغرب الذي نشتمه على مدار الساعة لديه 3 طبقات اجتماعية فقط!! ماذا عن اسعار المحروقات التي ما نلبث ان نصدم من رفعها حتى يأتي قرار اخر برفعها ال(لا مبرر) و الذي ليس فيه ما يدعو اليه حقأ!!! ام لأن فلان لديه من الاعفاءات ما يجعله يصل الى درجة 100% منفعة من مصالحه ,بينما الاخر عليه من الالتزامات ما يوصله الى درجة 1% منفعة من مصالحه!! ام لأن فلان اراد ان ينام في سويسرا و يشرب القهوة في جزر الكاريبي و يبني قصرا او 4 في دير غبار و يستجم في ارقى ما صنعته البشرية ,و غيره يبحث عن لقمة عيشه المحدودة!! ام لأن كل من كانت لديه فكرة تحسين و ارتقاء يداس عليه و يلاحق امنيا و اجتماعيا !! ام لأني عندما اطلب حقي في استقلالية رأي في اختيار ممثلي في مجلس النواب اقع تحت 100 باب احراج و ابتزاز ,في غياب الرقابة المحكمة!! ام لأن موظف الحكومة لا يكون له الحق بأن يعمل بأريحيته في مجال اخر خارج اوقات الدوام الرسمي,ليرتقي و بمكانته الاجتماعية و الاقتصادية او حتى لأشباع حاجاته المتفاقمة فقط!! ف من اين سيأتي الانفتاح و الحرية و العدل و المساوة الاجتماعية و القدرة على تقبل الاخر في ضل غياب العقول النيرة التي تستطيع ان تقف لتقول لا .!! كل ما قمت بتقديمه اعلاه هو مجرد نظرتي الشخصية للأمور ,بعيدا عن اي مرجع او انحياز و لكن هذا للأسف ما لمسته في يوميات جيراني و اقرابئي و اصدقائي و عامة الناس لدي.

و معظم التساؤلات لم اجب عنها بل تركت باب الاجتهاد في الاجابة لكل من احب تحليل الامور كما يراه محقا و مناسبا.