حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,9 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4475

رحاحلة ويونس يتأملان «تجليات الفضاء الرقمي في الرواية العربية المعاصرة»

رحاحلة ويونس يتأملان «تجليات الفضاء الرقمي في الرواية العربية المعاصرة»

رحاحلة ويونس يتأملان «تجليات الفضاء الرقمي في الرواية العربية المعاصرة»

09-09-2025 08:50 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - يرصد د. أحمد رحاحلة و د. إيمان يونس في كتابهما «تجليات الفضاء الرقمي في الرواية العربية المعاصرة»، مرحلة انتقال الأدب إلى محاكاة العالم الافتراضي الذي أصبح جزءاً أصيلاً من الحراك البشري والتجربة الإنسانية العامة.

وهو لا يتوقف عند وصف ظاهرة التحول تلك، بل يقترح أيضاً تصنيفاً للمضامين الرقمية الجديدة، ويحلل أثرها في العناصر السردية التقليدية، فاتحاً بذلك الباب على مصراعيه أمام دراسات نقدية مستقبلية ترصد أثر التطور التكنولوجي المتسارع على عالم الأدب الروائي.

يرتكز الكتاب الصادر عن «الآن ناشرون وموزعون» في الأردن (2025)، على فكرة أنّ الرواية العربية، بوصفها جنساً أدبياً مرناً، لا يمكن أن تبقى بمعزل عن التحولات التكنولوجية والرقمية التي شهدها العالم منذ مطلع الألفية الثالثة.

فالفضاء الرقمي (شبكات التواصل الاجتماعي، البريد الإلكتروني، المنتديات، التطبيقات، والهواتف الذكية) أصبح فضاءً موازياً للواقع المادي، بل ومتصلاً به اتصالاً وثيقاً، بحيث أوجد «مجتمعات رقمية» جديدة بسماتها وهوياتها وقوانينها، من هنا يسعى المؤلفان إلى رصد أثر هذا الفضاء على بنية الرواية العربية المعاصرة، سواء على مستوى المكان (باعتباره فضاءً سردياً)، أو على مستوى الشخصيات، والزمن، واللغة، والمضامين الروائية.


جاء الكتاب في زهاء مئتي صفحة، واشتمل على تمهيد وأربعة فصول وخاتمة. تناول التمهيد الإطار النظري، من خلال مراجعة تطور مفهوم المكان في النقد الأدبي، بدءاً من الفلاسفة (أرسطو، ابن سينا، نيوتن، آينشتاين) وصولاً إلى علماء الاجتماع والنقاد المعاصرين، حيث ألقى الكتاب الضوء على خمس وثلاثين رواية صدرت في مطلع القرن الواحد والعشرين، وتتوزع جغرافياً على عدد من الدول العربية، لتقديم صورة بانورامية عن كيفية توظيف الفضاء الرقمي.

ومما يطرحه الكتاب أنّ المكان في الرواية لم يعد فقط حيزاً جغرافياً، بل تحول إلى فضاء اجتماعي وثقافي ورمزي؛ مما أحدث نقلة في طبيعة التفاعل السردي.

حمل الفصل الأول عنوان «أنماط الفضاء الرقمي في الرواية العربية»، وقُسّم إلى نوعين رئيسيين أولهما؛ الفضاء الرقمي العام الذي يشمل المواقع المفتوحة والصفحات العامة ومجموعات التواصل المفتوحة والتطبيقات التقنية واسعة الانتشار، ويعكس العلنية والتفاعل الجماهيري ويؤثر في الأحداث من خلال الانتشار الواسع؛ وثانيهما الفضاء الرقمي الخاص الذي يتمثل في البريد الإلكتروني، والرسائل الخاصة، والمجموعات المغلقة، والمنتديات المتخصصة.


وفي الفصل الثاني «تمثيلات الفضاء الرقمي في الرواية العربي» يتتبع الكتاب مستويات الحضور، سواء الحضور المركزي، أي الروايات التي جعلت الفضاء الرقمي محوراً أساسياً للأحداث والشخصيات.


ويركز الفصل الثالث من الكتاب على «الفضاء الرقمي والمضامين الروائية» على أثر الرقمنة في الموضوعات والمضامين الروائية، وذلك عبر مسارين؛ الأول هو المضامين التقليدية من مثل: السياسة، الاجتماع، الدين، قضايا المرأة... لكنها تُعاد صياغتها عبر وسائط رقمية، والثاني المضامين الرقمية الجديدة التي تشمل أنماطاً ثلاث.

وفي الفصل الرابع والأخير المعنون «توظيف الفضاء الرقمي في بنية الرواية العربية»، يرصد الكتاب تأثير الرقمنة في العناصر السردية الجوهرية، حيث باتت الشخصيات تمتلك «هويات رقمية» موازية أو بديلة، وقد تعيش حياة مزدوجة بين الواقع والفضاء الافتراضي، وأخذت الأحداث تنتقل عبر وسائط رقمية (محادثات، هاشتاغات، تغريدات، رسائل إلكترونية)، وأحياناً يُبنى الحدث برمته على تفاعل رقمي، كما في الجرائم أو الحب أو الهجرة الافتراضية، وظهرت لغة هجينة تضم مصطلحات رقمية مثل: («بوست»، «هاشتاغ»، «باسوورد»، «إعجاب»، «تعليق»)، ما أوجد معجماً سردياً جديداً يعكس روح العصر، ولم يعد الزمن مجرد خطّ كرونولوجي، بل بات زمن «الهاشتاغ» أو «التغريدة» أو «الإشعار». فالزمن الرقمي متزامن وفوري، مما يعيد تشكيل إيقاع السرد.

وخلص الباحثان في خاتمة الكتاب إلى أن الفضاء الرقمي لم يعد عنصراً عرضياً، بل غدا مكوناً جوهرياً في الرواية العربية، وأن هناك مضامين سردية رقمية جديدة، مثل الهروب، المجتمعات الرقمية، الهوية الرقمية ظهرت بتأثيرٍ من هذا التحول، وأن الرواية العربية أثبتت قدرتها على التكيف مع التحولات الحضارية دون أن تفقد هويتها الورقية/التقليدية، وأن اللغة السردية تغيرت بدخول معجم رقمي، مما أثر على الأسلوب والبنية، وأن الزمن السردي تحوّل ليواكب الإيقاع الرقمي الفوري، وأن تنوّع العينات الروائية جاء من دول عربية متعددة ليؤكد أن الظاهرة عابرة للحدود القُطْرية وتشكل اتجاهاً عربياً عاماً يستحق مزيداً من الأبحاث والدراسات النقدية العميقة.











طباعة
  • المشاهدات: 4475
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-09-2025 08:50 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم