حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,6 سبتمبر, 2025 م
  • الصفحة الرئيسية
  • سياسة
  • إلى الطامح لـ”نوبل”: كيف أصبحت دعوات محمود عباس المتكررة إلى السلام تهديداً لأمريكا؟
طباعة
  • المشاهدات: 12104

إلى الطامح لـ”نوبل”: كيف أصبحت دعوات محمود عباس المتكررة إلى السلام تهديداً لأمريكا؟

إلى الطامح لـ”نوبل”: كيف أصبحت دعوات محمود عباس المتكررة إلى السلام تهديداً لأمريكا؟

إلى الطامح لـ”نوبل”: كيف أصبحت دعوات محمود عباس المتكررة إلى السلام تهديداً لأمريكا؟

06-09-2025 02:16 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - بعد انتخاب ترامب للرئاسة في الولايات المتحدة، التقيت برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ووجدته متفائلاً. أراني رسالة ترامب إليه، التي كانت مفعمة بكلمات الود، وقال إنه كان له حوار موضوعي معه في عهد ولايته الأولى، وإنه يؤمن بأن نهجه التجاري كفيل بأن يدفع قدماً بمساعي السلام بين "إسرائيل" والفلسطينيين وفرص حل الدولتين.

بعد كل شيء، في خطة ترامب في كانون الثاني 2020 كان الحديث يدور عن حل كهذا، والعلاقات القريبة بين نتنياهو والرئيس المنتخب قد يكون بوسعها المساهمة في التغيير المنشود.

قلت له إن الفضل الذي قد نعزوه لترامب هو كونه غير متوقع تماماً، فابتسم وقال إنه متفائل في ما يتعلق باحتمال أن يفاجئ انعدام اليقين هذا إيجاباً من يؤمنون بالسلام في المنطقة، وأساساً لأن الرئيس جعل تلقي جائزة نوبل للسلام هدفه المعلن.

لقد كان هذا على ما يبدو تفاؤلاً مبالغاً فيه. قرار الإدارة الأمريكية منع التأشيرات عن محمود عباس وحاشيته قبيل الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نهاية الشهر، هو قول لا لبس فيه: إدارة ترامب تقبل موقف اليمين الإسرائيلي وترفض أي مفاوضات على اتفاق دائم مستقبلي مع الفلسطينيين. السبب الرئيس لرفض الإدارة منح التأشيرات هو كفاح رام الله للدفع قدماً بإقامة دولة فلسطينية، رغم قرار صريح من مجلس الأمن اتخذ قبل تسع سنوات بدون معارضة أمريكية يدعو إلى إقامة دولة كهذه في أقرب وقت ممكن.

حكومة اليمين في "إسرائيل" استقبلت القرار الأمريكي بفرك للأيادي، كإنجاز مهم جداً للدبلوماسية الإسرائيلية الحالية التي تتلخص في أربع كلمات: بدون حماس وبدون عباس. وفيما تكتب هذه السطور، لم نتعرف بعد على ردود فعل العالم على القرار الأمريكي، الذي يتعارض والتزامات السماح لكل من يدعى للمشاركة في الحدث الرسمي في الأمم المتحدة أن يلبي هذه الدعوة. المادة 11 في الاتفاق الموقع في 1947 بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة يقضي بهذا صراحة. سيكون صعباً على أحد ما أن يشرح بين زعيم ابن 90 يأتي كل سنة ليخطب في الجمعية في نيويورك، وميزته الأبرز أن دعوته المتكررة للسلام بين "إسرائيل" والفلسطينيين أصبحت فجأة تهديداً على أمن أمريكا.

من يؤمنون بأننا خلقنا لنقاتل إلى الأبد، وأنه لا طريق آخر للعيش في بلادنا، مسرورون هذه الأيام من قرار الإدارة. لكن من يؤمنون بأن التضحيات التي قدمت حتى الآن كانت تستهدف خلق وضع قد يمنع سفك دماء متواصل في المستقبل، لن يخيب ظنهم من الخطوة الأمريكية.

ترامب لن يحصل على جائزة نوبل للسلام لقاء منع مشاركة الفلسطينيين في مداولات الجمعية. بالعكس، هذا المنع سيصعد الجهد العالمي المبرر لتأييد حل الدولتين. الكرسي الفلسطيني الشاغر سيسمع ويبرز، في ظل استياء زعماء اليمين الإسرائيليين، أكثر بكثير من وجود الفلسطينيين جسدياً. خطاب عباس، الذي سيسمع أغلب الظن بالفيديو، سيسمع أكثر بكثير مما لو ألقاه بلسانه هناك.

"إسرائيل"، التي أيدت علناً حل الدولتين – تأييد أطلق مرات عديدة، على لسان رؤساء وزراء من اليمين واليسار بمن فيهم نتنياهو نفسه – ستجد نفسها عنيدة ومعزولة، دون أي تفسير مقنع بالتغيير الحاد الذي طرأ على سياستها. ستجعل نفسها أكثر تعلقاً بالرئيس الأمريكي من أي وقت مضى.

لا تزال هناك إمكانية لاستغلال التأييد العالمي المتعاظم لحل الدولتين، للوصول إلى صيغة كصيغة المبادرة الفرنسية – السعودية التي تضع قيوداً على هذه الدولة المستقبلية (مثل التجريد، والاعتراف بحق الوجود المتبادل وغيرها). لكننا بدلاً من استغلال التأييد الأمريكي لغرض الوصول إلى حل يضمن "إسرائيل" كدولة يهودية وديمقراطية ها نحن نسير مسحورين في الظلام وراء مجموعة صغيرة وهاذية اتخذت لنفسها هدف القضاء على الزعماء البراغماتيين في العالم العربي. محظور علينا السماح لها بتقرير مصيرنا جميعنا.











طباعة
  • المشاهدات: 12104
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
06-09-2025 02:16 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم