28-08-2025 09:40 AM
سرايا - يستمِّر التحريض الإسرائيليّ تجاه أيّ فعاليةٍ مناصرةٍ للشعب الفلسطينيّ ورافضة لحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وانتقدت صحيفة عبريّة تضامن الجماهير مع فلسطين في دوري أبطال أوروبا.
وعززت المتغيرات السياسيّة وتحرك الوعي لدى الراي العام العالميّ فهم قيمة المقاطعة وخاصّةً الرياضيّة، ومدى تأثيرها من خلال فضح الكيان وممارساته العنصرية في حقّ الشعب الفلسطينيّ. كما خلقت فرصًا غير مسبوقة، والتي بدورها عززت ديناميكيّة وانتشار حركة المقاطعة.
كما أنّ التوسع من مقاطعة مصنعي السلع الرياضيّة الإسرائيليّة إلى مقاطعة العلامات التجاريّة العالميّة التي تدعم الأنديّة والاتحادات الرياضيّة الإسرائيليّة يُجسِّد هذه الديناميكيّة.
وتُوضِّح الأدبيات أنّه على الرغم من أنّ المقاطعة الرياضيّة لم تكن أداةً جديدةً متاحةً للعرب والفلسطينيين في نضالهم ضد الكيان، إلّا أنّها تعززت أكثر بسبب المتغيرات السياسيّة والاستراتيجيّة لأصل الصراع مع هذا الكيان، فالرياضيون العرب وغيرهم، بغضّ النظر عمّا إذا كانوا يمثلون دولًا لها علاقات مع "إسرائيل" أمْ لا، رأوا في البطولات الدوليّة مساحةً للتعبير عن معارضتهم ورفضهم الاعتراف بهذا الكيان وتشددهم في مسألة تطبيع حكوماتهم معه في العديد من المجالات.
وهكذا ومن يومٍ لآخر تتسّع المقاطعة الرياضيّة أيضًا لدولة الاحتلال بسبب المجازر الفظيعة التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزّة منذ ما يُقارِب السنتيْن.
وقالت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية، المعروفة بتوجهاتها اليمينيّة،” وصلت تصفيات دوري أبطال أوروبا إلى مرحلة التصفيات النهائية، وبلغ الصراع على آخر بطاقات التأهل إلى الدوري ذروته، ومعه يتم استغلال مساحة الملعب والمدرجات لنشر دعاية كراهية ضد "إسرائيلط، وفق زعمها.
وذكرت الصحيفة أنّه “في المباراتين اللتين جرى إقامتهما يوم الأربعاء الماضي في تركيا واسكتلندا، تم رفع لافتات ضخمة تتهم "إسرائيل" بارتكاب إبادة جماعية في غزة”، مضيفة أنّه “ليس من المستغرب انتشار التحريض المؤيد للفلسطينيين في هذه البلدان”، على حدّ مزاعمها.
وتابعت: “يبدو أنّ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) يتعاون بشكلٍ غيرُ مباشرٍ في أعقاب مباراة كأس السوبر الأوروبي الأسبوع الماضي”، مدعية أنّه “يتم استغلال هذا التغاضي من جانب الاتحاد لإطلاق تصريحاتٍ قاسيةٍ”، على حد وصف الصحيفة العبرية.
ولفتت إلى أنّ “أول من فعل ذلك هذه المرة مشجعو فرسق (فنربخشة) التركيّ، الذين رفعوا خلال مباراة التعادل السلبي ضد بنفيكا البرتغاليّ لافتةً تقول: أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة، حرروا فلسطين”، مشيرة إلى أنه “انضمت إلى هذه الهتافات هتافات معادية لـ "إسرائيل" خلال المباراة”.
ونوهت الصحيفة إلى أنّ “ما كان أشد وطأة هو إظهار الكراهية لـ "إسرائيل" في غلاسكو، خلال مباراة تصفيات بين سيلتيك وفريق خايرات الكازاخستاني، والتي شارك فيها لاعبان إسرائيليان، دان غلازر وعوفر أراد. وأُجبر اللاعبان على الاستماع إلى هتافات مؤيدة لفلسطين ومشاهدة أعلام فلسطينية ترفرف في أرجاء الملعب”.
ومضت قائلةً: “بدأ الاحتجاج الإسكتلندي بالفعل خارج الملعب، قبل ساعاتٍ قليلةٍ من انطلاق مباراة التصفيات في دوري أبطال أوروبا، وهناك أيضًا رُفعت لافتات مؤيدة للفلسطينيين. وعلى إحدى اللافتات ارتفع الشعار الذي يقود مشجعي سيلتيك منذ 7 أكتوبر: “امنحوا "إسرائيل"، التي ترتكب إبادة جماعية، بطاقة حمراء”.
وختمت الصحيفة: “كما هو معلوم، منذ بداية الحرب عبّر مشجّعو بطلة اسكتلندا عن دعم لما أسمته بالإرهاب الفلسطيني، وفي خطوة عدائية تمكّنوا من طرد مهاجم فريقهم الإسرائيليّ، ايلئيل أبادية، الذي اضطر إلى المغادرة وانتقل إلى دوري الـ (إم.إل.إس) في الولايات المتحدة الأمريكيّة”، مُشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ “الاحتجاج المعادي لـ "إسرائيل" تقوده منظمة المشجعين (اللواء الأخضر)”، طبقًا لأقوال الصحيفة.
وقال اللاعب للصحيفة إنّه مع اندلاع العدوان على غزّة في أكتوبر من العام 2023 تحولّت حياته في النادي الأسكتلنديّ إلى نوعٍ من الجميع، لذا قرر الانتقال إلى الولايات المُتحدّة، متهمًا جمهور سيلتيك بمعاداته لكونه إسرائيليًا. واختتم بالقول إنّ الحياة واللعب في أوروبا باتتا صعبتيْن بسبب الحرب على غزّة.
وكان نادي فورتونا دوسلدورف الألمانيّ، أعلن أنّه لن يتعاقد مع اللاعب الإسرائيليّ، شون فايسمان، قائلاً: “درسناه بدقّةٍ، وقررنا في النهاية عدم التعاقد معه”، يأتي ذلك بسبب معارضة الجماهير لهذه الخطوة، الذين لم يريدوا وجود لاعبٍ إسرائيليٍّ في الفريق بحسب ما نقلت وسائل إعلام عبرية.
ومن ناحيتها، كتبت صحيفة (هآرتس) العبريّة، أنّ اللاعب فايتسمان، وهو بالمنتخب الإسرائيليّ، كان قد عبّر في مناسباتٍ عيدةٍ عن تأييده لمحو مدينة غزّة عن الوجود، وتساءل بصلفٍ ووقاحةٍ لماذا لا يستخدم الجيش الإسرائيليّ القنابل بزنة 200 طُنٍّ لتنفيذ المهمة.
وتابعت الصحيفة قائلةً إنّ اللاعب فايتسمان يجِب أنْ يتهّم نفسه وليس سواه، فهو الذي قام بنشر الأقوال، وهو الذي يؤيِّد الوزير العنصريّ، المُتطرّف والإرهابيّ إيتمار بن غفير، كما لفتت الصحيفة إلى أنّ اللاعب فايتسمان كان قد هاجم جميع فلسطينيي الداخل، أوْ عرب الـ 48 دون استثناءٍ.
وخلُصت الصحيفة إلى القول إنّ فايتسمان يدفع الثمن ليس لكونه يهوديًا، ولا لكونه إسرائيليًا، بل لكونه متطرّفًا من الناحيّة السياسيّة، على حدّ تعبيرها.
وبحسب صحيفة (بيلد) الألمانيّة، فإنّه “لم يكن على اللاعب الدوليّ الإسرائيليّ فايسمان سوى التوقيع على العقد، لكنّه الآن لن ينتقل إلى نادي الدرجة الثانية”.
على صلةٍ، قرر صندوق الثروة السيادي النرويجي، الأكبر عالميًا بأصول تبلغ تريليوني دولار، التخارج من شركة معدات البناء الأمريكية (كاتربيلر) وخمسة بنوك إسرائيلية لأسباب أخلاقية. والبنوك المستبعدة هي هبوعليم، وبنك لئومي، وبنك مزراحي طفحوت، والبنك الدولي الأول لـ "إسرائيل"، وإف.آي.بي.آي هولدينجز.
وأشار الصندوق إلى أنّ هذه الشركات تورطت في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في مناطق الحرب والصراع.
وأكد مجلس الأخلاقيات التابع للصندوق أنّ منتجات (كاتربيلر) تستخدم في هدم غير قانوني وواسع لممتلكات الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وأن الشركة لم تتخذ إجراءات لمنع هذا الاستخدام، مع استمرار استلام "إسرائيل" لهذه المعدات، مما يشكل خطرًا على حقوق الأفراد في النزاعات.
كما أكد الصندوق أنّ البنوك الإسرائيلية شاركت في دعم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة والقدس الشرقية عن طريق تقديم خدمات مالية ضرورية للبناء في تلك المناطق، وهي انتهاكات اعتبرها الصندوق مخاطر غير مقبولة.
وقبل التخارج، كان الصندوق يمتلك 1.17% من (كاتربيلر) بقيمة 2.1 مليار دولار، و661 مليون دولار موزعة على البنوك الخمسة مجتمعة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-08-2025 09:40 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |