سرايا - تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانها على مخيمات طولكرم وجنين شمالي الضفة الغربية، في ظل استمرار نزوح الآلاف من مخيماتهم وسط ظروف إنسانية صعبة، بينما تتواصل عمليات هدم المنازل واقتحام الأحياء، واعتقال العشرات من الفلسطينيين بشكل يومي.

ويدخل العدوان على جنين ومخيمها يومه الـ203 على التوالي، في ظل ظروف إنسانية قاسية يعيشها أكثر من 22 ألف فلسطيني ما زالوا نازحين خارج المخيم منذ بدء التصعيد في 21 كانون الثاني/يناير الماضي.

وأفادت اللجنة الإعلامية لمخيم جنين أن قوات الاحتلال أغلقت كافة مداخل المخيم ببوابات حديدية صفراء، ومنعت الأهالي من الاقتراب منها، وسط عمليات إطلاق نار متقطعة وتنكيل بالمواطنين في محيط المخيم.

وذكرت اللجنة في بيان، أن قوات الاحتلال كثفت من اقتحاماتها وعمليات الدهم في بلدات وقرى المحافظة، حيث طالت الاعتداءات كلًّا من: برقين، عرابة، فحمة، كفر راعي، الهاشمية، صانور، ميثلون، عجة، الرامة، الكفير، الجديدة، الزبابدة، تلفيت، عابا، زبوبا، ومفرق رمانة، وشملت دهم منازل، واعتقال فلسطينيين، وتخريب محتويات المنازل والممتلكات.

وأشارت إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت صباح اليوم الاثنين 11 آب/أغسطس الأسير المحرر خالد علي قبلاوي، والشاب أحمد قاسم خلوف، بعد اقتحام بلدة برقين غرب جنين، وكشف شبان تم اعتقالهم لاحقًا عن قيام الاحتلال بتحويل منازل نازحين داخل المخيم إلى مراكز استجواب وتحقيق.

ومنذ بدء العدوان على مدينة ومخيم جنين في كانون الثاني/يناير الماضي، هدم الاحتلال أكثر من 620 منزلًا بشكل كامل، فيما تعرضت بقية المنازل لأضرار جزئية جعلتها غير صالحة للسكن. ووفقًا للجنة الإعلامية في جنين، فقد تسبب العدوان في نزوح نحو 22 ألف فلسطيني بشكل قسري، ومنعهم الاحتلال من العودة إلى منازلهم حتى الآن.

وفي مدينة طولكرم ومخيماتها، يستمر العدوان "الإسرائيلي" منذ أكثر من سبعة أشهر، مخلفًا أوضاعًا إنسانية واقتصادية صعبة، حيث باتت شوارع المدينة والمخيمات شبه خالية من الحركة، وتوقف النشاط التجاري المعتاد في مثل هذا الوقت من السنة.

ونفذ الاحتلال عمليات تدمير واسعة، وحوّل المخيمات إلى مربعات سكنية مفصولة عبر شق شوارع ضخمة داخلها، ما ألغى النسيج العمراني التقليدي القائم على الحارات المتلاصقة، ومنع السكان من إعادة بناء منازلهم.

وأسفرت عمليات الاحتلال العدوانية في مخيمي طولكرم ونور شمس عن تهجير قسري لأكثر من 5 آلاف عائلة، أي ما يزيد على 25 ألف فلسطيني نزحوا من منازلهم، في ظل إغلاق مداخل المخيمين بالسواتر العسكرية الضخمة، وتحويل المنطقة إلى فضاء شبه خالٍ من الحياة.

وبحسب اللجان الإعلامية، أسفر العدوان في طولكرم عن استشهاد 14 شخصًا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما كانت حاملاً، إضافة إلى عشرات الإصابات والاعتقالات، وتدمير أكثر من 600 منزل بشكل كلي و2573 منزلًا جزئيًا، فضلًا عن تدمير المحال التجارية والمركبات، وتحويل مناطق واسعة إلى فضاء شبه خالٍ من الحياة.